توقيت القاهرة المحلي 16:16:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قراءة في تفاعلات غاز شرق المتوسط

  مصر اليوم -

قراءة في تفاعلات غاز شرق المتوسط

بقلم - هيثم العايدي

” .. إذا كان التهديد الإسرائيلي الذي جاء على لسان وزير الحرب الإسرائيلي افيجدور ليبرمان قد اعتبر أن لبنان بالكامل سيكون مستهدفا في أي حرب مقبلة فإن هذا التهديد قوبل برفض شديد على المستوى الرسمي اللبناني كما يضاف إلى هذا الرفض الرسمي تصريحات زعيم حزب الله التي اعتبر فيها أن “المعركة على الامتياز رقم 9 هي معركة كل لبنان” متوعدا باستهداف كل منشآت النفط والغاز في إسرائيل.”
 

أضافت التفاعلات المتصاعدة بين أطراف منطقة شرق المتوسط مزيدا من النذر بوقوع صراع متعدد الأطراف حيث تعزز التنافسات على احتياطيات الغاز الضخمة من الخلافات لتصل إلى حد التلويحات العسكرية.
فأولى هذه النذر جاءت من خلال تصاعد التصريحات بين إسرائيل ولبنان حيث يمتلك الأخير استنادا إلى عدد من الدراسات العلمية مواقع عدة في محاذاة الساحل اللبناني تحتوي على كميات مؤكدة من الغاز ما بين 25 ـ 80 تريليون قدم مكعب من الغاز مع تقديرات أخرى تضيف مليارا ونصف مليار برميل من النفط الخام.
ومع طرح لبنان عطاء للتنقيب في حقل للغاز بالبحر المتوسط سارعت إسرائيل الشهر الماضي إلى وصف الأمر بـ “الاستفزازي “محرضة الشركات العالمية على عدم تقديم عروض نظرا لأن هذا العطاء يخص حقلا للغاز يشمل الامتياز 9 الذي تعتبره إسرائيل ملكا خالصا لها وذلك قبل أن ينجح اللبنانيون في توقيع أول عقود التنقيب والإنتاج في منطقتي امتياز من بين خمس مناطق تم طرحها في العطاء وذلك مع كونسورتيوم يضم “توتال” الفرنسية و”إيني” الإيطالية و”نوفاتك” الروسية مع تعهد صدر من وزير الطاقة اللبناني، سيزار أبي خليل يوم الجمعة بأنه سيكون هناك تنقيب كامل في منطقة الامتياز البحرية رقم 9.
وجاء ذلك أيضا مع رفض لبناني لمقترحات أميركية حملها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الخميس تبعها لقاء القائم بأعمال مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد مع كبار المسؤولين اللبنانيين حيث تردد أن هذه القترحات تشمل خطا لترسيم الحدود البحرية اقترحته الولايات المتحدة في 2012. ويعطي هذا الخط لبنان نحو ثلثي مثلث بحري متنازع عليه تبلغ مساحته نحو 860 كيلومترا ويعطي إسرائيل نحو الثلث.
ووفقا لما نقلته الوكالة الوطنية للإعلام بلبنان فإن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أصر خلال اللقاء مع ساترفيلد على أنه يجب ترسيم الحدود البحرية عبر لجنة ثلاثية منبثقة عن اتفاق لوقف إطلاق النار في 1996.
وإذا كان التهديد الإسرائيلي الذي جاء على لسان وزير الحرب الإسرائيلي افيجدور ليبرمان قد اعتبر أن لبنان بالكامل سيكون مستهدفا في أي حرب مقبلة فإن هذا التهديد قوبل برفض شديد على المستوى الرسمي اللبناني كما يضاف إلى هذا الرفض الرسمي تصريحات زعيم حزب الله التي اعتبر فيها أن “المعركة على الامتياز رقم 9 هي معركة كل لبنان” متوعدا باستهداف كل منشآت النفط والغاز في إسرائيل.
وفي جانب آخر من الصراع يأتي الخلاف التاريخي بين تركيا وقبرص ليتصاعد بعد بدء انتاج مصر للغاز من حقل ظهر والذي بدأ التشغيل التجريبي لمرحلته الأولى في ديسمبر 2017 بمعدل إنتاج 350 مليون قدم مكعبة غاز يوميًّا يصل إلى أكثر من مليار قدم مكعب غاز يوميًّا قبل منتصف عام 2018 ويرتفع إلى 1.7 مليار قدم مكعب غاز يوميًّا بنهاية العام .. وباستكمال مراحل تنمية المشروع يصل الإنتاج إلى 2.7 مليار قدم مكعب غاز يوميًّا بنهاية عام 2019 ويمثل 50% من إنتاج مصر من الغاز.
فهذا الإنتاج العملاق والذي جاء كإحدى ثمار ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص دفع تركيا إلى الإعلان عن عدم رضاها عن هذا الترسيم بذريعة عدم إشراك جمهورية شمال قبرص التي لا تعترف بها سوى تركيا عنها حيث قال وزير الخارجية التركي إن بلاده تقدمت بطلب لرفض الاتفاقية بين مصر وقبرص باعتبار أنها “تنتهك الجرف القاري التركي وأكد أن تركيا والقبارصة الأتراك شددوا مرارا على عدم شرعية أنشطة القبارصة الروم المتعلقة بالتنقيب عن النفط في الجزيرة.
وقوبل هذا التصريح برد مصري شديد حيث قال المتحدث باسم الخارجية المصرية إن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص “لا يمكن لأي طرف أن ينازع في قانونيتها، حيث إنها تتسق وقواعد القانون الدولي وتم إيداعها كاتفاقية دولية في الأمم المتحدة.” وحذر الناطق من أي محاولة لـ “المساس أو الانتقاص من حقوق مصر السيادية في تلك المنطقة،” مؤكدا أن القاهرة تعتبر ذلك “أمرا مرفوضا وسيتم التصدي له”.
ومع منع تركيا اجراءات تنقيب قبرص عبر شركة ايطالية في الامتياز رقم 3 وذلك من خلال اقامة مناورات عسكرية في هذا المكان أمرت إيطاليا قواتها البحرية بنقل وحدة عسكرية تشكل جزءا من بعثة حلف (الناتو) إلى شرقي البحر الأبيض المتوسط لتكون على استعداد لتقديم المساعدة اللازمة للسفينة، والتنسيق مع الوحدات العسكرية الأوروبية الأخرى في المنطقة: الفرقاطة اليونانية والفرقاطة الإسبانية.
وفي ظل هذا التصاعد تبقى المنطقة على وتر مشدود حيث إن اندلاع أي صراع ينذر بتفجر صراعات أخرى تتغير فيها خرائط التحالفات .. فكل له كل الحق في حماية حقوقه في موارده الاقتصادية.

نقلا عن الوطن العمانيه

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قراءة في تفاعلات غاز شرق المتوسط قراءة في تفاعلات غاز شرق المتوسط



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon