القاهرة - رضوى عاشور
قال الكاتب والسيناريست وحيد حامد "أنا أثق أن مصر الثَّقافة والأغنيَّة والفيلم واللوحة، ستعود لما كانت عليه، من تراث حضاري كان ولازال محط أنظار العالم أجمع. وأود أن أقول لكم بأن الثقافة المصريَّة هي واسطة العقد في الحضارة المصريَّة، فهي التي التفَّ حولها المصريُّون، وهي الجواد الذي علينا جميعًا أن نراهن عليه في الفترة المقبلة".
وأضاف حامد خلال ندوة اللقاء الفكري بمعرض الكتاب "وجدت نفسي من البداية وقررت ألا أكتب إلا ما يمليه علي ضميري مهما كانت الضغوط، وهذا القرار لم أغيره منذ أن كنت أكتب القصة القصيرة في بداية حياتي، وقد فشلت في كتابة القصة القصيرة، وكانت نصيحة الكاتب الكبير يوسف السباعي لي بأن أتجه للكتابة الدرامية، هي بداية نجاحي. وليس هذا فحسب، وإنما من الضروري أن يكون لكل كاتب أو فنان قضية تشغله، وكانت قضيتي التي كانت ولا زالت تؤرقني وتشغل بالي حتى الآن هي العدالة الاجتماعية بشكل عام، ولأن مجتمعنا كان يعج بالظلم والفساد، جعلت طريق البحث عن العدالة الاجتماعية هو طريقي. وأضاف "وفيما يتعلق بموضوع الرقابة أؤكد من هذا المكان لكم بأن الرقابة، لم تكن هي التي تصادر أعمالي، وأعمالي التي تم عرضها عُرضت دون وساطة أو محسوبية، وعرضت بسبب إصراري وتمسكي بقانون الرقابة، والذي يُعطي للمؤلف الكثير من الحقوق، ومن هذا المكان أيضًا أتوجه بالشكر والتقدير للسيدة نعيمة حمدي، مسئول جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، والتي أجازت فيلم البريء بالكامل دون حذف، وما حذف من الفيلم جاء بعد أن قمنا بعمل عرض خاص للفيلم، خرج أحد من كانوا يعملون مع الأجهزة الأمنية، وأوشى للمسئولين في أمن الدولة والمخابرات الحربية والعامة، بأن الفيلم يدعو عساكر الأمن المركزي للتمرد وقتل القادة". وعندما أثير الموضوع وتقرر عمل عرض خاص يحضره وزير الثقافة الدكتور أحمد هيكل ووزير الدفاع المشير أبو غزالة ووزير الداخلية اللواء أحمد رشدي في مدينة السينما، خدعنا المنتج أنا وعاطف الطيب وقام بعمل مونتاج للفيلم شوه الفيلم تشويهًا كاملا، لدرجة أن المشير أبو غزالة، وتساءل: الفيلم جيد، لماذا إذا جئنا إلى هنا؟!.
وقال حامد: كانت لي صولات وجولات مع الجهات الرقابية أيضًا بشأن فيلم الغول، وفي الحقيقة ومن وجهة نظري، أود أن أشير إلى أن من يطالبون بإلغاء الرقابة هم مخطئون، فنحن لسنا ملائكة، فالرقابة موجودة للترشيد وليس للمصادرة، وبالنسبة للأفلام السياسية فكانت الجهات السيادية العليا في الدولة كما يطلقون عليها هي من تصادرها وليس الرقابة، وكان المحظور لدينا هو الكلام في الدين دون الرجوع إلى الأزهر أو الكنيسة، وكذلك الكلام في الجنس وهو القائم حتى هذه اللحظة.
وتابع حامد: ما لا يعرفه الكثير أن فيلم البريء تم تصويره بالكامل داخل سجن وادي النطرون، ودون أي مقابل مادي، في حين أننا واجهنا عراقيل كثيرة وعديدة أثناء تصوير مسلسل الجماعة، والغريب أن الحزب الوطني قاوم المسلسل متذرعًا بأن المسلسل سيحبب الشعب أكثر في الجماعة، والجماعة عارضت المسلسل، وجاءت المعارضة الأقوى والأشرس من قبل الثوار والنشطاء، مع العلم بأنني لم أقل إلا الحقيقة. وعندما تم تهديدي من قبل بعض قيادات الإخوان قلت لهم المحاكم موجودة فأنا ذكرت ما جاء في مصادر قادة الجماعة، وحتى الآن لم يجرؤ أحد على أن يكذبني فيما أوردته عن الجماعة، وعندما عرض على الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور عصام العريان وهم من أصدقائي أن يساعدوني ويمدوني بالمعلومات رفضت ذلك، حتى لا أتأثر برأيهم.
وأضاف حامد "فيما يتعلق بالإيحاءات الجنسية أؤكد والكل في الوسط الفني وخارجه يعلمون ذلك، بأنني لا أكتب لأحد مهما كانت شهرته ونجوميته، وهذه الإيحاءات هي بالقطع ضرورة درامية، والمشكلة الحقيقية هي أن المجتمع المصري والمجتمعات الشرقية تحاول أن تُعتم على الجنس، بجميع الطرق والوسائل، وأنا أرى أن المشهد طالما لم يخدش الحياء ولا يوجد به إسفاف فلا خجل من ذلك".
والمشكلة في كيفية التناول فكلنا قرأنا أدب نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي ويوسف إدريس، دون أن نشعر بخجل، لأنهم وظفوا كل شي في مكانه المناسب.
وعن الحل الأمني والقمعي لمواجهة الإخوان، أشار وحيد إلى أن "الحل الأمني فقط لا يصلح، ولابد أن نعرف جيدًا أن جماعة الإخوان، تعمل بالمنهج نفسه والمعتقدات نفسها منذ تأسيسها في عام 1928، وكل عام يتم تفريخ أجيالا جديدة للجماعة، وتربى على السمع والطاعة العمياء، ولمن يقرءون التاريخ أحب أن أشير إلى أن ما حدث من أعمال عنف وإرهاب في حادث مديرية أمن القاهرة، هو صورة طبق الأصل مما حدث عام 1948، من قيام أحد أنصار جماعة الإخوان، بوضع قنبلة داخل شنطة بمحكمة القاهرة، والكتائب الإخوانية المتطرفة ليست وليدة هذا اليوم ولكنها منذ أن أسس حسن البنا التنظيم السرى لجماعة الإخوان عام 1942، وأخذ هذا التنظيم في التطور المجتمعي والقتالي. وأنا أتعجب كيف لفصيل أن يحارب شعب، لقد كان باستطاعة فاروق ومبارك أن يقتلوا الآلاف، ولكنهم فضلوا أن يتركوا مناصبهم على ألا تراق قطرة دم واحدة.
وانفعل وحيد انفعالاً شديدًا لاحظه جميع الحضور، وبدأ يشير بيديه قائلاً: ماذا يريد هؤلاء، بإمكانهم أن يدخلوا الانتخابات المقبلة، دون قتل ولا تخريب ولا سفك للدماء، لقد جعلوا الكآبة والحزن يخيم على الشعب المصري، نحن الآن لا نستطيع أن نشيع جنازة شهداءنا، لماذا كل هذا الغل لماذا كل هذا الدمار لماذا كل هذا الغباء والحقد والكراهية.
وفي تعليقه عن فتوى مظهر شاهين بطلاق الزوج لزوجته الإخوانية، قال وحيد حامد: الشيخ مظهر اندفع ولمن لا يعرفون أول من أفتى بجواز طلاق الإخوان هو المرشد العام الخامس لجماعة "الإخوان المسلمين" مصطفى مشهور، فهم أول من أجاز ذلك، وانتظروا الجزء الثاني من مسلسل الجماعة لتشاهدوا المسكوت عنه في الكتاب الأسود لجماعة الإخوان.
أرسل تعليقك