توقيت القاهرة المحلي 08:16:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بعد معاناتهن لمدة 15 عامًا من تجويع أنفسهن

حظر المقاس صفر في عالم الأزياء والاستماع لصوت المرأة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حظر المقاس صفر في عالم الأزياء والاستماع لصوت المرأة

دور عارضات الازياء
باريس ـ مارينا منصف

حظرت شركتي الأزياء "لوي فيتون" و"كيرينج"، تعيين عارضات أزياء ذوات المقاس صفر، ومن السابق لأوانه معرفة ما إذا كان هذا الحظر سيحسن صحة المرأة، ولكنه علامة على أن عالم الأعمال يتغير، فلطالما كان تعيين هؤلاء العارضات فضيحة في صناعة الأزياء لمدة 15عامًا، والإعلان عن أن الشركتين المتنافستين في عالم الأزياء في باريس قد انضمتا إلى القوات لإنهاء تلك الممارسة، هو دليل على أن الصناعة أخيرًا أصبحت تتحمل مسؤولياتها أمام جمهور المستهلكين.

فهل سينجح هذ الميثاق في تحسين صحة عارضات الأزياء، وخاصة بعد فشل المبادرات السابقة، هذا التحرك هو دليل محفز على إضفاء الطابع الديمقراطي على الموضة تدريجيًا، وقد وفرت وسائل الإعلام الاجتماعية منبرًا للعاملين الأقل قوة في صناعة الأزياء – عارضات أزياء، ونقاد - الذين كانوا مهمشين فعليًا بسبب عالم النخبة الذي يملي فيه المصممون كيف ينبغي للمرأة أن تبدو، بدون الخضوع لأي مساءلة عن المطالب الجسدية التي تواججها المرأة للحصول على خصر عرضه 23 بوصة، وأخيرًا، تواجه الموضة هذه الحقيقة.

 ولكن هناك المزيد من التوضيح بشأن توازن القوى الداخلية في عالم الأزياء، فقبل عقد من الزمن، كانت الشركات تتعامل مع المصممين في أسبوع الموضة في باريس باعتبارهم آلهة؛ لكن من غير الواقعي أن يملي رؤساء الشركات عليهم أي عارضات الأزياء يعينوهم، ولكن في الأعوام الستة الماضية، منذ أن جعل جون جاليانو اسم كريستيان ديور في سمعة سيئة، أصبحت شركات الأزياء الكبرى تكبح جماح المصممين الذين يعينونهم.

وأصبح المصممين الموهوبين، المتواضعين، الذين يمكن الاعتماد عليهم، في مقدمة المطلوبين للوظائف الكبرى، وليس غريبي الأطوار الخارجين عن المألوف، وبينما تضاءل نفوذ المصممين بحكم الأمر الواقع، تزايدت قوة عارضات الأزياء لأعلى درجة، فاليوم تطالب أشهر عارضات أزياء بأجور عن عملهن لم يكن ليحلم بها العارضات السابقات في التسعينيات، "إفانجيليستا، الشهيرة، لا تخرج من غرفة نومها بأقل من 10000 جنيه إسترليني، واليوم عاضرات الـ"إنستغرام" يمكن أن يحصلن على أكثر من ذلك بعشر مرات لنشر صورة سيلفي ببيجامة من أحد العلامات التجارية، بدون الاستيقاظ حتى".

وجاء الزخم المرتبط بميثاق لوي فيتون وكيرينج جزئيًا من الزوجين الأكثر أناقة في باريس: أنطوان أرنولت من لوي فيتون وزوجته عارضة الأزياء ناتاليا فوديانوفا، وأشار أرنولت إلى

فوديانوفا في إعلان الميثاق، قائلًا: "زوجتي ... قالت كل هذه المشاكل موجودة بالفعل منذ 15 عامًا، إلا أن عارضات الأزياء لم يكن لديهن الشبكات الاجتماعية للحديث عنها ومحاولة إحداث التغيير ... يمكننا حقًا أن نشكر الشبكات الاجتماعية لرفع الغطاء عن الكثير من الأمور التي لم نكن لنتحملها في الماضي لو كانت معروفة على المستوى العام".
 
وتأتي أهمية الميثاق من أنه يثير النقاش الذي كان مكتومًا لفترة طويلة، إذ تقول عارضات الأزياء إن وكلاء التوظيف يطلبون قياسات صغيرة؛ فيرد وكلاء التوظيف بأن أحجام عينات الأزياء المنتجة للعرض على المنصة تتطلب تلك القياسات، وينتقد القراء المجلات لعرض عارضات الأزياء النحيفات، بينما يجيب المحررين بالمثل من خلال القول بأن عرض أي شيء خارج معايير الجمال المألوفة لعارضات الأزياء تسبب انهيار مبيعات الصحف والمجلات، ويتحدث المستهلكون عن الشعور بالضغط لاتباع نظام غذائي من خلال صور العارضات النحيفات جدا، من ناحية أخرى تبلغ العارضات أنهن يتعرضن للسخرية بسبب أجسادهن.

ولم تخترع صناعة الأزياء حجم الصفر، بل ظهرت العبارة في لوس أنجلوس في أوائل التسعينيات لوصف الشكل المطلوب للممثلات الطموحات في هوليوود، وتمتد مشكلة النظرة السلبية للجسم إلى ما هو أبعد من منصات الأزياء في باريس، ولكن حيث أن الموضة جزء من المشكلة، يجب أن تكون جزء من الحل.

وقد اتخذ فرانسوا-هنري بينولت من كيرينج خطوة جريئة بالإشارة لوجود صلة مباشرة بين الموضة ومرض فقدان الشهية، وقال: "إن الكثير من الناس يعرفون - كما أعرف - أشخاص متضررين من ويلات مرض فقدان الشهية"، وأضاف "إن هذا يمثل تقدمًا هامًا في معالجة قضية النحافة المفرطة وخاصة فقدان الشهية في مهنتنا".

ومن خلال هذا الميثاق تقبل العلامات التجارية تحمل المسؤولية، ولا يعاقب الميثاق المرأة لكونها نحيفة، ولكنه يواجه صناعة تُنتج فيها عينات الأزياء بأحجام تتطلب من النساء الممشوقات بالفعل أن يجوعن أنفسهن.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حظر المقاس صفر في عالم الأزياء والاستماع لصوت المرأة حظر المقاس صفر في عالم الأزياء والاستماع لصوت المرأة



GMT 00:49 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي
  مصر اليوم - محمد ثروت ينضم لـ«عصابة المكس» بطولة أحمد فهمي

GMT 09:48 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا ضيفًا على فولهام في الدوري الإنجليزي

GMT 23:11 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

البورصة العراقية تغلق التعاملات على تراجع

GMT 10:11 2020 الإثنين ,24 آب / أغسطس

عبد السلام بنجلون يتعافى من كورونا

GMT 20:36 2020 الأربعاء ,22 تموز / يوليو

حصيلة وفيات كورونا في المكسيك تتخطّى 40 ألفاً
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon