توقيت القاهرة المحلي 10:41:22 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الثورة الحقيقية

  مصر اليوم -

الثورة الحقيقية

بقلم : صلاح منتصر

اليوم هو الذكرى 65 لقيام ثورة 23 يوليو، الثورة الحقيقية التى كان لها قائد ومشروع سياسى تطور مع الزمن، وأهداف سعت لتحقيقها فنجحت فى بعضها وأخفقت فى بعضها الآخر، ولكنها ظلت الثورة التى قلبت الأوضاع بشكل جذرى فى تاريخ مصر المعاصر.

يوليو أو الثورة الحقيقية أحدثت أعمق تغيير سياسى واجتماعى عرفته البلاد، فأسقطت نظاما ملكيا عتيدا توهم بعض المغيبين أن مصر فى عصره كانت متقدمة، والحقيقة أنها كانت فقيرة وبائسة ومحتلة، وأسست على أنقاضه نظاما جمهوريا حديثا ومستقلا بعد ما يقرب من 150 عاما من النظام الملكى.

شيدت يوليو أكبر قاعدة صناعية عرفتها مصر فى عصرها الحديث، وحققت أعلى معدل للتنمية بين دول العالم الثالث فى خطتها الخمسية (61 إلى 65) وهو 6.6%، وأسست مشروعا قوميا حقيقيا (وليس «فنكوشا» وهميا) وهو السد العالى الذى أنقذ مصر من الفيضان والجفاف معا، ولولاه لعرفت مصر فى التسعينيات مجاعة حقيقية.

تبنت يوليو مشروعا اشتراكيا حقق العدالة الاجتماعية وجلب البيروقراطية أيضا، إلا أن حصيلته النهائية كانت إيجابية لأن الأداة المعتمدة فى ذلك الوقت لتحقيق العدالة الاجتماعية كانت التأميم، وهو ما تغير فى العقود الثلاثة الأخيرة حين أصبحت الضرائب وشبكات الضمان الاجتماعى ودور النقابات المستقلة هى الضمانة لتحقيق العدالة الاجتماعية وليس بالضرورة تأميم الدولة لمعظم وسائل والإنتاج.

وعرفت مصر أهم نهضة ثقافية وأدبية وفنية فى تاريخها المعاصر، وقادت تجارب التحرر الوطنى فى العالم العربى والعالم الثالث فانتصرت فى حرب 56 على قوى استعمارية كبرى (صمدت عسكريا وانتصرت سياسيا انتصارا ساحقا)، وهُزمت فى 67 وأعقب ذلك استقالة عبدالناصر ثم تراجعه بناء على ضغوط الجماهير ليقدم أهم مراجعة نقدية لحاكم عربى فى التاريخ المعاصر، وأعاد بناء الجيش وخاض حرب الاستنزاف حتى وفاته فى 1970.

يوليو ثورة حقيقية لأنها كان لها رأس وجسد ومشروع سياسى على خلاف ثورة يناير التى غابت عنها القيادة والقدرة على تقديم بديل للنظام القائم، واعتبر البعض بسذاجة أن معيار الثورية هو فقط خروج الملايين فى الشوارع وليس نتائج هذا الخروج.

إن أسوأ قراءه لثورة يوليو ولقائدها جمال عبدالناصر هو إخراجها من سياقها التاريخى ومن الظروف التى أحاطت بها حتى تتم تصفية الحسابات معها والانتقام من إنجازاتها، فيوليو قامت عقب عجز حزب الوطنية المصرية العظيم، الوفد، فى تحقيق الاستقلال، بعد أن تآمرت عليه قوى كثيرة أبرزها الملك والاحتلال، جعلته يصل للحكم أقل من 7 سنوات غير متصلة طوال الفترة ما بين ثورة 1919 حتى ثورة 1952 رغم شعبيته الجارفة.

المصريون أحبوا يوليو لأن كل مصرى وطنى وُلد فى ذلك الوقت كانت أولوياته تحقيق الاستقلال وخروج المستعمر، فحققت له يوليو الجلاء وأعلنت الجمهورية، وقادت معارك التحرر الوطنى، وأسست استقلالنا الوطنى.

جمهورية يوليو لفظت مشروع التوريث فى عهد مبارك، ومشروع الخلافة فى عام الإخوان، وقادرة أيضا أن تكون نقطة انطلاق لجمهورية مدنية مستقلة وديمقراطية حتى لو كانت هى غير ديمقراطية، لأنها كانت ثورة لصالح غالبية الناس، وجوهر الديمقراطية هو حكم الأغلبية، وستظل قيمتها أنها آمنت بالشعب ولم تتجاهله أو تهينه فبقيت خالدة رغم الأخطاء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة الحقيقية الثورة الحقيقية



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي

GMT 09:23 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

ضغوط متزايدة على لامبارد بعد أحدث هزيمة لتشيلسي

GMT 04:38 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

نفوق عشرات الآلاف من الدواجن قرب بلدة "سامراء" شمال بغداد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon