توقيت القاهرة المحلي 02:49:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أمــي !

  مصر اليوم -

أمــي

د.أسامة الغزالي حرب

في صباح أحد أيام الخريف، كانت أصغر بنات الأسرة (ف) تستعد للذهاب ليومها الأول بالمدرسة الابتدائية، وكانت الأم قد صحت مبكرة لتعد الشاي باللبن والساندوتشات للجميع: للابنتين الأخريين (ص) و (أ) الطالبتين في ثالثة ورابعة ابتدائي، والتوءمان (خ) و (ي) بالسنة الأولي الإعدادية، و (ط) في ثانية إعدادي و(ص) في ثالثة إعدادي، أما أكبرهم (أ) فكان أيضا في طريقه للذهاب ليومه الأول في المدرسة الثانوية. غير أن ذلك كله لم يشغل الأم أبدا عن العناية بالأب، زوجها، الذي كانت قد أعدت له أيضا ساندوتشا مميزا ليأخذه معه لعمله كمدرس للغة العربية في المدرسة القريبة من المنزل. ليس هذا مقطعا من فيلم سينمائي ولكنها وقائع أحد أيام منتصف شهر أكتوبر عام 1963 من حياة أسرة من قلب الطبقة المتوسطة بحي شبرا، في اليوم الأول للعام الدراسي. كان تقسيم العمل واضحا وصارما بين الوالدين:الأب مهمته أن يعد الأبناء ليكونوا «متفوقين» وليسوا فقط ناجحين، كما كان يردد دائما.أما الأم فكان عليها تدبير أمور الأسرة في حدود الدخل الذي يسلمه زوجها لها بالكامل بعد ان تعطيه مصروفه الشهري. كانت تعد كل شيء وتشرف علي كل شيء، لا يساعدها سوي الشغالة الصغيرة. كان أكلها الشهي محل إعجاب واعتراف الجميع،فضلا عن صنع كل أنواع المربات والمخللات في مواسمها.في العيد الصغير تعد الكعك وملحقاته لأربعة أشهر علي الأقل، وتحرص علي عيدية منه للجيران الأقباط، وفي العيد الكبيرتعدل بين توزيع اللحم علي قائمة تعدها بعناية وبين الأكلات الشهية لأسرتها. كل ذلك في منزل مرتب و نظيف دوما. وفي آخر النهار، وبعد عناء يوم طويل ، تجلس في البلكونة المطلة علي شارع روض الفرج بضوضاء الترام فيه، طلبا لبعض الراحة التي لم تنل منها إلا أقل القليل.وعندما كان يأتيها أحد أولادها يبشرها بنجاحه أو بالأحري تفوقه ،كانت تبتسم قائلة بصوت خفيض: مبروك، كأنها تخشي من الحسد. اليوم، في أول عيد للأم بعد وفاتها،أقول رحم الله أمي، التي أعلم يقينا أنها كانت نموذجا لملايين الأمهات العظيمات في مصر كلها. إنهن عماد الأمة المصرية، ومناط عزها و فخارها . نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أمــي أمــي



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 00:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon