توقيت القاهرة المحلي 23:02:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قصة صاحب مسجد "كأني أكلت" الأغرب في تركيا على الإطلاق

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - قصة صاحب مسجد كأني أكلت الأغرب في تركيا على الإطلاق

قصة صاحب مسجد "كأني أكلت" الأغرب في تركيا على الإطلاق
أنقرة - مصر اليوم

خير الدين كججي أفندي، تركي ورع، كان يعيش في بلدة "فاتح" باسطنبول، وكانت له عادة من سنن الصحابة رضوان الله عليهم التي اقتدوا فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي أنه كلما اشتهى فاكهة أو لحم أو حلوى، يقول في نفسه "صانكي يدم" أي "كأنني أكلت"، وفي صندوق مخصص، يضع ثمن تلك الأشياء، حتى مضت السنون وهو يزهد شيئًا فشيئًا في كل شهوات الغذاء، ولا يأكل سوى ما يقيم حياته فقط، حتى تكون مبلغ كبير من المال وقرر أن يبني به مسجدًا في بلدته، وكان أهل البلدة يعرفون قصته، فأطلقوا على المسجد اسم جامع "صانكي يدم".

يروي لنا قصة المسجد أورخان محمد علي في كتابه "روائع من التاريخ العثماني"، ناقلًا تعليق سعيد النورسي، وهو أحد أبرز علماء الإصلاح الديني والاجتماعي في تركيا، على سلوك خيرالدين الورع قائلًا: "كلما نادت اللذائذ ينبغي الإجابة بـ "كأنني أكلت" فالذي جعل هذا دستورًا له، كان بوسعه أن يأكل مسجدًا سمي بـ "كأنني أكلت" فلم يأكل".

يتسع المسجد لـ 200 مصل، وبني في القرن الثامن عشر في ظل خلافة الدولة العثمانية، وصمم بدون أسقف في بدايته، لكنه تعرض لأضرار كبيرة في بناءه أثناء الحرب العالمية الأولى، ودمر تمامًا بعدها بعشرين عامًا حيث نشب به حريق أتى عليه، إلا أنه في عام 1959م، تم إصلاحه من تبرعات السكان، وذلك حسبما ذكرت صحيفة سبق.

ما فعله خير الدين أفندي كان اقتداءًا بآثار النبي وأصحابه رضوان الله عليه، فكان ذلك هدي الصحابة والتابعين بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فيروي جابر رضي الله عنه أن عمر بن الخطاب رآه ذات يوم وهو يمسك لحمًا، فقال: ما هذا يا جابر؟ قلت: اشتهيت لحماً فاشتريته. فقال: أو كلما اشتهيتَ اشتريتَ يا جابر! أما تخاف هذه الآية: "اَذْهَبتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا".

ونقل الطبري في تفسيره لتلك الآية قول قتادة : ذكر لنا أن عمر - رضي الله عنه - قال : لو شئت كنت أطيبكم طعاما ، وألينكم لباسا ، ولكني أستبقي طيباتي للآخرة . ولما قدم عمر الشام صنع له طعام لم ير قط مثله قال : هذا لنا! فما لفقراء المسلمين الذين ماتوا وما شبعوا من خبز الشعير فقال خالد بن الوليد : لهم الجنة ، فاغرورقت عينا عمر بالدموع وقال : لئن كان حظنا من الدنيا هذا الحطام ، وذهبوا هم في حظهم بالجنة فلقد باينونا بونا بعيدا .

وفي صحيح مسلم وغيره أن عمر - رضي الله عنه - دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مشربته حين هجر نساءه قال : فالتفت فلم أر شيئا يرد البصر إلا أهبا جلودا معطونة قد سطع ريحها ، فقلت : يا رسول الله ، أنت رسول الله وخيرته ، وهذا كسرى وقيصر في الديباج والحرير ؟ قال : فاستوى جالسا وقال : " أفي شك أنت يا ابن الخطاب، أولئك قوم عجلت لهم طيباتهم في حياتهم الدنيا"، فقلت : استغفر لي فقال :" اللهم اغفر له".

 

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة صاحب مسجد كأني أكلت الأغرب في تركيا على الإطلاق قصة صاحب مسجد كأني أكلت الأغرب في تركيا على الإطلاق



GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,30 إبريل / نيسان

اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع
  مصر اليوم - اللون الذهبي يرسم أناقة النجمات في سهرات الربيع

GMT 19:22 2024 الأربعاء ,01 أيار / مايو

غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد
  مصر اليوم - غادة عبد الرازق تنافس فى رمضان 2025 بمسلسل جديد

GMT 12:03 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:35 2021 الأربعاء ,28 تموز / يوليو

محمد جمعة ينشر البوستر الرسمي لمسلسل "الحرامي 2"

GMT 02:11 2019 الأربعاء ,13 شباط / فبراير

مجدي عبد الغني يؤكد على عدم إلغاء " الدوري"

GMT 20:28 2018 الثلاثاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن حوار بين سكيلوتو وتيفيز بنهائي "ليبرتادوريس"

GMT 20:05 2018 الإثنين ,18 حزيران / يونيو

علي ربيع يتعاقد على بطولة مسلسل لرمضان 2019

GMT 02:29 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

المدير الرياضي ليوفنتوس يطالب بالابتعاد عن ديبالا

GMT 22:48 2014 الأحد ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"بنات سنيريا" يُتوجن بلقب بطولة الريشة للفردي والزوجي

GMT 02:48 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.8 درجة يقع قبالة الساحل الشرقي لليابان
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon