دمشق – خليل حسين
نجح مقاتلو المعارضة المسلحة في ريف حلب الشمالي صباح السبت بصد هجوم واسع لتنظيم داعش بالسيارات المفخخة وراجمات الصواريخ على مدينة مارع، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف الأخير.
وأكد قيادي ميداني في صفوف المعارضة المسلحة " إن عناصر ‹داعش› شنوا هجومًا عنيفًا من ثلاثة محاور على مدينة مارع، بهدف السيطرة عليها وقطع خطوط الإمداد عنها، إذ بدأ الهجوم من محور تلالين وحربل وأم حوش، مدعومًا بسيارات وتركسات مفخخة، نجح مقاتلو فتح حلب في صد الهجوم وتفجير سيارتين عند أطراف مارع والاستيلاء على عربة BMP وقتل عدد من عناصر التنظيم "، وأضاف أن " مقاتلي فتح حلب، أجبروا عناصر التنظيم على الانسحاب من أطراف مدينة مارع، وسط استمرار الاشتباكات بين الطرفين عند الجبهة الشمالية الغربية من المدينة ".
و قتل 16 مدنيًا، بينهم أطفال، وأصيب آخرون بجروح، في كلجبرين جراء قصف التنظيم القرية بقذائف المدفعية والدبابات والهاون، قبيل اقتحامها، وخلال الاشتباكات التي دارت داخلها بعد دخوله إليها، وقال الناشط الإعلامي المعارض محمد الحلبي، لـ"مكتب أخبار سورية"، إن التنظيم يمنع المصابين من مغادرة القرية باتجاه مناطق سيطرة المعارضة لأسباب غير معروفة.
وتصدت فصائل المعارضة الجمعة، لمحاولة القوات الحكومية المتمركزة في قرية باشكوي والمدعومة بمليشيات أجنبية، التقدم باتجاه قرية تل مصيبين بعد اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، ما أدى إلى إصابة عناصر من المعارضة بجروح، في حين لم تعرف خسائر القوات النظامية، ولا تزال مدينة مارع محاصرة منذ الجمعة بشكل كامل من قبل تنظيم "داعش" بعد قطع الطريق الواصل بينها وبين مدينة إعزاز والسيطرة على قريتي كفر كلبين وكلجبرين الواقعتين على هذا الطريق الحيوي.
وأعلنت غرفة عمليات فتح حلب النفير العام لجميع القوى والفصائل المقاتلة بحلب وريفها، مطالبًا بأن ترفع الجاهزية للدرجة القصوى، بمواجهة محاولات قوات النظام وتنظيم داعش الساعية إلى محاصرة قوى المعارضة، خصوصا بعد الهجمة الجوية الشرسة من طائرات النظام الحربية، على الأحياء السكنية بحلب وريفها، وأصدرت غرفة عمليات فتح حلب بيانًا أعلن من خلاله الرائد ياسر عبدالرحيم، قائد عمليات فتح حلب، النفير العام لكل شخص قادر على حمل السلاح، بضرورة التوجه إلى الجبهات لصد محاولة قوات الحكومة وتنظيم ‹داعش› لحصار مدينة حلب».
وطالب عبدالرحيم جميع فصائل المعارضة بتحمل مسؤولياتها في الدفاع عن مدينة حلب، وضرورة تحيرك المؤازرات إلى الجبهات التي تعاني الضغط العسكري، وتحيرك سلاح المدفعية في جميع الجبهات، مع إشعال جبهات مدينة حلب وريفها، محذرًا هذه الفصائل من التقاعس عن القيام بواجباتها في ظل الهجوم غير المسبوق من قبل قوات النظام نحو مدخل مدينة حلب الشمالي ومحاولتها حصار المدينة، وكذلك هجوم تنظيم ‹داعش› نحو مدينة مارع وتمكنه من محاصرة هذه المدينة الاستراتيجية، وطالب البيان أيضًا بضرورة العمل الجماعي بهدف فك الحصار عن مدينة مارع وطرد تنظيم ‹داعش› من بلدات ريف حلب الشمالي، وبنهاية البيان أكد الرائد ياسر عبدالرحيم، أن غرفة عمليات فتح حلب ستخوض أعنف المعارك بريفي حلب الشمالي والجنوبي، وستحقق الانتصار واستعادة كافة الاراضي التي سيطر عليها النظام وتنظيم ‹داعش› في الآونة الاخيرة.
إعلان النفير العام بحلب وريفها جاء عقب نجاح تنظيم ‹داعش› بحصار مدينة مارع واقترابه من السيطرة على مدينة إعزاز المحاذية للحدود السورية – التركية، وفي محافظة الرقة قام تنظيم داعش بحفر خنادق في المناطق التي تقطنها عوائل قياداته في مدينة الرقة شمال شرقي سورية، وزرع الألغام والعبوات الناسفة في ريف المدينة الشمالي لإعاقة تقدم قوات سورية الديمقراطية.
وقالت مصادر في مدينة الرقة إن التنظيم قام بحفر الخنادق حول منطقة سكن الحوض عند أطراف مدينة الرقة، والتي يسكنها عوائل قيادات ومقاتلي التنظيم وتعد منطقة عسكرية لهم "، مؤكدة ان " تنظيم داعش أقدم على هذه الأعمال نتيجة إعلان قوات سورية الديمقراطية حملة تحرير الريف الشمالي لمدينة الرقة بدعم من طيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، والتخوف من الاقتراب من معقله».
ويقدم "داعش" على زرع الألغام والعبوات الناسفة في ريف الرقة الشمالي بغية إعاقة تقدم مقاتلي قوات سورية الديمقراطية، وفي معارك ريف الرقة الشمالي قتل ان ثمانية عناصر من تنظيم داعش في غارة لطيران التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية، في قرية حزيمة الواقعة جنوب بلدة عين عسى في ريف الرقة الشمالي.
وكشف المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية في بيان له أنه " ان طائرات التحالف قصفت مساء امس مواقع تنظيم ‹داعش› قرب بلدة تل السمن الواقعة جنوب عين عيسى، تم خلالها تدمير مدفع وعربة مصفحة وقتل 8 من عناصر يستغلونها "، وتستمر قوات سورية الديمقراطية وطيران التحالف الدولي في قصف أهداف ‹داعش› في ريف الرقة الشمالي، في حين استهدف قوات سورية الديمقراطية معقلًا للتنظيم بالقرب من نهر الجلاب.
وتتواصل المعارك العنيفة في أطراف مدينة مارع في ريف حلب الشمالي، بين الفصائل الإسلامية والمقاتلة داخل المدينة، وعناصر تنظيم "داعش" الذين نفذوا هجومًا عنيفًا بعد منتصف ليل الجمعة - السبت، في محاولة منهم للسيطرة على مارع، وترافقت الاشتباكات العنيفة التي تمكن التنظيم فيها من الدخول إلى داخل أسوار المدينة، ترافقت مع تفجير عربات مفخخة من قبل التنظيم، بالإضافة لقصف واستهدافات متبادلة بين الجانبين، حيث أسفرت الاشتباكات العنيفة والتفجيرات عن استشهاد 10 مقاتلين من الفصائل، ومقتل 16 عنصرًا من تنظيم "داعش" خلال المعارك ذاتها، بالإضافة لأسر الفصائل لعناصر من التنظيم بينهم مقاتلون أطفال من "أشبال الخلافة"، كما أصيب العشرات من الجانبين بجراح في الاشتباكات ذاتها.
وألقت المروحيات الحكومية منذ صباح اليوم ما لا يقل عن 22 برميلًا متفجرًا استهدفت مناطق في أحياء بستان الباشا وبعيدين والحيدرية والجندول في مدينة حلب، ما أسفر عن أضرار مادية، دون معلومات إلى الآن عن الخسائر البشرية، كما قصفت القوات الحكومية مناطق في حي الهلك بمدينة حلب، بقذائف مدفعية وصاروخية، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، ولا تزال الاشتباكات متواصلة في يومها الخامس على التوالي، بين قوات سوريا الديمقراطية من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، في ريف تل أبيض الجنوبي وريف عين عيسى، الواقعتين بمثلث تل أبيض - الفرقة 17 - عين عيسى، والذي تحاول قوات سوريا الديمقراطية السيطرة عليه وطرد التنظيم منه، للوصول إلى الأطراف الشمالية لمدينة الرقة، التي تعد المعقل الرئيسي لتنظيم "داعش" في سورية، وترافقت الاشتباكات مع ضربات نفذتها طائرات التحالف الدولي على مواقع لتنظيم "داعش" في المنطقة، وكان ما لا يقل عن 39 عنصرًا من التنظيم بينهم قيادي فرنسي الجنسية قتلوا جراء إصابتهم في اشتباكات مع قوات سوريا الديمقراطية وقصف طائرات التحالف على ريفي الرقة الشمالي والشمالي الغربي، حيث وصلت جثث 30 منهم على الأقل إلى مشافي بمدينة الرقة من بينها جثة القيادي الفرنسي، بالإضافة لخسائر بشرية مؤكدة في صفوف قوات سوريا الديمقراطية.
وقتل 13 مواطنًا بينهم 7 مقاتلين من الفصائل الإسلامية قتلوا خلال اشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في الغوطة الغربية، و3 مواطنين قتلوا جراء قصفٍ القوات الحكومية على مناطق في بلدة الديرخبية، وطفل من بلدة خان الشيح قتل إثر قصفٍ بالبراميل المتفجرة على مناطق في البلدة، ومواطنان اثنان قتلا جراء قصفٍ القوات الحكومية على مناطق في مزارع الأشعري، في حين قتل 33 مواطنًا هم طفل متأثرًا بجراح أصيب بها جراء إطلاق القوات الحكومية نيران قناصاتها على مناطق في الليرمون، وطفل ومواطنة قتلا جراء سقوط قذائف أطلقتها الفصائل على مناطق في حي الميدان بمدينة حلب، و9 مواطنين قتلوا جراء قصف للطائرات الحربية على منطقة فرن الشهداء ببلدة حريتان في ريف حلب الشمالي، وشاب قتل جراء قصف جوي على مناطق في بلدة ياقد العدس في ريف حلب الشمالي الغربي، وطفلة دون سن الـ 16 عامًا قتل ت في قصف بالبراميل المتفجرة على مناطق في حي طريق الباب بمدينة حلب، ورجل وزوجته وطفلهما وطفلة وطفل آخرين وشابان قتلوا جراء قصف للطائرات الحربية على مناطق في بلدة كفر حمرة بشمال غرب مدينة حلب، وطفلان قتلا جراء قصف للطيران الحربي على منطقة أورم الكبرى بالريف الغربي لحلب، ورجل قتل في قصف للقوات الحكومية على مناطق في بلدة عندان في ريف حلب الشمالي، و4 أطفال و5 مواطنات ورجلان قتلوا خلال القصف والاشتباكات في بلدة كلجبرين الواقعة بين مارع واعزاز في ريف حلب الشمالي
وأعلنت المصادر الصحافية في محافظة درعا مقتل 3 مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة جراء إصابتهم في قصف واشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها في ريف درعا الشمالي الغربي الخميس، وفي محافظة إدلب قتل 3 مواطنين هم شخصان قتلا في ريف حلب الشمالي الذي يشهد قصفًا واشتباكات بين الفصائل المقاتلة والإسلامية من طرف وتنظيم "داعش" من طرف آخر، وطفل من بلدة كفروما قتل جراء قصفٍ جويٍّ على مناطق في البلدة، وفي محافظة حماه قتل رجل ومواطنة جراء قصفٍ للقوات الحكومية على مناطق في بلدة اللطامنة، وفي محافظة دمشق قتل رجل من مخيم اليرموك جراء إصابته بطلق ناري في جنوب دمشق.
وتمكن المرصد السوري لحقوق الإنسان من توثيق مقتل 30 مقاتلًا من الفصائل الإسلامية والمقاتلة خلال هجوم عنيف لعناصر تنظيم "داعش" على ريف حلب الشمالي، وتمكنه من السيطرة على قرى كفركلبين ونيارة وبريشة وجبرين شمالي بالإضافة لبلدة كلجبرين في ريف اعزاز، فيما قتل ما لا يقل عن 11 عنصرًا من التنظيم خلال الهجوم ذاته، و 7 مقاتلين من الفصائل الإسلامية والمقاتلة قضوا جراء إصابتهم خلال قصف واشتباكات مع لواء شهداء اليرموك المبايع لتنظيم "داعش" وحركة المثنى الإسلامية في ريف درعا الغربي، فيما قتل مقاتل من الفصائل المقاتلة إثر إطلاق النار عليه من قبل مسلحين مجهولين قرب دوار جسر الحج بمدينة حلب، ومقاتل في فصيل إسلامي قتل خلال اشتباكات مع تنظيم "داعش" في ريف حلب الشمالي.
وارتفع إلى 39 بينهم قيادي ميداني فرنسي الجنسية، عدد عناصر تنظيم "داعش" الذين قتلوا منذ الـ 24 من شهر أيار / مايو الجاري خلال قصف لطائرات التحالف الدولي واشتباكات مع قوات سورية الديمقراطية في ريف ي الرقة الشمالي والشمالي الغربي، وقتل 4 مقاتلين من الكتائب المقاتلة والكتائب الاسلامية المقاتلة مجهولي الهوية حتى اللحظة، جراء قصف للطائرات الحربية والمروحية على مناطق تواجدهم، وإثر كمائن واشتباكات مع القوات الحكومية والمسلحين الموالين لها واستهداف عربات وقصف على عدة مناطق، و18 على الأقل من قوات الدفاع الوطني والمسلحين الموالين للقوات الحكومية من الجنسية السورية إثر اشتباكات واستهداف حواجزهم وتفجير عبوات ناسفة بآلياتهم في عدة مدن وبلدات وقرى سورية.
وأكدت المصادر الطبية مقتل ما لا يقل عن 11 من القوات الحكومية إثر اشتباكات مع تنظيم "داعش" وجبهة النصرة والكتائب المقاتلة والاسلامية واستهداف مراكز وحواجز وآليات ثقيلة بقذائف صاروخية وعبوات ناسفة في محافظات: حمص 3 - حلب 1 - دمشق وريفها 2 - دير الزور 4 - اللاذقية 1، بينما قتل ما لا يقل عن 15 مقاتلًا من تنظيم "داعش" والفصائل الإسلامية من جنسيات غير سورية ، وذلك في اشتباكات وقصف من الطائرات الحربية والمروحية وقصف على مناطق تواجدهم، كما قتل عنصران على الأقل من المسلحين الموالين للقوات الحكومية من جنسيات عربية وأسيوية من الطائفة الشيعية، خلال اشتباكات مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة والكتائب المقاتلة.
و أصدرت وزارة الدفاع الأميركية تعليمات لجنودها الذين يقاتلون الى جانب قوات سورية الديمقراطية في محافظة الرقة شمال شرق سورية بإزالة شارات وحدات حماية الشعب‹YPG› عن أكتافهم مؤكدةً أن "ذلك لم يكن مصرح به وغير لائق"
وقالت المتحدث باسم قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش العقيد الأميركي ستيف وارن أمس الجمعة" إن الذين ارتدوا شارات وحدات حماية الشعب، لم يكن مصرح لهم بذلك، وهو أمر غير لائق، وقد تم اتخاذ إجراءات تصحيحية" مضيفة: "ولقد أبلغنا هذا لشركائنا وحلفائنا العسكريين في المنطقة"، وأضاف: "الصور الملتقطة للجنود الذين يرتدون شارات الوحدات الكردية صور مشروعة لعسكريين أميركيين في سورية، وحصل (التقاط الصور) في منطقة واحدة داخل سورية، الخميس"، مردفًا في الوقت نفسه "أن أوامر صدرت من قيادة قوات التحالف لهؤلاء الجنود بإزالة الشارات"، لافتاً إلى أن أغلب الصور التي تداولتها وسائل التواصل الاجتماعي "مصطنعة أو خاطئة»، مبيناً أن "هنالك صورة حقيقية واحدة يظهر فيها المقاتلون الأميركيون وهم يرتدون شارات الوحدات الكردية".
وقالت مصادر كردية ان حمل الجنود الأميركيين لشارات وحدات حماية الشعب أمر غير مثير للاستغراب، والضجة التي افتعلتها تركيا حيال هذا الموضوع لا مبرر لها، فتركيا هي مستاءة من التحالف الكردي الأميركي ضد داعش".
وتناقلت وسائل إعلام صورًا يظهر فيها جنود أميركيين في سورية يحملون شارات وحدات حماية الشعبن وردّ وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، على مشاركة جنود أميركيين في معركة استعادة الرقة، متهماً الولايات المتحدة الأميركية بـ "النفاق"، داعيًا هؤلاء الجنود لوضع شعارات تنظيم الدولة الإسلامية.
وجاءت تصريحات جاويش أوغلو خلال مؤتمر صحفي في منتجع أنطاليا، حيث تعقد قمة للأمم المتحدة للدول النامية، بعد انتشار صور لجنود أميركيين يرتدون بزات عسكرية عليها شعارات وحدات حماية الشعب التابعة لـ "الإدارة الذاتية"، وقال جاويش أوغلو: "من غير المقبول لجنود أمريكيين أن يضعوا شعار وحدات حماية الشعب الكردية على ملابسهم"، وأضاف "ننصحهم بوضع شعارات داعش والنصرة والقاعدة عندما يتوجهون إلى المناطق الأخرى في سورية، وشعارات بوكو حرام عندما يذهبون إلى أفريقيا"، مؤكداً أن "استخدام جنود دولة تعد شريكتنا، وحازمة في محاربة الإرهاب، شعار منظمة إرهابية أمر لا يمكن قبوله".


أرسل تعليقك