توقيت القاهرة المحلي 07:15:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يجب الاقتداء بالغرب؟

  مصر اليوم -

هل يجب الاقتداء بالغرب

بقلم : بشرى فيصل السباعي

 تصور الموقف التالي: طالب يقول لصاحبه إنهما يجب أن يسألا الطالب المتفوق الذي يحقق أقصى درجات التفوق بكل المواد، بينما هما باستمرار فاشلان ومتأخران بكل المواد لكي يعرفا الأنماط القيمية والسلوكية التي بتطبيقها حقق هذا التفوق، فيرد عليه صاحبه بتسفيه اقتراحه؛ معللا ذلك بأن هذا المتفوق لا يصلي، وصحيح أنهما يقومان بالسرقة، ويكذبان ويغشان في الامتحان ويمارسان البلطجة «التنمر» والتحرش وأنواع الاعتداءات بحق الآخرين، لكن لمجرد كونهما يصليان وإن كانت صلاتهما غير خاشعة ولا أثر لها في سلوكهما بينما المتفوق لا يصلي فهذا يعني أن كل أنماط المتفوق سيئة، وكل أنماطهما صالحة، هذا المثال الرمزي يلخص عقدة ثقافة معاداة العصر الحديث وثقافته الحضارية العالمية التوافقية؛ لأن الغرب كان رائدها والتي جعلت المسلمين يستكبرون على ما يعالج أدواءهم التي تبدو أعراضها المرضية واضحة من تصدرهم لقوائم الفساد المالي والتخلف التنموي وأعداد اللاجئين من الحروب والفقر وكل أنواع المؤشرات السلبية، فللأسف كنوع من الدفاع عن غرور الأنا الجماعي أوهم كثيرون أنفسهم أن مجرد كون الغرب لديه مساوئ أخلاقية وعقائدية معينة فهذا يعني أن كل ثقافتهم سيئة ويجب التكبر عليها ومحاربتها.

وأننا رغم كل الفساد والحروب والإرهاب والتخلف الحضاري والعلمي والتكنولوجي أفضل منهم ويجب ألا نقتدي بشيء من مثالياتهم التي أورثتهم التفوق، والثقافة هي المرجعية الفكرية النفسية القيمية السلوكية التي تصوغ أنماط سلوك المنتمين إليها، ومما لا شك فيه أن التفوق التنموي والحضاري والعلمي والتكنولوجي الغربي في مقابل تخلفنا يدل على أن لديهم أنماطا ثقافية قيمية سلوكية مثالية ونحتاج لأن نقتدي بها، متجاوزين خطاب عنتريات إطراء غرور الأنا المتضخم النرجسي الفارغ كالطبل، وهذه الدعوة للاقتداء بالفضائل القيمية الأخلاقية الفكرية السلوكية للغرب التي أورثتهم هذا التفوق يؤيدها الحديث النبوي؛ ففي صحيح مسلم (قال المستورد القرشي عند عمرو بن العاص سمعت رسول الله يقول: تقوم الساعة والروم أكثر الناس-أي أعظم الناس، فقال له عمرو: أبصر ما تقول، قال: أقول ما سمعت من رسول الله، قال: لئن قلت ذلك إن فيهم لخصالا أربعا: إنهم لأحلم الناس عند فتنة، وأسرعهم إفاقة بعد مصيبة، وأوشكهم كرة بعد فرة، وخيرهم لمسكين ويتيم وضعيف، وخامسة حسنة جميلة؛ وأمنعهم من ظلم الملوك).

هل طالعتم خبر استقالة عضو مجلس اللوردات البريطاني مايكل باتيس بسبب حضوره للجلسة متأخرا بخمس دقائق؟ قائلا إنه «يشعر بالخزي من نفسه».

 نقلا عن عكاظ السعودي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يجب الاقتداء بالغرب هل يجب الاقتداء بالغرب



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 12:08 2020 الثلاثاء ,21 إبريل / نيسان

خسائر خام برنت تتفاقم إلى 24% في هذه اللحظات

GMT 17:36 2020 الأحد ,12 إبريل / نيسان

الصين تعلن تسجيل 99 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 12:34 2020 الأربعاء ,08 إبريل / نيسان

شنط ماركات رجالية لم تعد حكرا على النساء
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon