توقيت القاهرة المحلي 13:30:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شم النسيم !

  مصر اليوم -

شم النسيم

د.أسامة الغزالى حرب

قالت لى أمى رحمها الله- اننى ولدت يوم «شم النسيم»! ولكن شم النسيم لا يأتى فى نفس اليوم من السنة الميلادية،  وإن كان يأتى فى الربيع. غير أن اعتزازى بيوم «شم النسيم» له أسباب أخرى، فهو فى الحقيقة أحد ملامح الخصوصية المصرية الثقافية والحضارية، إنه رمز للاستمرارية المصرية منذ آلاف السنين، السابقة لكل الأديان، والعابرة لكل الطبقات والفئآت الإجتماعية! فالإحتفال بشم النسيم يعود إلى مايقرب من خمسة آلاف عام، وارتبط فلكيا، فى توقيته العبقرى، بالإنقلاب الربيعى الذى رصده المصريون القدماء، أى تساوى الليل والنهار. وأخذ اليهود عن المصريين احتفالهم به، فجعلوه عيدا لهم تحت مسمى «عيد الفصح». وعندما دخلت المسيحية مصر ارتبط الإحتفال بعيد القيامة بيوم شم النسيم.ومع دخول الإسلام مصر، استمر الإحتفال بشم النسيم بكل طقوسه وعاداته المحببة التى لم تطرأ عليها تغييرات كثيرة! ومثلما يعد شم النسيم عابرا للأديان، فهو أيضا عيد عابر للطبقات والفئآت الإجتماعية، «إنه يوم قومى» مصرى بمعنى الكلمة، المصرية! أنت مصرى، إذن أنت تعرف شم النسيم وتحتفل به، سواء كنت من سكان الريف أو سكان الحضر، سواء كنت غنيا أم فقيرا! وفى هذا السياق، ليس غريبا أن طقوس وأطعمة شم النسيم لها كلها تفسيرها الضارب فى أعماق التاريخ المصرى والحضارة المصرية. ففى غمار احتفالنا كمصريين بالربيع هناك مغزى و معنى لكل ما يمارس ويؤكل مع الخروج الجماعى للهواء الطلق فى النيل وعلى شاطئيه ، وفى الحقول والحدائق! إنه ليس مجرد «أكل والسلام»! فكما تصور النقوش الفرعونية فإن «البيض» هو رمز لخلق الحياة، والسمك المملح»الفسيخ» هو أولا من نتاج النيل، وتمليحه هو وسيلة للحفاظ عليه أطول مدة، والبصل إعتقد المصريون عن حق- فى فوائده الصحية، وكذلك الخس الذى إعتقدوا فى جدواه للخصوبة والتناسل، اما «الملانة» أو الحمص الأخضر، فإن نضجها يتلازم مع مقدم الربيع! وأخيرا، هل تتذكرون الفتاوى التى خرج بها بعضهم فى ظل «العام الإخوانى» الذى مر على مصر، تحرم على المصريين الإحتفال بشم النسيم، وتحذر من «التشبه باليهود والنصارى»؟ حقا، لقد كانت 30 يونيو ثورة من أجل الهوية المصرية. كل عام وأنتم بخير! نقلا عن الأهرام

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شم النسيم شم النسيم



GMT 03:53 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الأهرامات مقبرة «الرابرز»!!

GMT 03:51 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الشعوب «المختارة»

GMT 03:49 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

اللاجئون إلى رواندا عبر بريطانيا

GMT 03:48 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

المقاومة الشعبية والمسلحة

GMT 03:38 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

خطر تحت أقدامنا

GMT 03:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عصر الكبار!

GMT 03:33 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بشارة يخترع نفسه في (مالمو)

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

الغواية وصعوبة الرفض!

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 06:52 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

نظام غذائي يقضي على التهاب المفاصل بأطعمة متوافرة

GMT 03:14 2021 الجمعة ,03 أيلول / سبتمبر

شيرين رضا تنتقد التبذير في جهاز العرائس

GMT 14:30 2021 الأحد ,04 إبريل / نيسان

"مايكروسوفت" تؤجل إعادة فتح مكاتبها بالكامل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon