توقيت القاهرة المحلي 19:07:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أكد أهلها على عدم قدرتهم على التصدي للصوص الآثار

"مصر اليوم " ترصد الإهمال والسرقة التي تتعرض لها منطقة " تل العزيز" الآثرية في البدرشين

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصر اليوم  ترصد الإهمال والسرقة التي تتعرض  لها منطقة   تل العزيز الآثرية في البدرشين

منطقة تل العزيز الآثرية
القاهرة ـ مصطفي الخويلدي

 عاش على أرض مدينة "الشمس" حسب ما كتب التاريخ إبراهيم وإدريس وموسي - عليهم السلام - وعاشت السيدة آسيا، منها كانت ماشطة فرعون وفيها ولدت هاجر أم نبي الله إسماعيل، وعلى هذه الأرض دارت أشهر قصص الحب في التاريخ، فهنا يوجد قصر العزيز وحوض زوجة عزيز مصر "زليخا "، وعلي بعد كيلو متر واحد يوجد سجن سيدنا يوسف في منطقة "سقارة"، وفيها تحقق تأويل حلمه الذي سردته آيات القران الكريم بسجود الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا بقدوم نبي الله يعقوب وابنائه.

تقع قرية "ميت رهينة" في جنوب مركز البدرشين على بعد 20 كيلو متر تقريبًا من العاصمة تقع عاصمة مصر القديمة، إنها  "العزيزية " كغيرها من القرى والمدن تحول اسمها بمرور الزمن من "ممفيس"  مدينة الإله رع إلى "منف" أول عاصمة مركزية وموحده يعرفها التاريخ، ثم إلى "ميت رهينة"  الاسم الذي ظلت محتفظه به إلى يومنا هذا.

وعندما تدخلها سيلح عليك السؤال فمن يصدق أن في هذه القرية الريفية البسيطة شبه معدومة الخدمات كانت تقع أشهر عاصمة في التاريخ القديم  في كل مكان ستجد أثرًا يبكي من الإهمال أو النسيان، والجزء الشمالي لميت رهينة تستحوذ علية قرية العزيزية  مقسمة لعدة أحواض أهمها حوض "زليخا " نسبة للسيدة زليخة زوجة العزيز ، ومما هو متعارف عليه بين أهالي القرية وبين أهالي البدرشين أن سيدنا يوسف عليها السلام عندما خرج من السجن ورأى زليخة بعدما كبرت قال لها "مال البدر أصبح شين" ومن هنا جاءت كلمة البدرشين، ويؤكده البعض وجود نفق تحت الأرض يربط بين قصر العزيز يمر من حوض زليخة، ويصل إلى قرية أبوصوير في الجهة المقابلة حيث يوجد سجن يوسف، و"حوض زليخة" حاليًا عبارة عن مساحة زراعية عند مدخل القرية، يقال إنه يقع تحتها الحوض الذي كانت تستخدمه زوجة العزيز للاستحمام مع زوجات كبار الأمراء والأعيان وقتها.

وفي هذه القرية الى جانب آثار الفراعنة توجد آثار نبيين من أنبياء الله، سجن سيدنا يوسف الصديق عليه السلام ، وكان جبريل عليه السلام ينزل عليه بالوحي فيه،  وسطح السجن مشهور هنا بأنه مكان يستجاب فيه الدعاء ، والنبي الثاني هو موسى عليه السلام الذي قيل أنه أقام لفترة في هذا المكان وبني على آثاره مسجد يعرف حاليًا باسم مسجد موسى.

كما أن بها سرداب طويل يربط بين قصر العزيز والهضبة الصحراوية حيث سار يوسف الصديق مودعًا القصر إلي السجن ، نحو 3 كم تقريبًا تفصل بين قصر العزيز وسجن يوسف الموجود داخل منطقة أثار سقارة في قرية أبو صوير ، يبلغ طول ما تم الكشف عنه حوالي 380 مترًا، ووجد بداخله 24 تابوتًا منها 3 توابيت تحمل أسماء ثلاثة من الملوك وهم أحمس الثاني والفرعون خاباش الذي تزعم حركة النضال ضد الهكسوس، أما الثالث فهو يحمل اسم قمبيز  الحاكم الفارسي الذي حاول احتلال مصر، وأكد علماء أثار أوروبيون أن هذا السرابيوم عاش فيه بشر في حالة انعزال تام ، كما إن شكل الزنزانات والبرديات والنقوش علي الجدارن
دخلنا للقرية عن طريق أحد سكانها بعدما أوحى للجميع أننا أقاربه وجئنا من إحدى محافظات الوجه البحري للرؤية الآثار، فاصطحبنا داخل "توك توك" للتجول في المنطقة ورصد ما يحدث بها من انتهاكات لتلك الارض التي تخضع، واستطعنا الدخول الي تل العزيز لكشف آثار عمليات التنقيب ليلا، ولم يمنعنا احد او يلحظنا فلاوجود لغفر لشرطة السياحة والاثار.  

مدق ترابي طويل يصل إلى أول التل الأثري الذي تظهر فوقه تيجان القصر، على يمينه ويساره تجد تلك العشش المبنيه بالخصوص، ومن خلفها ستلاحظ آثار الحفر، صعدنا إلى التل الشهير بـ"كوم العزيز"  مثلما يطلق عليه أهالي القرية، الذي نخره لصوص الآثار فكل مكان في جسده الترابي الرملي مصاب بحفرة أو خندق أو سرداب كبير يؤكد وجود عمليات تنقيب تتم ليلا، وتظل آثارها شاهدًا عليها ومعنى تواجدنا في وضح النهار دون أن يسألنا أحد عن سبب تواجدنا أو كيفية دخولنا رغم وجود أكشاك غفر شرطة السياحة علي بعد أمتار أن حكايا الناس عن دخول وخروج المنقبين جهارًا نهارًا إلى حرمة المكان سهلا ويسيرًا للغاية.

أثناء دخولنا وخروجنا من تل العزيز فوجئنا بسيارات الكسح ترمي بمياه الصرف الصحي في الأراضي الأثرية في مشهد يندي له الجبين ولا يوقفها أحد "تل العزيز"  يغرق في القمامة ومتروك لعبث أيادي لصوص التاريخ ويسير على شاكلته آثارها التي تغرق في الإهمال والجهل فالكثير من سكان المنطقة أو النازحين من المحافظات واللاهثين وراء حلم إيجاد اثر لسرقته وتهريبه يحفرون في كل مكان وينقبون دون رادع حتى تحت بيوتهم، فقد شهدت تلك المنطقة حالات كثيرة لانهيار منزل كان ينقب أهلها تحتها بمعرفة شيوخ التنقيب الذين يوهمونهم بإبطال سحر لعنة الفراعنة.

منطقة تل العزيز التي ينقب فيها الاثريون يعبث فيها لصوص الحضارة والتاريخ يتجولون دون رادع لأن المنطقة التي تبلغ مساحتها 600 فدان يحرسها 12 غفيرًا فقط ويظل الامر كله أمام الحكومة التي يجب أن تتخذ إجراءات لإيقاف نزيف التاريخ وسرقة آثاره ففي كل مكان ستجد آثارًا واضحه وآثار حفر اللصوص.

فيقول عم رجب  54 عامًا، عضو في مجلس أمناء القرية إن الأهالى يقومون بتوسعة أراضيهم على حساب مساحة التل الأثري الذي كانت تقوم على أنقاضه مخازن الغلال في زمن العزيز، وهي المخازن المشار إليها في القرآن الكريم في سورة يوسف عليه السلام عندما قال في القرآن "اجعلني على خزائن الأرض" ، ولكن الأهالي قاموا بتجريف هذه المخازن وزحفت عليها مواشيهم ويقومون باقتطاع مساحات من التل الأثري لصالح أراضيهم ومن السهل هنا أن أي شخص يقتطع مساحة من التل وإحاطتها بسور لأنها أرضي بلا مالك، وقد اختفى الخفراء وتم تدمير الكشك الأمني الذي كانوا يقيمون فيه، كما يشير إلى هذا المكان يتحول في الأعياد لما يشبه السوق حيث يتجمع أهالى القرية ويعتلون التل ويحتفلون بالعيد  .

مشيرا إلي انه كان هناك مشروع قبل الثورة 25 يناير بدعم من اليونسكو بقيمة 40 مليون جنيه لإحاطة التل بسور كبيرة لحمايته، كما كان هناك تفكير فى إقامة طريق مرصوف ممهد لنقل السائحين من سقارة إلى هذه القرية، لكن هذا المشروع توقف تمامًا، وحاليًا لا توجد جهود لحماية المنطقة، كما أن القرية لا تضم مخازن آثارًا، مضيفا أنه هناك عمليات تنقيب كبيرة ، وأن  هناك واقعة حدثت نتيجة التنقيب عن الآثار تسبببت في وفاة شخصين من أسرة واحدة تأثرًا بالاختناق أسفل بئر تم حفره داخل أحد البيوت،  وأنا شخصيُا أتدخل كثيرا لكي أنصح الناس بعدم الجري وراء هذا الوهم الذي لا يفيد.

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر اليوم  ترصد الإهمال والسرقة التي تتعرض  لها منطقة   تل العزيز الآثرية في البدرشين مصر اليوم  ترصد الإهمال والسرقة التي تتعرض  لها منطقة   تل العزيز الآثرية في البدرشين



الملكة رانيا تتألق بإطلالة جذّابة تجمع بين الكلاسيكية والعصرية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 16:37 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية
  مصر اليوم - زينة تضع شروطاً للبطولة الجماعية

GMT 02:00 2018 الأحد ,07 تشرين الأول / أكتوبر

حكايات السبت

GMT 01:37 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 400 شخص إثر زلزال ضرب المناطق الحدودية بين إيران والعراق

GMT 07:47 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

سهر الصايغ سعيدة بنجاح مسلسل "ولاد تسعة"

GMT 22:15 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مؤشر بورصة لندن يغلق على ارتفاع طفيف الثلاثاء

GMT 07:43 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

فوائد الشليم

GMT 14:22 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب المصري يعتذر لسفير مصر في غانا محمد حيدر

GMT 11:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

كارمن سليمان تنشر فيديو عفوي تضع فيه المكياج

GMT 06:58 2021 السبت ,16 كانون الثاني / يناير

"كورونا" يراوغ في مصر وأرقام الإصابات خير دليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon