توقيت القاهرة المحلي 13:39:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

بل تجب مقاومة فكر «الإخوان» في أي ظرف

  مصر اليوم -

بل تجب مقاومة فكر «الإخوان» في أي ظرف

بقلم : أحمد الحناكي

 يقيني أن الدكتور عبدالمحسن هلال خانه التعبير في تغريدته التالية: «كنت من مناوئي فكر الإخوان والصحوة وهم في عز سطوتهم وتغولهم في المناصب الحكومية، وتبعا أوذيت في ديني وعرضي وعملي، لكن اليوم فضلت الصمت، فمن خوارم المروءة مهاجمة من لا يمكنه الرد عليك بانتظار فتح المنابر لنشر الإسلام الصحيح ومقاومة حصره في مذهب (رأي) مدرسة واحدة».

فإذا كنت مقتنعا يا دكتور بتغول الإخوان وفشل سياستهم وتناقضاتهم مع الإسلام الصحيح؛ فما الذي يدعوك يا ترى للصمت؟ تقول إنه لا يمكن مهاجمة من لا يمكنه الرد، وهل الفكر شخصاً لكي تتوقف عن مقارعته نتيجة لوضعه الظرفي؟ ثم إن رد الفعل على تغريدتك توضح أن الفكر الإخواني لا يزال قوياً وطاغياً، ومقاومته مسألة حتمية لا مناص منها.

عندما ننتقد الفكر، أي فكر كان نرى أنه خاطئ أو فاسد أو خبيث أو منحرف، فإننا ننبه الآخرين أو المنجرفين مع هذا الفكر لكي لا يقعوا في أسره.

ليس المطلوب أن نهاجم الأشخاص ممن يحملون آراءً أو أفكاراً مخالفةً، ولكن يجب التصدي لأي منها إذا كانت شاذة أو منحرفة، مهما كان وضع متبنيها، من دون «الشخصنة» ومن دون «ذكر الأسماء».

في قضايا الفساد على سبيل المثال، تحدث كثيرون عنه منتقدينه طبعاً، وأحياناً يتم ذكر اسم من هنا أو هناك، لكن الصمت عن الأسماء أو ذكرها لم يمنع الاستمرار بانتقاد الفساد، وإذا كانت مضار الفساد بمعظمها مالية، وطبعا قد تمتد إلى ما هو أخطر، إلا أن خطورة الأفكار أنها تصل لحد الإرهاب وقمع الحريات، وبالتالي لِمَ نصمت عن هؤلاء بينما نستمر في حملتنا على الفساد؟

قضية الجنوح للمثالية في قضايا الاختلاف في الرأي تذكرنا بالخلاف حول الديموقراطية ومفهوم الحرية والجدل حول السماح للأحزاب المتطرفة بالانخراط في الانتخابات، وهو خطيئة ترتكبها الدول الغربية مع اليقين بأنهم الآن قد أدركوا خطورة ذلك، مع فارق كبير هو أنهم في الغرب يحمون حرية الرأي، فضلا عن أن شماعة التكفير ليست موجودة في قاموس الديموقراطية، فليس من المنطق منح مساحة حرية لمن يقاتل لطمسها، فهي تتعارض مع ما يؤمن به تماما.

وبرأيي، لو أننا عملنا بمنطق الدكتور هلال لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه الآن من اكتشاف خطورة فكر الإخوان، أو غيره من الأفكار التي تدين بولائها لغير الوطن وتريد الرجوع بنا إلى عصور قديمة، ويا ليتها تهدف مفهوم الإسلام الذي نعرفه، ولكنه إسلام مفصل لهم يحللون به الحرام ويحرمون الحلال، وما أردت توضيحه ألا هدنة ولا مسايرة أو مجاملة لهذه الأفكار التي تريد أن تقودنا إلى غيبوبة لم نفق منها بعد.

الدكتور عبدالمحسن استدرك أو أردف في تغريدة لاحقة أن القصد هو اعتراضه على مبدأ عملية القمع الفكري، سواء للإخوان أم غيرهم ممن أسماهم الوطنيين الجدد، وعلى رغم أنني أتفق معه في ذلك، إلا أنني أعود وأكرر أن ذلك بالنسبة للأشخاص وليس فكرهم.

النقطة التي لم يشر إليها الدكتور، هي أن الممارسات التي حدثت ضده لا يمكن صدورها إلا من فكر أحادي متطرف، وذكره أنه توقف لا يوازي ما كانوا يصنعوه، فهو توقف عن الحوار مع الفكر، بينما هم كانوا يحاربون الأفكار الأخرى ويؤلبون عليها ويستقصدون صاحبها ويكفرونه، فشتان بين الأمرين.

يجب التسليم في النهاية أن أي فكر يؤدي إلى أي انقسام أو بلبلة أو تفتت أو عنصرية، مرفوض قطعيا من أي مجتمع أو دولة تريد أن يعيش شعبها في سلام وأمان وأن تصل إلى مصاف الدول المتقدمة.

نقلاً عن الحياه اللندنية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بل تجب مقاومة فكر «الإخوان» في أي ظرف بل تجب مقاومة فكر «الإخوان» في أي ظرف



GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

GMT 03:41 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

برنامج «إنجيل» متهم بالإبادة الجماعية

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه

GMT 04:36 2020 الخميس ,20 شباط / فبراير

ابن الفنان عمرو سعد يكشف حقيقة انفصال والديه

GMT 04:46 2019 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

هنا الزاهد بإطلالة جريئة في أحدث ظهور لها

GMT 09:51 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

"أدنوك أبوظبي" يحتفل باليوم الوطني للإمارات

GMT 18:05 2019 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

"ويفا" يُعلن طرح مليون تذكرة إضافية لجمهور "يورو 2020"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon