عمان ـ بترا
حذرت الأمم المتحدة اليوم الاحد من أن كارثة صحية واسعة النطاق تتشكل على نحو سريع في قطاع غزة كنتيجة مباشرة لاستمرار العدوان الاسرائيلي على غزة.
وأعرب المنسق الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة جيمس راولي، ومدير عمليات وكالة الأونروا في قطاع غزة روبرت تيرنر، والقائم بأعمال رئيس مكتب عمليات منظمة الصحة العالمية في الضفة الغربية وغزة الدكتور أمبروجيو ماننتي، “عن بالغ القلق حيال نقص الحماية للعاملين الصحيين والمنشآت الصحية، وتدهور فرص الوصول لخدمات الطوارئ الصحية أمام 8ر1 مليون فلسطيني في القطاع”.
ووجه المسؤولون الثلاثة “التحية للعاملين الصحيين في غزة لعملهم بلا كلل في ظل ظروف خطيرة وصعبة لمواصلة تقديم الرعاية الصحية التي تمس الحاجة إليها”.
وحذر راولي وفق بيان مشترك صدر اليوم الاحد وحصلت (بترا) على نسخة منه “من أننا ننظر الآن إلى كارثة صحية وإنسانية.. لا بد أن يتوقف القتال فوراً”.
واوضح البيان ان الخدمات والمنشآت الصحية في غزة على وشك الانهيار بعد مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على الصراع العنيف، اذ تعرَّض ثلث المستشفيات، و14 عيادة للرعاية الصحية الأولية و29 سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني ووزارة الصحة للضرر خلال القتال.
ولقي خمسة عاملين صحيين على الأقل مصرعهم أثناء قيامهم بواجبهم وأصيب العشرات منهم، ويعجز 40 بالمئة على الأقل من العاملين الصحيين عن الوصول إلى أماكن عملهم بالعيادات والمستشفيات جراء انتشار العنف على نطاق واسع. وأُغلِق على الأقل نصف عيادات الرعاية الصحية الأولية العمومية بحسب البيان.
ولفت البيان الى تلقى العاملون الصحيون في مستشفيي النجار برفح والشفاء في مدينة غزة مكالمات من مجهولين تحذرهم من هجمات وشيكة، وهو ما سبب فزعاً كبيراً واضطراباً بين المرضى والعاملين الصحيين. وتم إجلاء مستشفى النجار، التي لا تزال مغلقة بسبب القتال الدائر على مقربة منها.
أما المستشفيات والعيادات التي ما تزال تعمل فتعج بالمصابين؛ بحسب البيان الذي قال “أصيب منذ 7 تموز أكثر من 8000 شخص، كثيرون منهم إصاباتهم خطيرة. ونفدت تقريباً المستلزمات الطبية الحيوية من الأدوية والأصناف التي تستعمل مرة واحدة، وأدى تضرر إمدادات الطاقة أو تدميرها إلى لجوء المستشفيات إلى مولدات الطاقة الاحتياطية التي لا يمكن الاعتماد عليها”، مشيرا الى تكدس أعداد كبيرة من المصابين والباحثين عن الأمان داخل مستشفى الشفاء وفي محيطه، باعتباره مستشفى الإحالة الرئيسي في قطاع غزة.
وقال الدكتور ماننتي “لقد تأثرت بشدة القدرة على توفير الرعاية الصحية الضرورية ويعرض هذا الوضع مئات الآلاف من الفلسطينيين لخطر لا مبرر له”..هناك 460 ألف نازح يكتظون في المدارس، أو في أماكن إيواء مؤقتة مع أقربائهم، ويفرض هذا الوضع، الذي يترافق مع نقص في المياه، مخاطر جسيمة بتفشي الأمراض المنقولة بالمياه والأمراض السارية.
وقال تيرنر “يعيش مئات الآلاف في ظل ظروف رهيبة، ما يدفع بقدرة الأونروا على المواجهة إلى أقصى مستوياتها”.
وأكد راولي أن “القانون الدولي يفرض التزامات واضحة على أطراف الصراع لحماية وضعية المستشفيات والمنشآت الصحية باعتبارها كيانات محمية، واحترام وضعية العاملين الصحيين وضمان حمايتهم، وحماية المدنيين، واحترام الحق في الصحة كحق أصيل من حقوق الإنسان”.


أرسل تعليقك