توقيت القاهرة المحلي 16:16:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

البيت الكبير... وقمة غير عادية!

  مصر اليوم -

البيت الكبير وقمة غير عادية

بقلم - علي القاسمي

تنطلق اليوم أعمال القمة العربية الـ29 بمدينة الظهران السعودية، لتدخل الظهران وللمرة الأولى مع قائمة المدن العربية الحاضنة لقمة عربية، إلا أنها هذه المرة قمة غير عادية، ولأول مرة تدعو دولة عربية إلى قمة بمثل هذا المستوى. هذه القمة تأتي في وقت شائق ومعقد وصعب، تتداخل فيه عدد من الملفات الساخنة، أو تتكاثر الأوراق الجديرة بالنقاش والمواقف الصلبة، قد يأتي الترتيب مختلفاً بين رأي ورأي حيال جملة الملفات العربية وأيها يستحق أن يتصدر الطاولة ولماذا؟ لكن الحقيقة الموجعة أن الوضع العربي ليس على ما يرام ولن يكون كذلك، بل إن مؤشرات الانزلاق العربي لا تخفى على متابع، والحاجة باتت أشد ما تكون لوحدة صف حقيقية وترميم واسع لمجمل الدمار الذي يحيط ببلدان عدة ويترك الجراح متناثرة هنا وهناك من دون أي جهد موحد لرأب الصدع، وعمل نوعي في مواجهة التـــــحديات والتهديدات التي تحيط بالمنطقة.

نتجه لفلسطين فنجد القضية باتت معقدة وشائكة. نتحول إلى سورية والعبث المستمر وحالة الصمم التي يعيشها النظام من لحظة فتكه بالشعب. اليمن وما أدراك ما اليمن أزمة وتصعيد ومــغالطات وفوضى حقيقية. إيران «محور الشر» الحقيقي واستمـــرار التدخلات والعبث في عدد من البلدان. ليبيا تستيقظ كل صــباح على حالات من الارتباك والأوضاع المتذبذبة والمـــقلقة. الــعراق يحاول النهوض ونــسيان الماضي والعودة بقوة لوطن عربي والإسهام في أمنه القومي وتوازنه ومشروع سلامه اللازم والواجب. الإرهاب والجهود التي لا بد أن تحاط بكل الإمكانات البشرية والــمادية وتعزز بتعاضد وتكاتف مشرف للحيلولة دون أي مشروع توسعي ومحاولات بائسة لشق الصف العربي والتسلل للشعوب وتدميرها.

من المنتظر من قمة الظهران أن تخرج من روتين القمم العربية، وتظهر بإرادة عربية مختلفة في ظل الظروف الدقيقة والأجواء غير العادية. التعقيدات من دون شك ليست يسيرة، ويحاول البيت الكبير (السعودية) أن يخطو مع الجميع نحو محطات تفاؤل وتستوعب مع هذه الخطى متطلبات المرحلة الجديدة. السعودية مهد التوافق ويقع عليها دوماً عبء فك تعقيدات الوطن العربي وقضاياه المتعددة والمتوزعة والمتناثرة، والتمهيد الدائم لمسار عمل مشترك وموحد. ثمة حاجة ماسة بالفعل لتعاضد عربي في وجه الشر وكبح كل النوايا المريضة والمخططات المختلة، وإيقاف كل المرتزقة عند الحد الذي يجب أن يقفوا عنده.

على وطننا العربي أفراداً وشعوباً أن يؤمنوا بأنه لا يمكن لأحد أن يرتب البيت العربي بنقاء أكثر من أهله، وأنه لن يصنع لنا التحولات الشجاعة والجريئة أحد غيرنا. ولذا لا يعقل أن نتوقع جواراً حسناً ولا وعوداً طرية ونوايا طيبة من نظام إرهابي تتبجح عمائمه وملاليه بأن عواصم عربية باتت في قبضتهم. المستقبل لا يحتمل مزيداً من الألعاب والخيانات والضمير المستتر. الوطن العربي بإمكانه قلب الطاولة في وجه من لا يراه سوى لعبة ولا يتعامل معه إلا كمنطقة إحراق وتدمير ومصالح. ولكن، الأنظار نحو الظهران ومستقبل عربي أقل تعقيداً وغموضاً ونزيفاً.

نقلا عن الحياة اللندنية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البيت الكبير وقمة غير عادية البيت الكبير وقمة غير عادية



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon