توقيت القاهرة المحلي 00:42:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا

برلين ـ وكالات

يزداد عدد الأمهات من أصول عربية اللواتي يُعلن أطفالهن بأنفسهن وبدون زوج في ألمانيا وحاورت مع خبراء في الموضوع لمعرفة أسباب الظاهرة وما هي حقوق المعيلات الوحيدات ونظرة المجتمع إليهن. تعيل كل من السيد عائشة ع. والسيدة ع. سوزانه. أبناءهما لوحديهما منذ أن حصلتا على الطلاق. فزهيرة، ذات الأصول الفلسطينية، تزوجت بعد وفاة زوجها الذي أنجبت منه ابناً، لكن زواجها الثاني لم يكلل بالنجاح. أما سوزانه، ذات الأصول المصرية، فكانت متزوجةً من رجل أُسترالي لكنهما افترقا وهاجرت مع ابنتها إلى ألمانيا للدراسة.  مسؤولية كبيرة ومُتعبة تقول زهيرة متحدثة عن تجربة إعالة ابنها لوحدها: "إنه عمل مُرهق ويتطلب مجهوداً كبيراً. فأنا ألعب دور الأب والأم في نفس الوقت، أرتب أموره وأحاول قدر الإمكان أن لا يكون محروماً من أي شيء". في كل يوم تُوقظ زهيرة ابنها من النوم وتحضر له الفطور لترافقه إلى المدرسة ثم تلتحق هي بمدرسة لتعلم المهن. أما السيدة سوزانه فتصف حالتها  قائلةً " المسؤولية الملقاة على الأمهات المعيلات الوحيدات أكبر بكثير من باقي المسؤوليات الأخرى في الحياة، لأن الأم يجب أن تقوم بكل شيء وبدقة من أجل ابنها، وتحمل هم الابن أينما ذهبت". وتضطر سوزانه إلى تأجيل محاضراتها في الجامعة أو تركها قبل الوقت المحدد لإحضار ابنتها من الحضانة أو لمرافقتها إلى الطبيب. نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات وبالإضافة إلى المسؤوليات الكبيرة الملقاة على المعيلات الوحيدات، فإن العديد من المهاجرين العرب ينظرون إليهن نظرةً سلبيةً. تقول زهير في هذا الصدد: "بعض الرجال العرب عندما يتحدثون عن معيلة وحيدة يقولون: إنها امرأة جميلة لكنها تعيش لوحدها". وتضيف زهيرة أن البعض "يسعون إلى استغلال المعيلات الوحيدات جنسيا أو الزواج منهن كزوجة ثانية". وبدورها تؤكد سوزانه ما قالته زهيرة "الناس يتملكهم الفضول لمعرفة لماذا تعيش المرأة مع أبنائها  بدون زوج. والعديد منهم يسألون هل أنت مطلقة؟ لماذا؟ أين تحصلين على المال إلخ." وتضيف سوزانه أن "العرب القادمين من مدن كبيرة كالقاهرة مثلاً يتفهمون وضعنا أكثر من المهاجرين المنحدرين من الأرياف والقرى". حسب المكتب الفدرالي للإحصاء لعام 2009 فإن عدد الأمهات المعيلات الوحيدات وأيضا الآباء المعيلين الوحيدين في ألمانيا تجاوز مليونا وستمائة ألف أم وأب. وبالنسبة للمساعد الاجتماعي عبد الرحيم المصطاف الذي يساعد كثيراً العائلات العربية والمسلمة في برلين، فإن النظرة السلبية للمعيلات الوحيدات سببها ثقافي بالدرجة الأولى "في الأوساط المحافظة يتم النظر للرجل كسترة للمرأة، وتُعتبر كل امرأة تدخل إلى العالم الذكوري بدون رجل كفريسة". ويضيف المصطاف أن "قداسة المؤسسة الزوجية عند المسلمين هو الذي يجعل العديد ينظرون إلى المعيلات الوحيدات كعاهرات أو كمتمردات" عكس المجتمع الأوروبي الذي "يتقبل هذا الوضع ويتعايش معه بشكل طبيعي". أسباب عديدة وراء الظاهرة لا يُعتبر الطلاق وحده أو وفاة الزوج السببان الوحيدان وراء ظاهرة الأمهات المعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا. فهناك عوامل أخرى يسردها المساعد الاجتماعي عبد الرحيم المصطاف "من أبرز الأسباب وراء هذه الظاهرة نجد التمرد على الحياة الزوجية، التشبع بالحريات الفردية في المجتمع الألماني، هروب الرجل أو الولادة الناجمة عن الاغتصاب". غير أن العائلات العربية في ألمانيا "لا تزال محافظةً وتحاول قدر الإمكان تجاوز تلك الحالة عكس بعض النساء الأوروبيات اللواتي يخترن تربية الأولاد لوحدهن لقناعات فكرية كالناشطات في الحركات النسائية مثلاً" على حد تعبير المصطاف. " القانون الألماني يحمي المعيلات الوحيدات" تنامي ظاهرة الأمهات المعيلات الوحيدات في المجتمع الألماني دفع المُشرع لسن قوانين تضمن الحقوق المادية والمعنوية لحمايتهن من المشاكل التي قد تترتب على اتخاذ خطوة الطلاق مثل "التهديد بخطف الأولاد"، على حد تعبير المحامية الألمانية تولاي كيزيلاي التي زارتها DWعربية في مكتبها في مدينة بون. وتضيف كيزيلاي أن "القانون الألماني يهمه بالدرجة الأولى أن يتمتع الأطفال بحياة سعيدة ومريحة وهذا هو معيار ترك إعالة الأولاد للأم أو للأب". وفي حال تعرض الأبناء لمعاملة سيئة فإن "السلطات المعنية تتدخل لحماية الأبناء وتُرسلهم إلى مؤسسة خاصة لرعايتهم وقد تتعرض الأم أو الأب لعقوبات بسبب ذلك". ولمساعدة الأمهات المعيلات والوحيدات على تجاوز المشاكل التي تعترضهن "هناك أرقام هاتفية مجانية لمؤسسات تهتم بوضع النساء وتقوم بالتدخل عند الحاجة. كما أن الدولة تتكفل بمصاريف المحامي لطلب الطلاق في حال عدم توفر المعنية بالأمر على إمكانات مادية للقيام بذلك" على حد تعبير المحامية كيزيلاي.   الأطفال يعانون ؟ حسب المساعد الاجتماعي عبد الرحيم المصطاف فإن تربية الأولاد من الأم لوحدها أو الأب لوحده "تكون له عواقب نفسية تتجلى في الحرمان من حب الأب أو الأم". لأن الطفل ـ حسب المصطاف ـ يحتاج إلى الأم والأب على المستوى التربوي. غير أن المحامية كيزيلاي تنظر إلى هذه النقطة نظرةً مُختلفةً وتبرر ذلك بالقول "رغبة العديد من النساء في أن يتلقى أبناؤهن التربية في أحضان الأب والأم معاً هو الذي يدفعهن لتحمل المعاناة والصبر على العنف الرمزي والمادي الذي يتعرضن له". وفي هذه الحالة فإن الضحية هم الأبناء الذين يتأثرون سلبياً بعدم التفاهم بين الأبوين. ورغم  صعوبة مسؤوليتهن وغياب الدعم المالي الكافي للأمهات المعيلات الوحيدات كزهيرة وسوزانه، إلا أنهن مصممات على تربية أبنائهن على أحسن وجه. فبينما تحلم زهيرة بأن ترى ابنها في المستقبل "رجلاً ناجحاً وصادقاً"، فإن سوزانه تحلم بأن تعيش ابنتها في "كرامة وحرية وتحظى بالاعتراف في المجتمع".  

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا نظرة سلبية للمعيلات الوحيدات من أصول عربية في ألمانيا



اختيارات النجمات العرب لأجمل التصاميم من نيكولا جبران

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 13:25 2024 السبت ,18 أيار / مايو

استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ
  مصر اليوم - استلهمي ألوان واجهة منزلك من مدينة كانّ

GMT 03:31 2015 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

منظمة "الصحة العالمية" تحذر من تناول اللحم المقدد

GMT 00:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عمرو عبد الحق يفوز برئاسة النصر وقائمته تكتسح الانتخابات

GMT 18:00 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

يجب أن تستبدل هذه التجهيزات الأساسية في المطبخ

GMT 07:55 2021 الثلاثاء ,07 أيلول / سبتمبر

سعر الدولار اليوم الثلاثاء 7-9-2021 في مصر

GMT 09:52 2021 الأربعاء ,04 آب / أغسطس

وائل جسار يؤجل حفله في بغداد بسبب كورونا

GMT 14:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : علي خليل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon