القاهرة- مينا جرجس
بدأت الكنيسة البطرسية في العباسية، صباح الإثنين، صلوات قداس الذكرى الأولى لمقتل 29 قبطيًا وحارس الكنيسة، في التفجير الانتحاري الذي وقع في مثل هذا اليوم من العام الماضي، حيث ترأس الأنبا موسى، أسقف الشباب، صلاة القداس الإلهي. وتقدمت أسر الضحايا صفوف المصلين والشمامسة، فظهر في الصف الأول لشمامسة الهيكل المهندس عماد أمين، والد فيرينا عماد، والشماس بيتر عماد، نجل مادلين توفيق، وفي صفوف النساء حضرت الدكتورة نرمين سمير، والدة ماجي مؤمن، ووالدة الضحيتين مارينا وفيرونيا، وعدد غير قليل من أبناء الكنيسة.
وكثفت الشرطة خدماتها الأمنية على البوابات المؤدية للكنيسة، في شارع رمسيس والشوارع المحيطة بالكاتدرائية، ومنعت انتظار السيارات أمامها، ومنعت الكنيسة الدخول دون الحصول على دعوات تحمل اسم المدعو، والخاصة بالذكرى الأولى للحادث، ووزعت الكنيسة على الحاضرين تمجيد ضحايا البطرسية ومديح أنتجه شمامسة الكنيسة، بالإضافة إلى صور الضحايا يرتدين إكليل الفرح. ورفعت كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، في جبل المقطم، الأحد، صلوات القداس الإلهي أمام مقابر ضحايا الكنيسة البطرسية، الذين دفنوا في 11 ديسمبر/ كانون الأول في مقابر جماعية، في المقطم.
ومنعت كنيسة المقطم وسائل الإعلام من حضور صلوات القداس، التي اقتصرت على أسر الضحايا، وتوجهوا بعدها للمقابر، حيث وضعت أكاليل الزهور أمام مدافن ذويهم وقرأوا الصلوات وتمجيد ضحايا البطرسية، الذي انتهت الكنيسة من تسجيله. ورددت أسر الضحايا المديح المخصص لذويهم قائلين: "في ثاني أيام كيهك وفي قداس الأحد نلتم أكاليل المجد يا شهداء البطرسية". وامتلأت المقابر بصوت المديح: "قدمتم أجسادكم كذبيحة للمسيح، اشتهيتم لقاء الله وهنا كان اللقاء، بالألحان والقيثارة والدف والمزمار كان هذا اللقاء". واستقبلت الكنيسة البطرسية، مساء الأحد، أسر الضحايا لصلوات العشية على أرواحهم في الكنيسة مقر التفجير، واقتصر الحضور فقط على حاملي الدعوات، وعلقت الكنيسة البطرسية صور الضحايا واكتست بها قاعة بطرس غالي، المجاورة للكنيسة الرئيسية، ووضعت شاشة عملاقة في الخارج تنقل صلوات القداس في ساحة الكنيسة لمن لا تتسع الكنيسة لحضورهم في الداخل.
كما ظلت الكنيسة محتفظة، حتى الآن، بالحائط الذي يحمل دماء الضحايا في ساحة الكنيسة، ووضعت أمامه لوحة زجاجية وحافظت على لطخ الدم رغم الترميمات التي خضعت لها الكنيسة، بعد أسابيع من الحادث. ومن جانبها، خصصت الكنيسة القبطية يومًا للاحتفال في الأجندة القبطية، وفيه يُذكر صحايا الكنيسة البطرسية وضحايا كنيستي طنطا والإسكندرية وضحايا حادث دير الأنبا صموئيل، ويوافق هذا اليوم، الذي قرره المجمع المقدس، ذكرى مقتل الأقباط ذبحًا في ليبيا على يد تنظيم "داعش" المتطرف.
أرسل تعليقك