القاهرة - محمود حساني
تشهد العاصمة المصرية، القاهرة، خلال اليومين المقبلين، جلسة مباحثات يعقدها عدد من كبار المسؤولين والشخصيات العامة، مع وفد أمني روسي رفيع المستوى، الذي وصل إلى القاهرة، صباح الثلاثاء، آتيًا بطائرة خاصة من موسكو ، في زيارة قصيرة إلى مصر ، تستغرق عدة أيام، ومن المُقرر أن تتناول المباحثات ، مناقشة تطورات أوضاع المنطقة ،وبحث سبُل دعم علاقات التعاون وتبادل الخبراء والمعلومات ، بشأن مواجهة التنظيمات المتطرفة .
وتتمتع القاهرة وموسكو، بعلاقات صداقة منذ قديم الأزل، تعود إلى ما قبل 1784 م وبدأت العلاقات الدبلوماسية تأخذ شكلًا رسميًا في عام 1943 مع الاتحاد السوفيتي السابق، وتطورت العلاقات واستمرت حتى بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وانتهاء الوجود القانوني له في يوم 26 كانون الثاني/ديسمبر عام 1991. وبدأت أولى خطوات التعاون المصري الروسي في عام 1948 حين وقعت أول اتفاقية اقتصادية بين مصر وروسيا بمقايضة القطن المصري الشهير بحبوب وأخشاب روسية في فترة حكم الملك فاروق لمصر.
وشهدت العلاقات بين البلدين تطورًا مميزًا بعد ثورة 23 تموز/يوليو عام 1952 إذ قدّم الاتحاد السوفيتي إلى مصر المساعدة في تحديث قواتها المسلحة وتشييد السد العالي، وتطورت العلاقات بين البلدين في فترة الخمسينيات من القرن الماضي، حين ساعد آلاف الخبراء الروس مصر في إنشاء المؤسسات الإنتاجية، وبينها السد العالي في أسوان ومصنع الحديد والصلب في حلوان ومجمع الألمونيوم في نجع حمادي ومد الخطوط الكهربائية بين أسوان والإسكندرية والمشاركة في 97 مشروعًا صناعيًا بمساهمة سوفيتية وتم تذويد الجيش المصري بأسلحة سوفيتية حديثة خلال حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973.
وتطوّرت العلاقات المصرية الروسية ، بشكل ملحوظ ، خلال السنوات الماضية ، وشهدت ازدهاراً في أوجه التعاون في مختلف المجالات سواء على الصعيد التجاري أو العسكري أو الصناعي، ويعتبر التعاون العسكري أحد أهم الركائز التي تقوم عليها العلاقات المصرية الروسية، وهو تعاون يعود إلى تاريخ طويل ، تحديدًا إلى عام 1955، مع وصول أول شحنات أسلحة ومعدات عسكرية سوفتية إلى مصر، وتشير تقارير عسكرية، إلى وجود 30 % من الأسلحة الروسية في القوات المسلحة المصرية، وكانت الأسلحة الروسية تمثل عصب القوات المسلحة المصرية خلال حرب تشرين الأول/أكتوبر عام 1973، وفي أعقاب ثورة 30 يونيو/حزيران 2013 توطدت العلاقات العسكرية مع روسيا، حيث وقّعت مصر اتفاقية لاستيراد أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليار دولار، وتقدّر قيمة صفقة الصواريخ المضادة للطائرات "أنتي – 2500" بـ500 مليون دولار، لتحصل على أسلحة روسية متنوعة ما بين هجومية وقتالية ودفاعية، أبرزها صواريخ"S300"وطائرات "ميغ 29 إم" و"ميغ 35 "، ومقاتلات "سو 30"، وزوارق صواريخ وقاذفات آر بي جي، ودبابة "تي 90". ولم يتوقف التعاون بين مصر وروسيا على صفقات السلاح فقط بل امتدت إلى تدريبات عسكرية بحرية لم تحدث من قبل وذلك في إطار التعاون بين البلدين وحققت تلك التدريبات أهدافها كاملة.
أرسل تعليقك