توقيت القاهرة المحلي 03:00:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

للفساد.. ثقافته أيضاً

  مصر اليوم -

للفساد ثقافته أيضاً

بقلم - السعد المنهالي

مجرد «وشاية».. فقط كل الموضوع بدأ بوشاية باسم شاهد، فانقلبت الدنيا ولا تزال آلام سكان بلدة «أليندي» المكسيكية لم تقعد حتى الآن. وشاية قام بها أحد أفراد جهاز كان من المفترض أن يكون مُستأمناً، ما أدى إلى تعرض هذا الشاهد وعائلته وكل بلدته إلى انتقام دموي عُد مجزرة بمعنى الكلمة، عبر تصفيات جسدية وتدمير مساكن وأبنية عن بكرة أبيها، مخلفة خسائر بشرية بلغت 300 شخص بين قتيل ومفقود. تعد عصابة «زيتاس» من أسوأ عصابات المافيا في المكسيك، رغم أنها ليست الأكبر، فإن أسلوبها في قتل وحرق وتقطيع معارضيها وأعدائها، جعل منها العصابة الأشد عنفاً ووحشية، ولهذا فقد ظلت عصية على الاختراق حتى من قبل جهاز مكافحة المخدرات الأميركية.

ورغم كل ذلك، تمكنت الأخيرة من الحصول على معلومة حول الرقم التعريفي لهاتف أحد زعماء العصابة، ما مكنهم من تتبع مكالماته، غير أن اسم هذا الشخص المتعاون، لم يكن محل السرية المفترضة والواجب الالتزام بها في الجهات الرقابية والمحاسبة، فتم تسريبه لوحدة شرطة مكسيكية كان الفساد يضرب بها! وما إن وصل الخبر للعصابة، حتى حدث ما حدث. مجرد وشاية من فرد يعمل في جهاز مفترض فيه أنه يحمي المتعاونين معه في الكشف عن التجاوزات القانونية، كان بمثابة القنبلة التي أودت بحياة بلدة، بل وبمستقبل أجيالها.

الاختراقات القانونية آفة لا يخلو منها أي مكان وأي وسط بل وأي دولة، لكونها سلوكاً بشرياً وارداً، فما الشر المتمكن من بعض الناس واستعدادهم لفعل أي شي في سبيل تحقيق مصالحهم والحصول على ملذاتهم إلا واقع طبيعي حولنا، وما سن القوانين وفرض أشكال التعزير والعقاب، إلا محاولة لردعهم، غير أن بعض هؤلاء الأشرار وبسبب نفوذهم تصبح شرورهم أطول ديمومة وأشد بأساً، كونهم محميين بشكل أو بآخر، ولذا أقرت دول كثيرة في العالم قانون «حماية الشهود» الذي يمنع تسريب أي معلومة عن الشهود، ويعمل على ضمان سلامة من شارك في كشف جرائم وثبت أنه مهدد في سلامته الجسدية، بل وتحت أي شكل من أشكال الترهيب، وذلك كإجراء ضروري لتعزيز ثقافة الشفافية والاستقامة مقابل ثقافة الفساد.

***

في فبراير عام 2006 صدقت دولة الإمارات العربية المتحدة على اتفاقية مكافحة الفساد التي نصت في أحد بنودها: أن تتخذ كل دولة التدابير المناسبة لتوفير حماية فعالة للشهود والخبراء الذين يدلون بشهادة تتعلق بأفعال غير قانونية، بل وحتى حماية أقاربهم وسائر الأشخاص وثيقي الصلة بهم عند الاقتضاء من أي انتقام أو ترهيب محتمل.

عن الاتحاد الاماراتيه

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

للفساد ثقافته أيضاً للفساد ثقافته أيضاً



GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

GMT 19:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أزمة الضمير الرياضي

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 17:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره
  مصر اليوم - النوم الجيد يطيل حياة الإنسان ويضيف سنوات لعمره

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon