شهد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، ونظيره القبرصي نيكوس أناستاسيادس، ورئيس وزراء اليونان "أليكسيس تسيبراس"، اليوم الأربعاء، توقيع اتفاقيات تعاون مشتركة في مجالات عدة مثل الصناعة والتجارة.
ووقع وزير الخارجية سامح شكري بالنيابة عن مصر مذكرة تعاون بشأن التعاون الجمركي الفني فيما وقعها عن جمهورية اليونان جورج بتسيدس رئيس الهيئة للإيرادات العامة وعن قبرص ديميتريس حقوشتيس مدير سلطات الجمارك.
كما وقع وزير الخارجية مذكرة تعاون في مجال التعليم مع نظيريه اليوناني نيكوس كوتزياس والقبرصي نيكوس خريستودوليديس.
وبدوره، وقع عمرو نصار وزير التجارة والصناعة مذكرة تعاون في مجال المشروعات الصغيرة وريادة الأعمال مع وزير الخارجية اليوناني "نيكوس كوتزياس" ووزير الطاقة والتجارة القبرصي يورجوس لاكتوبريس.
ووقعت وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي سحر نصر مذكرة تعاون بين كل من الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة في مصر ومؤسسة "انتربرايز بلس إس إيه" في اليونان مع الوكالة القبرصية لتشجيع الاستثمار في قبرص ومع الرئيس الاستشاري لمؤسسة "انتربرايز" باليونان بريفوريس استرجوليس، مع رئيس وكالة "انفست سايبروس" ميخاليس ميخائيل بقبرص.
وأعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن ثقته في أن القمة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية، ستمثل دائمًا حصنًا منيعًا في مواجهة التحديات المتصاعدة وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذى يسعى لتحقيق أهدافه باسم الدين سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية فضلاً عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.
وقال السيسي، في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحافي للقمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت اليونانية- أن التطورات الجارية في المنطقة استأثرت بجزء هام من المباحثات حيث ناقشنا سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التي تحيط بالواقع الإقليمي مع تأكيد أهمية اضطلاع الأطراف الإقليمية والدولية كافةً بمسئولياتها في هذا الصدد من أجل تجنيب المنطقة الأخطار التي تحيق بها، وذلك من خلال احترام المبادئ المستقرة بين الدول، وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك، في إطار من سعة الأفق ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمى للنزاعات، كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط.
وقال "إن القمة الثلاثية شهدت تقاربًا معهودًا في الرؤى تجاه القضايا والأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع في كل من سورية وليبيا، فلا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسيًا، وتلبية طموحات الشعوب في مستقبل أفضل، وبما يفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التي تستغل تلك الأزمات للنيل من دول المنطقة وترويع الشعوب مستندين في ذلك إلى ما يتلقونه من دعم مالي وسيأسى ولوجستي من بعض الأطراف التي لا تتردد في الخروج عن القوانين والأعراف الدولية.
ووجه الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس، الشكر لمصر واليونان على دعمهما لقبرص حتى يتم حل عادل وشامل للقضية القبرصية.
وأكد أناستاسيادس، في سياق متصل، في كلمته خلال القمة الثلاثية، على دور مصر المهم في مجال مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، مضيفا أن مصر تمر بهذه المشكلة دون إدراك من العالم لما تعانيه وهي تؤدي دورها في هذا الخصوص؛ منوها إلى أن هذا يتم تقديره من جانب الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء، قائلًا إنه لابد أن يكون هناك مؤتمر بين العالم العربي والاتحاد الأوروبي وأن تكون هناك مبادرات تساعد مصر لأن تكون محورًا أساسيًا للاستقرار في المنطقة، موضحًا أن المذكرات التي تم توقيعها تدل على عمق الترابط فيما بيننا.
وأشار إلى نقاط تعاون أخرى مثل موضوع اليونانيين بالخارج والمتواجدين في مصر، علاوة على موضوع آخر يمثل أهمية خاصة وهو أن يكون هناك فائض من الكهرباء في بلادنا، وجدد شكره للرئيس عبدالفتاح السيسي ورئيس الوزراء اليوناني على هذا التعاون المثمر في مجال العلاقات الثنائية بيننا والثلاثية.
وقال رئيس وزراء اليونان أليكسيس تسيبراس "إن بلاده تدعم الحوار بين مصر والاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن مصر تحتل مكانة كبيرة لدى دول الاتحاد، مضيفًا أنه تم بحث سبل التعاون المشترك بين مصر وقبرص واليونان في مجال التعليم والاقتصاد، كما تمت مناقشة موضوع اليونانيين المقيمين في مصر".
وأكد تسيبراس، أهمية وجود استثمارات قبرصية ويونانية في محور قناة السويس الجديدة، وقال إنه تمت كذلك مناقشة سبل تعزيز التعاون على الجانب الإلكتروني.
وشدد على ضرورة إنشاء قاعدة للتعاون بين البلدان الثلاث في قبرص، متمنيا أن يكون لجمال جزيرة قبرص دور كبير في هذا التعاون الذي يتم تعميقه وتوسيعه لصالح الاستقرار والسلام في المنطقة بأسرها
أرسل تعليقك