القاهرة - محمود حساني
أعلنت وزارة الدفاع الروسية على لسان قائد الأسطول البحري الحربي، الأميرال فلاديمير كوروليوف ،أن روسيا ومصر ستجريان مناورات بحرية مشتركة في عام 2016، وقال كورليوف في تصريحات صحافية له، على هامش مؤتمر في مدينة بطرسبورغ، إن الأسطول البحري الحربي الروسي سيشارك حتى نهاية العام الجارية في سلسلة من المناورات والتدريبات الدولية، ومنها "التعاون البحري -2016" مع الصين، و"جسر الصداقة - 2016" مع مصر، و"إنديرا - 2016" مع الهند.
وأضاف أن سفن وغواصات الأسطول البحري الحربي الروسي ستشارك حنى نهاية السنة الحالية في أكثر من 40 مناورة تكتيكية مختلفة، وأوضح عدد من الخبراء العسكريين، أن المناورة المُقرر إجراؤها بين البلدين في البحر المتوسط، من المُقرر أن تعتمد على سفن بحرية تابعتين للبحرية الروسية والمصرية، بجانب عمليات من الدعم الجوي لحماية الممرات البحرية من التهديدات التي تحيق بها، كما ستعمل السفن أيضًا على تنظيم كل أنواع الحماية والدفاع في البحر والتدريب على إطلاق النار.
واتفق الخبراء، على أن الهدف من تلك المناورة، مساعدة الجيش المصري كي يكون مسلحًا ومجهزًا بدرجة عالية من الفاعلية والمناورات سواء السلمية أو الحربية، ومن المُقرر أن تستمر تلك المناورة عدة أيام في المياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط ناحية سواحل الإسكندرية.
وتعد المناورات البحرية الروسية المصرية القادمة هي الثانية من نوعها بين البلدين، بعد مناورة "جسر الصداقة 2015 " ، التي انطلقت في 9 حزيران/يونيه الماضي واستمرت عدة أيام في المياه الإقليمية المصرية في البحر المتوسط في ناحية سواحل الإسكندرية.
ومثلت الجانب الروسي في المناورات 5 سفن وعلى رأسها طراد "موسكو" الصاروخي، بينما مثلت الجانب المصري فرقاطتا "طابا" و"دمياط"، والزورقان الصاروخيان "25 نيسان/أبريل" و"18 حزيران/يونيو"، وناقلة الوقود "شلاتين.
ومنذ أن تسلَم الرئيس عبدالفتاح السيسى منصبه فى أيار/مايو 2014، عززت روسيا ومصر تعاونهما وخصوصا فى المجال العسكرى ، لا سيما أن العلاقات بين واشنطن والقاهرة ، شهدت توتراً كبيراً خلال السنوات الأخيرة ، على خلفية عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي بعد أحداث 30 يونيه /حزيران 2013 .
وفي عام 2014 ، وقعت مصر اتفاقية لاستيراد أسلحة روسية بقيمة 3.5 مليار دولار، وتقدر قيمة صفقة الصواريخ المضادة للطائرات "أنتي – 2500" بـ500 مليون دولار، لتحصل على أسلحة روسية متنوعة ما بين هجومية وقتالية ودفاعية، أبرزها صواريخ "S300"وطائرات "ميج 29 إم" و"ميج 35 "، ومقاتلات "سو 30"، وزوارق صواريخ وقاذفات آر بي جي، ودبابة "تي 90".
ويقول الخبير العسكري والإستراتيجي ، ونائب مدير مركز الدراسات العسكرية ، اللواء محمود خيرت ، أن مناورة البحرية المشتركة بين مصر وروسيا المقرر إجرائها نهاية العام الجاري ، تحقق إستفادة مزدوجة لكلاً من البلدين ، فمصر تحاول من خلالها أن ترتقي بالمستوى العسكري والحربي للقوات المسلحة والجيش إلى أرقى درجات الاستعداد القتالي من خلال التدريب مع والتعرف على أحدث أنواع الأسلحة الجديدة.
وأضاف اللواء محمود خيرت ، كما إن روسيا ستحقق إستفادة كبيرة من المناورة المقبلة، حيث يهمها التواجد في البحر المتوسط بصفة دائمة ، لأنها ليس لها موانئ على البحر المتوسط، فمن خلال هذه المناورة يمكن أن تسمح لها مصر بوجود نقطة ارتكاز لها، بتغيير قطع غيار للسفن الخاصة بها وإعادة التموين بالوقود والغذاء والحالات الطبية ، كما أنها تساهم في تعزيز التعاون العسكري بين البلدين .
ويرى الخبير العسكري ، اللواء طلعت مسلم ، أن المناورة البحرية المقبلة بين مصر وروسيا ، لها أهمية كبيرة ، حيث من شأنها أن تساهم في تعزيز قدرات مصر على مواجهة التطرف ، حيث ستضمن تبادل الخبرات والأسلحة العسكرية بين الجانبين ، متوقعاً أن تشهد السنوات المقبلة استئناف التعاون العسكري بين البلدين كما كان سائداً قبل عام 1972 .


أرسل تعليقك