بقلم - أحمد عبد الحكم
البيان الذى صدر عن الاجتماع الرباعى بين مصر والسودان الخميس الماضى.. يؤكد مجددا أن ما بين البلدين من وشائج وروابط لا يمكن أن تنفصل مهما علت الأعاصير واشتدت الأنواء.. الظرف التاريخى الذى تمر به المنطقة العربية التى يتكالب عليها العالم بأسره تحتم على مختلف الأطراف التمسك بالتعاون والبعد عن كل ما يزيد الفرقة أو ينكأ الجراح أو يتيح الفرصة للمتربصين الطامعين فى الوثوب إلى مكامن الضعف فى جسد الأمة العربية. أو اللعب على أوتار ما بينها من خلافات واختلافات فى وجهات النظر.السنوات السبع الماضية التى أعقبت «ثورات الفوضى» كشفت أبعاد المخطط الكبير لإعادة تقسيم الأرض والنفوذ والثروات.. لتظل الدول العربية مجرد بنكنوت لشراء معظم إنتاج مصانع السلاح لاستخدامها فى حروب بينية لا منتصر فيها ولا مهزوم إلا العرب أنفسهم.. ما بين السودان ومصر لا يمكن أن يعكر صفوه سحابات عابرة ولا مشكلات طارئة.. العلاقات بين البلدين وصلت ذروتها بتوقيع الاتفاقيات الأربع عام 2004 وهى حرية الدخول والخروج والتنقل والعمل والتملك. لكن بعض التفاصيل عطلت تنفيذ عدد من البنود.. أذكر أنه حينما عرضت الاتفاقيات على مجلس الشعب.. كانت قاعة النواب تضج بالتصفيق والهتاف لحياة البلدين والعلاقات المتجذرة بين الشعبين.. وكانت المطالب وقتها الاسراع بتنفيذ جميع الاتفاقيات لتعود مصر والسودان كما كانتا بلدا واحدا وأرضا لا تفصلهم حدود سياسية.. الآن الجميع استوعب الدرس.. الخطر محدق والعدو يدق الباب.. وليس لدى أى طرف رفاهية إضاعة الوقت وتسليم المفاتيح لطرف ثالث مترصد.. إذا أراد البلدان صفحة جديدة ـ وقد بدأ ـ بالفعل ـ ففى تطبيق الحريات الأربع مخرج آمن من كل ما يهدد العلاقات من أزمات حالة أو محتملة.
نقلا عن الاهرام القاهريه