أبدى عدد من الخبراء والمتخصصين حالة تفاؤل شابها ترقب حذر بمخرجات مؤتمر باليرمو، الذي استضافته إيطاليا، وعبروا لـ"مصر اليوم" عن تقييماتهم للوثيقة الختامية الصادرة عن المؤتمر، مشددين على ضرورة السعي لتسوية الأزمة وتوحيد الفرقاء الليبيين.
وقال مساعد وزير الخارجية الأسبق والسفير المصري السابق في ليبيا السفير هاني خلاف، لـ"مصر اليوم"، إن قمة باليرمو لايزال يشوبها الكثير من الملاحظات بشأنها ، ولكن في الأخير الوثيقة الختامية لها نستطيع أن نصفها بـ"الجيدة"، وأنها أشارت بوضوح إلى وجوب استحقاق انتخابي منتصف العام المقبل، وتدشين مؤتمر وطني جامع.
وأضاف: أن المشاركة المصرية في تلك القمة من جانب الرئيس عبدالفتاح السيسي كانت مهمة وتشير إلى صدق نواياه في تسوية الأزمات بجارة مصر الغربية، كما أنها تدفع في اتجاه التأكيد على أهمية وجود جيش ليبي متماسك ووطني.
واستضافت مدينة باليرمو الإيطالية، الإثنين و الثلاثاء، مؤتمرًا دوليًا بشأن الأزمة الليبية، حضره أطراف ليبية وإقليمية ودولية، وأكد المشاركون في المؤتمر على أهمية إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في ليبيا في ربيع 2019، بحسب توصيات مسودة البيان الختامي للمؤتمر، الذي شارك فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي، ودول الجوار الليبي، وفرنسا والإمارات وقطر.
وشدد البيان الختامي على ضرورة إعداد الإطار الدستوري لإجراء انتخابات، وضمنه استفتاء على مشروع دستور، ودعم المؤتمر الوطني للأمم المتحدة، ودعم تشكيل جيش موحد تحت قيادة مدنية.
و أعلن الناطق الرسمي باسم القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية العميد أحمد المسماري أن زيارة حفتر إلى باليرمو الإيطالية، كانت ذو طابع أمني بحت.
وتابع: منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة منوط به الرئيس المنتخب من قبل الشعب"، مؤكدًا أن "الشعب الليبي لن يقبل إلا برئيس منتخب تسند إليه مهام القائد الأعلى للقوات المسلحة، فهي من اختصاصات الرئيس فقط والقيادة العامة للجيش الليبي تسعى إلى تحقيق الديمقراطية ومدنية الدولة.
و أيّدت عضو معهد البحوث العلوم السياسية جامعه القاهرة أميرة عبد العليم، الإجراءات الرامية إلى لم الشمل الليبي، وإنهاء حالة الصراع والنزاعات التي اشتعلت مؤخرًا على الأراضي الليبية، لتصف الوضع هناك بـ"المعقد والمشتابك"، والذي تتداخل فيه أكثر من جهة لإنهاء الصراعات وتسوية الأزمات.
وأضافت لـ"مصر اليوم" أن السبب الرئيسي وراء مؤتمر باليرمو، هو سعي الأطراف الخارجية للتعامل مع المسألة الليبية بما يحد من مخاطر التطرف والهجرة غير الشرعية، فالنزاعات هناك لها تداعيات خطيرة على الأمن الدولي والإقليمي، في منطقة الشمال والساحل الأفريقي.
وتابعت: يجب الاستقرار على مبادرة سلام أيًا كانت شعارها أو الدولة التي دشنتها، ولتكن باليرمو الأخيرة، وتسعى من خلالها الأمم المتحدة والجامعة العربية والإتحاد الإفريقي، إلى مد اليد وعدم إقصاء تيار ليبي، واعتماد سياسة الحوار، وإعطاء دفعة جديدة للتفاوض الذي أراه السبيل الوحيد للخروج من الانسداد الحالي، مع استبعاد الخيار العسكري.
واختتمت بأنها تريد تعظيم دور الإتحاد الإفريقي في تسوية الأزمة الليبية، وأن يكون له بصمة واضحة في تنفيذ المبادرات وتوحيد الفرقاء الليبيين، مطالبة الأطراف الدولية الفاعلة بتوحيد قراراتها وأن يضعوا في اعتبارهم رغبة حقيقية لتسوية الأزمة، لتجنيب ليبيا مزيد من الويلات، وتجنيب أنفسهم الآثار السلبية لذلك.
يذكر أنه قد جاء في المسودة الختامية عن المؤتمر أنه «لا حل عسكريا فى ليبيا، والاتفاق السياسي هو الإطار الوحيد المتاح لإنجاز مسار شامل ودائم من أجل تحقيق الاستقرار الكامل»، ودعت المسودة إلى «المتابعة عن كثب وتقييم تطبيق الالتزامات المتخذة فى المؤتمر الدولي المرتقب بشأن ليبيا، وأهمية إنجاز الإطار الدستوري والعملية الانتخابية في ربيع 2019»، وحثت على توطيد سيادة القانون في ليبيا، وضمان أمن مواطنيها إزاء كل التهديدات بما فيها التطرّف.
أرسل تعليقك