الأقصر ـ محمد العديسي
أطلق عددٌ من أبناء الأقصر، من سُكّان القرى والنجوع، حملة لتشجيع السياحة الداخليّة في ظل ركود حركة السياحة الخارجيّة.
وارتدى أعضاء الحملة، وهما موظّفان ومزارع وداعية إسلاميّ، الجلباب الصعيديّ و"العِمّة" والعباية، خلال زيارتهم المعالم الأثريّة والسياحيّة في المدينة الأثريّة الأولى في العالم، وطالبوا "الصعايدة" باستغلال فترة الركود السياحيّ للوقوف بجانب العاملين بقطاع السياحة في المحافظة، الذين يعانون من حالة الركود التي ضربت المدينة منذ نحو ثلاثة أعوام.
وأكّد الداعية الإسلاميّ ورئيس شؤون المساجد الأهليّة في الأقصر الشيخ رضوان محمد خليل، أنه قرّر في إحدى الجلسات الدعويّة، إطلاق مبادرة لتشجيع السياحة الداخليّة، واصطحاب مجموعة من أصدقائه لزيارة المعالم الأثريّة والسياحيّة كنوعٍ من التكافل والمساندة للعاملين في قطاع السياحة، في ظل تردي الأوضاع في المدينة التي تعتمد كليًا على السياحة، وقمنا بزيارة متحف الأقصر والمعبد، واستقلّينا حنطور وركبنا مركب في النيل لنُدرّ دخلاً ولو بسيط على صغار العاملين في السياحة، ولنبعث رسالة إلى أبناء الأقصر للوقوف بجانبهم ومساندتهم لعبور هذه المرحلة الصعبة، التي لم تحدث منذ مذبحة الدير البحري في العام 1997.
وأشار خليل، إلى أنه يمكن استغلال السياحة في الترويج للإسلام السمح الذي شوهه بعض المُتشدّدين وذلك بأبسط الطرق، وهي التعامل الطيّب مع السيّاح، مضيفًا أنه سيتقدم بطلب لمديرية الأوقاف في الأقصر، لتنظيم ندوات توعية دينيّة للعاملين في القطاع، لتعريفهم أنهم يؤدّون رسالة عظيمة للوطن وللإسلام، فيما طالب رجال الأعمال من الذين يؤمنون بالفكر الوسطيّ بالدخول في مجال السياحة، واستثمار أموالهم في هذا المجال، مؤكدًا أن السياحة لا تتعارض مع روح الإسلام, ولكن نريدها تكون بآداب الإسلام, وأنه ليس من المعقول اختزال وحصر السياحة في زجاجة نبيذ أو مايوه، حيث أن السياحة مجال مُتّسع للدعوة إلى الله، من خلال التعامل بأخلاق الإسلام مع السيّاح الذين سينقلون ما سيلاقونه إلى بلادهم، وهو ما يُعتبر دعاية مجانيّة للإسلام السمح، وأن المسلمين لابد أن يتأسّوا بالنبي وبصاحبته رضوان الله عليهم، حيث أن سيدنا عمرو بن العاص عندما فتح مصر لم يهدم معبدًا، ولم يُغطي وجه تمثال، لأن الله لم يأمر بذلك، بل إنه قال في كتابه العزيز "(أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم)، وهذا أمر مباشر من الله لنا بالسير في الأرض، والنظر في ما تركه السابقين والاستفادة منهم والتعلّم والاتّعاظ.


أرسل تعليقك