توقيت القاهرة المحلي 12:18:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محاربة الفقر مهمة عاجلة

  مصر اليوم -

محاربة الفقر مهمة عاجلة

بقلم - سعديه شعيب

»الاصلاح الاقتصادى».. والاهتمام بالفقراء وأسرهم، لماذا هو أول وأهم ملفات اهتمامات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى فترة رئاسته الثانية؟.. «كما نوهنا فى مقالنا الأسبوع الماضى»، الإجابة واضحة وجلية: وهى أن الطبقة الفقيرة هى الأولى والأهم بالرعاية من غيرهم، لنسيان الحكومات السابقة والمسئولين فيها لمشاكلهم وصعوبة حياتهم وشدة معاناتهم، وتجاهلهم لشكاواهم المتعاقبة والمستمرة دون استجابة حقيقية، فعندما تتعمق فى أحوال الفقراء تجد تدنيا ملحوظا فى مستوى معيشتهم بدرجة لاتتناسب وقيمة الانسان الذى كرمه الله على الأرض فكثيرون منهم يبحثون فى قمامة الأغنياء ويقتاتون منها، وقد أكدت دراسات عديدة أن الذين يسكنون البيوت العشوائية البائسة يتعرضون خارج أبوابها لكثير من التمييز والتفرقة المجتمعية «فهذا ابن الغنى المعروف وهذا ابن الفقير العدمان» كما أن العائلات التى تعانى الحرمان والفقر يتعرض أبناؤها لكثير من المصائب والمحن حين يضطرون «وهم فى سن مبكرة» الى الخروج الى معترك الحياة والعمل لمساعدة آبائهم، ويضطرون للتعامل مع أناس أغنياء يرون على أرض الواقع كم الحياة التى يعيشها هؤلاء مترفة وسهلة؟.. وفى المقابل تكون أبسط الأشياء بعيدة عن متناول أيديهم الفقيرة ، فلاغرابة أن يشعر الفقراء بالغبن والظلم فى ظل الظروف المحيطة ، ولعل هذا يفسر ضخامة أعداد المجرمين فى مدن وعواصم العالم التى يعانى معظم سكانها الفقر بنسبه المتفاوتة، ولايمكن على الاطلاق أن تولد مشاعر حسنة من رحم الحقد والغيرة، لذلك فإن الكثير من الفقراء الذين وجدوا وعاشوا فى ظروف صعبة يظنون أن تحقيق الغلبة على الأغنياء يكون عن طريق الحصول على الأموال «بالفهلوة والنصب» أوبطرق غير مشروعة ودون العمل على استحقاقه بالكفاح والعمل الجاد، فمما لاشك فيه أن الفقر هو صانع اللصوص ومفرخهم، ولعل من المناسب أن نشبه الفقر المدقع لدى صاحبه «كارتدائه لقميص من نار» لايستطيع التخلص من آلامه الحارقة الا بالتخلص منه، وقد عرف العالم «برو يير» الفقر بأنه أبو الجرائم»، وفى رأيه: أن الاخلاق تتآكل فى وجود الفقر كما يتآكل المعدن الذى يقطر فوقه الماء، ذلك لأن الفقر هو أسوأ أشكال العنف الموجه ضد الأفراد، وهو السبب الرئيسى لجشع المجتمعات الثرية التى غالبا ما تستغل الفقراء لاحراز المكاسب الهائلة، ثم بعد ذلك تعايرهم بفقرهم وتحتقرهم وتشمئز وتنفر منهم، عبر عن تلك الحالة المثل الريفى الشائع الذى يقول: «الفقير رائحته شينه» فهو شقيان عرقان ، لاتعطر جسده رائحة «البرفان» التى تعطر راكبى السيارات الفارهة المكيفة بثيابهم الأنيقة ، والفقير الذى يعانى ضيق ذات اليد تكبله الأمراض ولايجد الرعاية الصحية الفورية التى يلقاها الغنى «بفلوسه». وعلى النقيض من ذلك نجد كثيرين لايكترثون لفقرهم مقابل نزاهتهم وعزة أنفسهم فلايجدون فى الفقر عيبا أوعائقا لتقدمهم واحراز النجاح ويرون : أن الفقر يصقل المواهب التى تخنقها الرفاهية، وأنها السبب الأهم فى تحلى الكثيرين بالفضائل، ونجد فى الحياة أمثالا لأناس فقراء تحدوا فقرهم ومشكلاتهم المادية وبالعمل الجاد صعدوا بأمنياتهم الى أعلى مكانة فى مجتمعهم وحققوا الرفاهية المنشودة! .. «فالفقر لايستطيع اذلال النفوس القوية.. والثروة لا تستطيع رفع النفوس الدنيئة»، ومهما بلغت حاجة بعض الناس ومهما زاد فقرهم وأثقل عليهم الزمن بالتخلى عن «الضروريات قبل الكماليات» فإننا نرى فى فطرتهم الكثير من الكرامة حين يشعرون بفرحة ما جنته أيديهم وما كسبت بدرجة تفوق تلك التى تساق أو تقدم لهم بمساعدة الآخرين، وما الفقر الا حالة يتعرض لها بعض الأشخاص بسبب سوء الأحوال المحيطة فى هذه الحياة وتنجلى بزوال الأسباب، ويتحقق هذا الأمل بتحقيق العدالة المنشودة بالقضاء على الفاسدين والمفسدين والمرتشين على أرض مصر المحروسة . وهذا هو رهاننا مع الرئيس فى المرحلة القادمة.


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محاربة الفقر مهمة عاجلة محاربة الفقر مهمة عاجلة



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد

GMT 13:22 2019 الأربعاء ,27 آذار/ مارس

قائمة "نيويورك تايمز" لأعلى مبيعات الكتب

GMT 20:50 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقلوبة لحم الغنم المخبوزة في الفرن
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon