توقيت القاهرة المحلي 08:26:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الوجبة المدرسية...نداء إلى الرئيس والحكومة

  مصر اليوم -

الوجبة المدرسيةنداء إلى الرئيس والحكومة

بقلم - سهيلة نظمى

 لم أنم ليلتى ولم ينم هو أيضا وتحدثنا فى صباح اليوم التالى لهذه الواقعة التى زلزلت كيان كل من كان موجودا بالفصل ساعتها واستمع لحكاية التلميذة التى استطاع المرحوم الدكتور حسين كامل بهاء الدين بذكائه وخبرته كطبيب أطفال قبل أن يكون وزيرا للتعليم أن يلمح فى عينيها حرمانا وبؤسا وعلامات الشحوب فى وجهها تنم عن فاقة قاتلة، أخرجها من وسط عشرات الأطفال فى المدرسة التى كان يفتتحها فى غرب الإسكندرية فى النصف الثانى من التسعينيات وعندما دنت منه لاطفها واحتضنها ليهدئ من روعها ثم سألها مباشرة «فطرتى إيه النهاردة يا شاطرة ؟»، فهوت تلك البريئة ذات السبع سنين بردها فوق رءوسنا بعصا غليظة حيث قالت «مافطرتش مش عليَ الدور فى الفطار النهاردة»، واستطردت بعفوية تحكى دون أن تنتظر السؤال لماذا؟ بأن لها أربع أخوات، وأبوها عامل زراعى لا يستطيع إطعامهم فتحايل على ظروفه البائسة بأن يقسِم الوجبات الغذائية اليومية بين عياله فمن يفطر لا يتعشى والعكس صحيح .

بسرعة طلب الوزير كوب لبن وعصير برتقال للطفلة التى راحت تشربه فى فرح ونهم وسط حزننا وبكائنا وانفطار قلوبنا وغادرت الفصل ولكن لم تغادرنى الطفلة وتحدثت مع الدكتور بهاء الدين فى أهمية توفير كوب لبن وعصير برتقال على الأقل لتلاميذ المرحلة الابتدائية .

عرفت بعد ذلك أن المشروع الخدمى للتغذية المدرسية بدأ نشاطه عام 1997 بإنتاج عشرة آلاف وجبة يوميا بمحافظة الفيوم ثم استمر وامتد لعدة محافظات، وجرت أحداث كثيرة فى موضوع الوجبة المدرسية حتى كانت حادثة تسمم مئات التلاميذ فى إحدى محافظات الصعيد من الوجبة المدرسية التى كانت تحتوى على الجبن المطبوخ وأوقفت مديرية التعليم فى مارس 2017 توزيع الوجبة، وفى مارس الماضى كتب الزميل وجيه الصقار تحقيقا عن عودة الوجبة المدرسية وعن متابعة الالتزام بمواصفات سلامة الوجبة ومنع أخطاء التوزيع والتخزين ورقابة صارمة على الموردين والمصانع لضمان صحة الأطفال، وعندى رأى فى هذا الكلام وفى نوعية الوجبة، فلا بأس من فطيرة العجوة ولكن يجب عدم تسميتها وجبة فالوجبة كما قرأنا عنها فى دول مثل اليابان تتكون من سمك مقلى وحساء الخضار والبطاطس والطماطم والأرز يضعونها فى حافظة معدنية مع كوب اللبن وتقدم فى معظم المدارس الوطنية ،وفى فنلندا يقدمون الدجاج والفاصوليا والسلطة الخضراء والجزر وحلوى البودنج وكوب اللبن، وفى التشيك يقدمون السبانخ واللحم والبطاطس وثمرة برتقال وحساء الخضراوات، وفى دول أقل مثل البرازيل يقدمون قطعة لحم وأرز وسلطة خضراء وحلوى البودنج ، وتقدم أوكرانيا لتلاميذها المكرونة والمقانق والخبز ، وكذلك نحن مطالبون بتوفير وجبة لأطفالنا فى المدارس تحتوى على الأرز والخضار وقطعة لحم أو دجاج فهو غذاء متوازن ومتكامل وصحى لشعوب البحر المتوسط ويسأل سائل كيف يتم توزيع هذه الوجبة على 11 مليون تلميذ فى مختلف المحافظات؟، أقول له نستطيع أن نضع من الآن خطة لتوفير مطبخ فى كل مدرسة أو مجموعة مدارس قريبة من بعضها أو نفكر فى طرق غير تقليدية وغير مكلفة سواء فى النقل أوالتخزين، وعلينا أن نعض بالنواجذ على هذه الوجبة لأن فقراء مصر الذين يرسلون أبناءهم للتعليم لا يطعمونهم مثل هذه الوجبة فى البيوت والغذاء الصحيح مهم لتنمية عقل الطفل وذكائه فالذكاء ينمى كما تنمى العضلات تماما وليس الذكاء مسألة قدرية فقط ، ولسنا بصدد الحديث عن التعليم الجيد فقط بل التعليم الأفضل ومن أهم أدواته الاهتمام بصحة وغذاء طفل المدرسة الابتدائية من سن السادسة حتى الثانية عشرة، فلن تعود مصر إلى مكانها الطبيعى بين الأمم إلا بصحة وغذاء وتعليم أطفالها فهم كنزها الحقيقي.

نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجبة المدرسيةنداء إلى الرئيس والحكومة الوجبة المدرسيةنداء إلى الرئيس والحكومة



GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 03:57 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«مالمو 14» لا يكذب ولا يتجمل..

GMT 02:56 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

نسور استراتيجية

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح

GMT 13:23 2017 الخميس ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"الخطيب" يدعو أعضاء الأهلي لحضور ندوته الرسمية في الجزيرة

GMT 02:07 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الدولار الأحد في السوق السوداء الأحد

GMT 17:42 2014 الجمعة ,15 آب / أغسطس

حدوث هبوط أرضي في حي الكويت في السويس

GMT 14:50 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب يطلب زيادة تذاكرة في مواجهة غانا

GMT 20:56 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

إسبانيا تودع 2017 من دون خسارة وتحلم بنيل كأس العالم

GMT 10:06 2017 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد حلمي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل كوميدي

GMT 19:16 2015 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العثور على سلحفاة ضخمة نافقة على أحد شواطئ بلطيم

GMT 23:56 2013 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

الأميركية روفينيلي تمتلك أكبر مؤخرة في العالم
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon