توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام "ملالي"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام ملالي

مصرية نالت الدكتوراه من كابول
القاهرة ـ مصر اليوم

في شهر آذار / مارس من عام 1968، كانت المصرية عفاف السيد زيدان على موعد مع التاريخ، حيث باتت أول مصرية تدرس الدكتوراه في أفغانستان خلال حكم آخر ملوكها محمد ظاهر شاه (1933ـ1973)، لتبقى شاهدة على الثقافة الأفغانية خلال واحدة من أيامها الزاهية.كانت رحلة زيدان إلى أفغانستان بداية تأسيس جسر حضاري امتد بين الثقافتين العربية والأفغانية منذ ذلك الحين إلى وقتنا الحاضر، حتى إن الرئيس الأفغاني الذي فر من البلاد مؤخرا أشرف غني منحها في كانون الثاني/ يناير الماضي وسام "ملالي"، وهو وسام حكومي رفيع المستوى تمنحه كابول للمتميزين في الأعمال الأدبية أو العلمية.

وتقلدت الأكاديمية المصرية وسام "ملالي" في السفارة الأفغانية بالقاهرة، بعد أن قدمت خلال مشوارها العلمي نحو 20 كتابا ما بين تأليف وترجمة، عن الحياة والتاريخ والتصوف واللغة الفارسية، أغلبها كان عن أفغانستان.وكانت إقامة زيدان التي اقتربت من 4 سنوات في كابول أكسبتها تجربة ثرية، غزلت منها ومن الزيارات المتقطعة الأخرى في كتابها "مصرية في بلاد الأفغان" حكايات عما كانت يوما "بلاد الشعر والورد"."وجه آخر غير الذي نعرفه اليوم، حياة تشبه تماما أجواء القاهرة في نهاية الستينيات"، بهذا الوصف لكابول استهلت عفاف زيدان حديثها عن إقامتها في أفغانستان أثناء دراسة الدكتوراه في الشعر الفارسي بكلية الآداب في جامعة المدينة، حيث كان موضوعها "فرخي سيستاني.. عصره وبيئته وشعره".

وتقول زيدان أستاذ اللغة الفارسية العميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، في حديثها لموقع "سكاي نيوز عربية"، إنها حصلت على منحة دراسة الدكتوراه في أفغانستان عام 1968 من جامعة الأزهر، وانتقلت على إثرها للدراسة والعيش في مدينة كابل.
في مطار كابول التقت زيدان مستشار السفارة المصرية، الذي عمل على ترتيب سكن لها بجوار الجامعة يملكه مسؤول حكومي أفغاني مرموق، كان يعمل وكيل وازرة التربية والتعليم الأفغانية، وفي هذا المنزل بدأت رحلتها مع الثقافة الأفغانية.خُصص لطالبة الدكتوراه المصرية شقة صغيرة في فيلا المسؤول الأفغاني، وربطتها علاقة صداقة ببناته، حيث تقول: "هذه الأسرة كانت في غاية الاحترام والكرم، وكانت فايزة -إحدى بنات المسؤول- توصلني إلى الجامعة حتى عرفت الطريق جيدا".وبنبرة يسكنها الحنين، تقول زيدان إنها عندما وصلت إلى كابول كانت المدينة تكتسي بالجمال والحداثة، حيث تعرض دور السينما أحدث الأفلام الأجنبية، وكان المسرح الأفغاني في بداية نشاطه حينها، فيما كانت كلية الآداب تجمع الشباب والشابات، و"لم تكن هناك مظاهر تشدد على الإطلاق".

وعن الأجواء العامة، تشير أستاذة اللغة الفارسية إلى أن "المجتمع الأفغاني كان منفتحا جدا في هذا الوقت، وكان للمرأة حضور بارز. أحد أساتذتي في الجامعة كانت سيدة تلقت تعليمها في الخارج، وكانت هناك وزيرة في الحكومة، أيضا كان هناك نواب في البرلمان من السيدات".وتضيف زيدان: "كان الأفغان أيضا يقدرون الفن والطرب إلى حد كبير، مع وجود عديد من

المطربات الشهيرات. لم يكن هناك وجود لهذه الصورة المعادية للمرأة".وجابت الدكتورة عفاف أفغانستان فيما عرف حينها برحلات السير العلمي، التي كانت تخصص لطلاب الأقسام المختلفة، حيث يزور على سبيل المثال طلاب القسم الفارسي شمالي البلاد، بهذه الطريقة عرفت عن قرب المجتمع الأفغاني بكل طوائفه وأقاليمه، واستفاضت في وصفه بكتابها "مصرية في بلاد الأفغان".ومن أجمل الأماكن التي زارتها زيدان وتأثرت بها منطقة باميان حيث وجد تمثالا بوذا الشهيران، قبل أن تنسفهما حركة طالبان في وقت لاحق، إذ تقول: "قضيت هناك 5 أيام، وكانت هذه المنطقة السياحية من أكثر الأماكن سحرا. كانت تضم فنادق فخمة وخدمات جيدة للغاية".

وتستعيد زيدان من الذاكرة أحد المواقف عندما كانت تريد أن تزور أماكن سياحية خارج الرحلات التي تنظمها الجامعة، لكن التكاليف المادية كانت مرتفعة، حيث إن الأجانب يدفعون فيها بالدولار الأميركي أو الجنيه الإسترليني.وتقول: "طلبت لقاء رئيس الجامعة، الذي كان لقاؤه أمرا في غاية اليسر، وأخبرته أن المنحة التي تصرف لي بالعملة الأفغانية لا تناسب الأماكن السياحية التي أريد زيارتها، وعلى الفور أوصى حينها بأن يتم معاملتي مثل الأفغان".في تشرين الأول/ أكتوبر عام 1971 عادت الأكاديمية المصرية إلى القاهرة بعدما أنهت دراسة الدكتوراه

في كابول، التي تحولت فيها الحياة بوتيرة متسارعة مع الغزو السوفيتي والصراعات الأهلية وحكم طالبان، ثم الغزو الأميركي وعودة طالبان مؤخرا.وعادت زيدان إلى كابول عام 2003 لترى التحولات التي جرت بعينيها، بعدما كانت تتابعها في وسائل الإعلام، ثم كررت الزيارة مرتين عامي 2016 و2017، لحضور مؤتمرين علميين.ولا تزال قابضة على حبها لهذا البلد الذي أدمته الصراعات، تدين له بالحب الذي تترجمه في نقل ثقافته بكتبها، وتقول في ختام حديثها: "أتمنى أن تبقى طالبان على اللين الذي تظهره حاليا، فالشعب الأفغاني محب للحياة والحرية. أتمنى له كل الخير".

  قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :

تعرف على شروط الالتحاق في الأكاديمية المصرية لدراسة الطيران

افتتاح معرض "سير المسيرة" بالأكاديمية المصرية للفنون في روما

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام ملالي مصرية نالت الدكتوراه من كابول وتقلدت وسام ملالي



الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:36 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ميسي يتحدث عن "العامل الحاسم" في اعتزاله
  مصر اليوم - ميسي يتحدث عن العامل الحاسم في اعتزاله

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon