يتزايد الاهتمام الدولي بالطاقة المتجددة، يومًا بعد الآخر، وبخاصة تنويع وتوزيع مصادرها، ويعكف خبراء الطاقة دائمًا على ابتكار وسائل مفيدة للإنسان.
وأكد مديرون لشركات عالمية عاملة بقطاع الطاقة المتجددة، في مقابلة مع وكالة بلومبرج إن مصر في وضع يسمح لها بأن تصبح سوق واعدة للطاقة المتجددة مع نمو استثمارات القطاع الخاص حول العالم بهذا القطاع، مؤكدين أن السوق في وضع يسمح له بالازدهار والنمو.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة مصدر الإماراتية محمد الرماحي إن التوسع الاقتصادي الذي تشهده مصر بالتزامن مع الإصلاحات التي تجريها الحكومة أدى إلى زيادة الطلب على الطاقة في البلاد، موضحًا أن السياسات الحكومية والتي تتضمن برنامج تعريفة التغذية والأهداف الطموحة للقطاع أدت هي الأخرى إلى ارتفاع الطلب على الطاقة المتجددة في البلاد.
وأضاف الرماحي، أن سياسات السماح للقطاع الخاص ببيع الطاقة مباشرة إلى المستهلك من شأنها أن تعطي الزخم ليواصل القطاع نموه المطرد، مؤكدًا أن تمويل المشاريع طويل الأجل مفتاح مهم لنمو القطاع في مصر.
و رأت منار المنيف، الرئيسة التنفيذية لشركة جنرال إلكتريك للطاقة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا، أن الدعم الذي توليه المؤسسات المالية للقطاع من شأنها أن تلعب دورًا مهمًا في تحقيق الاستقرار طويل الأجل للقطاع.
و أكد دانيال كالديرون الرئيس التنفيذي ومؤسس شركة الكازار انرجي إن النتائج التي يحرزها قطاع الطاقة المتجددة، هي التحدي الرئيسي بالمعادلة، مضيفًا أن التحديات تشمل أيضًا اللوجستيات وسلسلة التوريد والقوة العاملة المتاحة وهي الأمور التي يمكن التغلب عليها من خلال التنسيق بين مالكي المشاريع مثلما يحدث في أي مشروعات كبرى أخرى.
يذكر أنه لدى الشركات الثلاث حصة من المشاريع بقطاع الطاقة المتجددة في مصر، إذ قال كالديرون، إن "الكازار انرجي" تركز على التحول من مشاريع الطاقة الشمسية إلى محطات طاقة الرياح التي تصل قدرتها إلى 250 ميغا وات بنظام البناء والتشغيل والتملك "B.O.O".
وأشار الرماحي الرئيس التنفيذي لمصدر، إن شركته تعمل على تطوير محفظة من مشاريع محطات الرياح والتي تبلغ طاقتها الإنتاجية نحو 800 ميجاوات بالتعاون مع السويدي اليكتريك وماروبيني بالإضافة إلى المشاركة في مناقصة لتنفيذ محطة للطاقة الشمسية في غرب الدلتا بطاقة انتاجية تبلغ 600 ميغاوات.
و قالت الرئيسة التنفيذية لجنرال إلكتريك إن شركتها تعزز تواجدها بالسوق من خلال تقديم التكنولوجيا والتمويل والحلول التنموية اللازمة لتطور القطاع.
ويبدو أن الحكومة وافقت على استبدال نظام تعريفة التغذية بهذا النظام "BOO"، إذ قالت مصادر حكومية لصحيفة البورصة إن مجلس الوزراء وافق مبدئياً على تعديل نظام تنفيذ مشروعات طاقة الرياح من تعريفة التغذية إلى "B.O.O" البناء والتشغيل والتملك، على أن تتولى وزارة الكهرباء وضع القواعد والضوابط المنظمة بالتنسيق مع المستثمرين.
وعرض وزير الكهرباء مذكرة تفصيلية على المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء السابق بشأن عدم تمكن المستثمرين من تدبير التمويلات لمشروعات طاقة الرياح وذلك بسبب إحجام البنوك الأجنبية عن التمويل، لانخفاض قيمة تعريفة بيع الطاقة المنتجة من المحطات، ومن المتوقع أن يوافق رئيس مجلس الوزراء الحالي مصطفى مدبولي على تعديل نظام المشروعات بعد انتهاء وزارة الكهرباء من وضع المعايير والضوابط اللازمة.
ويذكر أن هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، انتهت من إعداد الدراسة الخاصة لتقييم الأثر البيئي والمجتمعي لمشاريع الطاقة الجديدة والمتجددة "طاقة شمسية ورياح"، في جنوب مصر إقليم الوجه القبلي شرق وغرب النيل، والتي ساهم في إعدادها خبراء هيئة الطاقة في مصر وممثلو البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية.
ودعت هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة الجهات المعنية للمشاركة وإبداء الرأي في جلسة المشورة الجماهيرية، المقرر عقدها في 28 يونيو/حزيران الجاري، بشأن التقييم البيئي والاجتماعي الاستراتيجي لمشاريع الطاقة المتجددة.
أرسل تعليقك