القاهرة- مينا جرجس
أثار قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب إعلان القدس عاصمة لإسرائيل، والبدء في إجراءات نقل سفارة بلاده إليها، جدلًا بين الأوساط القبطية التي رفضته شكلًا ومضمونًا حيث استنكرته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ورفض البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، مقابلة نائب الرئيس الأميركي، وسارت على هذا النهج الكنيستان الإنجيلية والكاثوليكية.
في الوقت نفسه، ورغم ذلك الاستنكار، كشفت الشركات السياحية أنها لا تزال تعلن برامجها لرحلات القدس خلال عيد القيامة لعام 2018 دون تغيير. وقال ميلاد رزق الله، صاحب إحدى شركات السياحة، إن رحلات القدس ما زالت قائمة في موعدها، بخاصة مع عدم وجود أي قرار كنسي أو سياسي جديد بشأنها، مشيرًا إلى أن تنظيم الرحلات يتوقف على أمرين، الأول الأوضاع الأمنية في المدينة فإذا استمرت في هذا السياق غير المستقر ستُلغى، والأمر الثاني صدور قرار سياسي أو كنسي يمنع الزيارة، وهذا الأمر أيضًا لم يحدث حتى الآن، ولذلك ما زالت رحلات الشركات السياحية قائمة في موعدها بعيد القيامة لعام 2018.
واعتبر رزق الله أن زيارة القدس تأكيد على أنها مقدسات مملوكة لجميع العرب، ولن يؤثر قرار ترامب على زيارتنا لها. وقال ألبير فيكتور، مدير إحدى شركات السياحة، إن الرحلات إلى القدس ما زالت قائمة للعام المقبل بانتظام، بخاصة أن كثيرًا من الأقباط حجزوا رحلات من قبل قرار ترامب الأخير بشأن المدينة. وأضاف أن قرار ترامب، بعيدًا عن رفضه، لم يؤثر في مسار رحلات القدس التابعة للشركات السياحية، بل على العكس، يجب أن يكون لدينا إصرار على زيارة مقدساتنا، فقراره لن يمنعنا من زيارة القدس وأماكن الحج المسيحي هناك.
وأشار إلى أن غالبية تأشيرات رحلات القدس تتم من خلال إسرائيل، لذا فإن قرار ترامب لم يغير شيئًا في إجراءات السفر إلى القدس، سواءً كانت عاصمة فلسطين أو إسرائيل، وتابع: جميع الشركات السياحية تعتبر رحلات القدس أمرًا اقتصاديًّا، وليس سياسيًّا، ولابد أن تظل رحلات القدس قائمة أيضًا للتأكيد على أنها مقدسة لجميع العرب وستظل ملكنا جميعًا.
وقدمت بعض شركات السياحة عروضًا مخفضة لرحلات القدس بعد قرار ترامب، ترغيبًا في الاشتراك بها، وأعلنت إحداها عن أسعار لرحلات مخفضة إلى المدينة تبدأ من 650 دولارًا، علمًا بأن رحلات القدس تبدأ من 800 دولار كأقل تكلفة بأعياد القيامة المجيدة سنويًّا.
وقال مدحت قلادة، رئيس اتحاد المنظمات القبطية فى أوروبا، إن جميع المسيحيين على مستوى العالم يستنكرون قرار ترامب باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، لكن فى الوقت نفسه، فإن رحلاتهم إلى المدينة لن تتأثر. وأضاف زيارتنا هي للمقدسات الكنسية التي لم تتغير أوضاعها بهذا القرار، بل علينا التمسك بزيارتها لتأكيد ملكية الكنيسة لها، باعتبارها أمرًا واقعًا لن يتغير بعد بأي قرار كان.
أرسل تعليقك