توقيت القاهرة المحلي 20:41:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأطفال والسياسة !

  مصر اليوم -

الأطفال والسياسة

د.أسامة الغزالي حرب

فى إحدى المدن خارج القاهرة كان هذا المشهد: أحد الضباط يصل بسيارته إلى الفيللا التى يسكنها، ويترجل منها حاملا مدفعا رشاشا، فى تلك اللحظة كانت الطفلة «جمانة»، ذات السنوات الأربعة، عائدة مع أمها لمسكنهم فى الفيللا المجاورة، وما أن رأت الضابط حتى صاحت :«سيسي، سيسى ياماما»! وابتسم الضابط ، ممشوق القوام، ذو البدلة الكاكى للطفلة التى تتقدم إليه. وكانت سعادتها بالغة وهو يرفعها بين يديه لتلتقط لهما أمها صورة بالموبايل الذى معها! ثم كانت فرحتها أكبرعندما سمح لها لأن تحمل سلاحه (بعد أن طمأن أمها أنه فارغ من الطلقات) لترفعه الطفلة بصعوبة بيديها الصغيرتين، وتصر على تصورها أمها به مرة ثانية. لقد رأيت هذا المشهد بمدينة رأس البر فى يوم شم النسيم الثلاثاء الماضي، وكانت له بالنسبة لى دلالات لايمكن تجاهلها! فأطفال اليوم تنضج مداركهم وقدرتهم على الإستيعاب أكبر و أسرع بكثير مما كان يحدث فى السابق، وقد ارتبطت فى ذهن جمانه شخصية «الضابط» باسم «السيسي» الذى شهدته مع أهلها فى التليفزيون! فى هذا السياق تذكرت مانشر مؤخرا حول حظر الحديث فى السياسة بالمدارس، وهذا فى رأيى كلام غير واقعى وخاطيء! الذى ينبغى حظره والإصرار عليه هو منع أو حظر«التحزب» فى المدارس. لكن الأهم من ذلك أن تشمل المناهج الدراسية وكذلك الأنشطة المدرسية موادا وممارسات عن التربية الديمقراطية، وتنمية ملكات الحوار وتقبل الرأى الآخر ومقارعة الحجة بالحجة، فضلا عن إشراك التلاميذ عمليا فى إدارة المدرسة والممارسة العملية للديمقراطية من خلال مجالس الفصول وغيرها ...إلخ ولكن للأسف الشديد فإن تحقيق هذا كله بات مستحيلا بحكم الكارثة الأكبر التى وقعت فى هذا البلد فى ظل مبارك وهى اختفاء «المدرسة» التى يتلقى فيها الطالب «التربية» مع التعليم (أقصد بالطبع المدارس الحكومية التى يرتادها الغالبية العظمى من أبناء الشعب).وباختصار، فإن أولئك «الطلاب» الذين يحرقون جامعاتهم اليوم هم أبناء «الدروس الخصوصية» الذين افتقدوا المدرسة،فافتقدوا التعليم السليم، أما «التربية» فتكفلت بها جهات أخري، فكانت النتيجة التى نراها! "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأطفال والسياسة الأطفال والسياسة



GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon