القاهرة ـ مصراليوم
طالب عدد من التشكيليين بإقامة احتفالية كبيرة لتكريم رموز الحركة الفنية رداً على تجاهل احتفالية عيد الفن، والتى أقيمت الخميس الماضى، بحضور رئيس الجمهورية لهم، فيما رأى آخرون الاهتمام بتفعيل الحركة التشكيلية وعودة الفعاليات التى لم تقُام منذ سنوات كنوع من إجبار المؤسسات على الاعتراف بهم.
قال الفنان الدكتور سيد سعد الدين، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، لقد تعرضنا لموقف سيئ إزاء تجاهلنا كتشكيلين من احتفالية عيد الفن تحت رئاسة رئيس الجمهورية وكأننا نكرة، علماً بأن الحضارة المصرية القديمة التى نتغنى بها لم تعُرف إلا من خلال الفن التشكيلى، والذى تجسد فى المعابد والمنشآت القديمة، وحتى اللغة الهيروغليفية عبارة عن رسومات بالغة الدقة والجمال وبها قيم تشكيلية.
وأضاف "سعد الدين"، الفن التشكيلى له باع قديم قبل الموسيقى والغناء اللذين احتفى بهما اتحاد النقابات الفنية، وأذكر أنه فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر كان لدينا عيد الفن والعلم فى عام 1959 وقد حصلت على جائزة الرسم على مستوى الجمهورية، فالمفترض أننا نتقدم للأمام ولا نعود للخلف.
وقال الدكتور عبد الغفار شديد، لابد أن تُقام احتفالية بدار الأوبرا مثل احتفالية مئوية الفنون الجميلة والتى أقيمت عام 2008 بمناسبة مرور مائة عام على إنشاء كلية الفنون الجميلة عام 1908.
وأضاف "شديد" لا أتفق مع غضب التشكيليين من استبعادهم من احتفالية عيد الفن، لأن هذه الاحتفالية منذ بدأت كانت للممثليين والموسيقين فقط ولم يكن بها تشكيليون، ولكن ليس معنى هذا أن يتم تجاهلنا. متسائلاً إن لم يكن للرئيس عدلى منصور مستشار يذكره بوجود تشكيليين كبار ينبغى تكريمهم فى عيد الفن؟
ومن جانبها أكدت الناقدة التشكيلية فينوس فؤاد، على ضرورة إعادة الفنان التشكيلى إلى ما كان عليه منذ أيام النحات محمود مختار والفنان محمود سعيد، حيث كان يتم التسليط على الفنان والدعاية من الناحية الإعلامية والنقدية والدراسات المصاحبة لكل عمل، مما خلق حركة اتصال بين الفنان والمجتمع وكان هذا دور النقاد.
وأشارت "فينوس" إلى توارى دور النقد وتقليص عدد النقاد، فاتسعت الفجوة بين الفن التشكيلى والمجتمع، وزاد حائط السد وبالتالى لابد من إزالة هذا الحائط أولاً ليعود الفنان كجزء من المجتمع.
مشيرة إلى أن أعمال الجرافيتى التى انتشرت فى الشوارع لم تكن بإيدى فنانين كبار ولكنهم شباب وحتى النصب التذكارى فى التحرير كان بأيدى شركات المقاولات.
وتابعت "فينوس" بالتالى لابد من إعادة هذا الفن من خلال المحاور التالية: عودة الأفلام التسجيلية التى تحكى عن سير الفنانين، وتفعيل دور النقابة من خلال تكاتف جهود الفنانين من أجل إعلاء مصلحة الفن التشكيلى، وتشكيل لجنة إعلامية داخل النقابة من أجل تفعيل الدور الإعلامى فى الفترة القادمة، وأخرى للقيام بالعديد من الفاعليتات الثقافية والاجتماعية والفنية مع الحرص على مشاركة الجهات المنظمة لهذه الفاعليات سواء الحكومية أو الخاصة.
وأضافت "فينوس" لا يجب أن يغيب دور النقابة عن المشهد المجتمعى، أو يتم الاكتفاء بالبيانات المكتوبة ونشرها إعلامياً بل تفعيلها على أرض الواقع، عمل قنوات اتصال مع شرائح المجتمع وتحفيز المبدعين الشباب على المشاركة فى أنشطة النقابة لأنهم المحرك الأساسى لكل الأحداث.
وقال الفنان الشاب أحمد الشاعر، من الوارد أن نقيم احتفالية كبيرة فى الأوبرا أو المتحف الحديث تضم معرضاً استعادياً لكبار الفنانين، ولكن من المفترض أن يتم البحث عن القائمين على تنفيذ هذه الاحتفالية واتخاذ الاجراءات القانونية.
وأضاف "الشاعر" أرى أن أى احتفالية ستقام لتكريم الحركة التشكيلية ورموزها ستكون مجرد رد فعل ضعيف، مشيراً إلى وجود مشكلة كبيرة فى رؤية وتعامل وزارة الثقافة متمثلة فى الهيئات المهتمة والراعية للفن التشكيلى سواء من خلال قطاع الفنون التشكيلية أو النقابة أو المجلس الأعلى للثقافة ورؤيتهم هذا الفن.
وتابع "الشاعر" أن الأهم من كل هذا هو البحث واستثمار المجهود الذى سوف يتم بذله فى عمل احتفالية كرد فعل على شىء ما ولكن البحث عن طريقة إعادة البيناليات والفاعليات الكبرى التى توقفت.
أرسل تعليقك