توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النسيان !

  مصر اليوم -

النسيان

بقلم - عايدة رزق

 نتكلم كثيراً عن النسيان خلال فترتين فى حياتنا.. فترة الامتحانات.. وفترة الشيخوخة.. فعندما نتقدم فى العمر ننسى أشياء كثيرة.. ننسى أين وضعنا سلسلة المفاتيح.. ونبحث معظم الوقت عن النظارة.. نتذكر بصعوبة الأسماء.. وتختفى من أذهاننا أغلب الأرقام والتواريخ.. ويخبرنا الأطباء بأن النسيان إذا جاء مع الشيخوخة فليس هناك ما يزعج.. ففى أواخر أيام الشاعر الاسكتلندى «والترسكوت».. لم ينزعج أصدقاؤه حين أنشدوا له إحدى قصائده فأعجبته وسأل عن ناظمها.. أعتبروا الأمر طبيعيا.. فالرجل يعيش مرحلة الشيخوخة حيث الذاكرة تخون ولا تسعف.. ويروى عن العالم السويدى «لينيه» أنه قبل وفاته كان يقرأ بجوار النافذة إحدى مؤلفاته ثم صاح : «ما أبدع هذا ليتنى كنت الكاتب».. إذن النسيان فى فترة الشيخوخة لا يعد مشكلة..

ولكنه يصبح مشكلة إذا جاء قبل الأوان.. وهنا اختلف الأطباء فى أسبابه.. فذهب البعض إلى أن ازدحام الذهن بعدة أمور فى آن واحد يسبب النسيان.. فإذا لم تطرد الذكريات مثيلتها فهى على الأقل تعوقها عن الظهور.. كذلك التشبع يسبب النسيان.. فحين يمتلأ الذهن بكلمات وأقوال وأسماء وتواريخ وأحداث تافهة وجسيمة وتفاصيل صغيرة وكبيرة ووجوه وأشكال يصبح كالمخزن الذى امتلأ بأشياء فاقت حجمه فتراكمت فوق بعضها البعض.. فكيف بعد كل ذلك نستطيع أن نستعيد شيئا منه ؟.. أيضا قد يحدث النسيان بسبب التعب والارهاق.. وهذا ما أدركه «أبو تمام» الذى كان عليما بأسباب النسيان حين نصح صديقه قائلا : «لكى تحفظ المعلومات ولا تنساها.. تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صفو من الغيوم».. أيضا يصبح النسيان مشكلة إذا كنت طالبا وتجلس أمام ورقة الأسئلة فى لجنة امتحان.. ولا تلوم سوى نفسك.. فقد سهرت طوال الليل تذاكر فى اللحظات الأخيرة.. وجئت فى الصباح مجهداً متعباً متجاهلاً كل القوانين الخاصة بالذاكرة والتى قد يفيدك قراءتها فى كتاب النسيان للدكتور «أحمد فؤاد الأهواني».

ويبقى القول أن النسيان إذا حدث للإنسان فقد يرحمه من تذكر الأحداث المؤلمة والهزائم التى لحقت به فى حياته.. ولكنه حين يحدث للشعوب فتلك هى الكارثة !


نقلا عن الاهرام القاهرية

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النسيان النسيان



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 03:33 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

عمرو يوسف يتحدث عن "شِقو" يكشف سراً عن كندة علوش
  مصر اليوم - عمرو يوسف يتحدث عن شِقو يكشف سراً عن كندة علوش

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل

GMT 05:07 2021 الجمعة ,29 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تكشف عن كمية القهوة لحياة صحية مديدة

GMT 11:21 2021 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

وزيرة الصحة المصرية تؤكد حرص مصر على دعم لبنان ومساندته
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon