توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى العنف (4-6)

  مصر اليوم -

فى معنى العنف 46

عمار علي حسن

.. انشغل الدارسون بسبل قياس درجة العنف، ومن بينهم من ركز على المجال الاجتماعى الذى يمارس فيه العنف، فقارن بين نسبة من يتأثرون به من سكان الدولة إلى نسبة المنخرطين فيه، ومدى استمرار آثاره، ومستوى عمقها وشدتها. وهناك من حسبها بقياس عدد الرجال المنهكمين فى أعمال عنيفة على عدد الأيام التى تستغرقها. ويوجد من راح يحصى عدد الأحداث فقط. وهناك من زاوج بين عدد الأحداث والأحكام المسبقة لدى الناس حول قضية ممارسة العنف. وبعض الباحثين استخدم الرياضيات على أوسع نطاق، لاسيما التفاضل والتكامل، فى قياس العنف. وتعتبر الثورات والانقلابات والإرهاب والحروب الأهلية والحروب الشاملة من أشد الحالات الاجتماعية التى تشهد ممارسة العنف. فالرغبة العارمة فى تغيير جذرى يضمن قيام سلطة وطبقة جديدتين، أو سعى العسكر للقفز على الحكم، أو عمليات الترويع الدموى المنظم التى تستهدف السلطة والمجتمع أو أحدهما، والاقتتال الذى يدور بين الطوائف والقبائل والأعراق والجماعات السياسية حول النفوذ أو ثأرا للحقوق والكرامة، كلها من الظواهر والحالات التى يضرب العنف الشديد جنباتها وأعطافها بلا هوادة، وأكثر نسبيا من مواقف أخرى أصغر وأقل نطاقا. ورغم أن الثورات فعل إيجابى ولا تقصد أن تكون مجرد شكل احتجاجى من قبيل «التمرد» و«الحرب الأهلية» و«العنف الاجتماعى المفرط» و«إشاعة الفوضى» فإنها لا تخلو فى سعيها إلى إسقاط النظام القائم من أعمال عنف، تتفاوت فى الدرجة والحجم، من حالة ثورية إلى أخرى. ونحن حين نصف ثورة بأنها «سلمية» فإن وصفنا ينصب على الفعل الرئيسى أو القوة الأساسية الدافعة وليس على كل المشهد، لأن النظم الحاكمة تقاوم بضراوة من يريدون إسقاطها وقد تجبرهم على رد فعل عنيف ودموى. والإرهاب هو فعل عنيف منظم وسرى ومخطط وذو هدف محدد ذو طابع سياسى وجنائى معا، يرتكبه مجموعة أو حركة أو تنظيم، ويتم فيه استعمال القوة أو التهديد بها وإثارة الخوف والرهبة، وهو وسيلة للقتال العشوائى لا تحدها قيود إنسانية ولا يمكن التنبؤ بها، قد تكون تكتيكا أو استراتيجية، تتضمن الإكراه والابتزاز والحض على الإذعان، فى ظل دعاية مدبرة. وضحايا الإرهاب قد يكونون أبرياء من المدنيين غير المقاتلين أو المحايدين غير المنخرطين فى عمليات المقاومة. والحرب الأهلية هى أعمال عنف داخلى طويل الأمد يرمى فيه المتصارعون إلى السيطرة على الجهاز السياسى والقانونى للدولة، ويمكن أن تكون هذه الحرب محاولة للتخلص من الاحتلال، أو سعى جزء من الدولة إلى الانفصال، أو على النقيض من ذلك حين يسعى إقليم منفصل إلى العودة إلى التوحد مع بقية أقاليم الدولة. وعادة نجد فى هذه الحروب أن هناك طرفا يحكم وطرفا يتمرد على الحكم، وقد يقف المجتمع مترقبا أو متفرجا على الطرفين، وقد يبدأ الناس فى الميل إلى هذا الطرف أو ذاك، وحينها ينقسم المجتمع إلى فريقين متناحرين. ويمكن أن تقتصر المشاركة على الدعم السلبى لأى من هذين الفريقين، وقد ينجذب البعض إلى أنشطة سياسية وعسكرية فى أتون هذه الحرب، وينفتح الباب غالبا لأطراف إقليمية ودولية كى تتدخل، إما بتقديم الدعم الدبلوماسى، كأن يسمح للمتمردين بتكوين حكومة فى المنفى مثلا، أو الدعم الاقتصادى عبر تمويل المتحاربين، أو الدعم العسكرى عبر الإمداد بالسلاح أو المقاتلين. والانقلاب العسكرى هو ضربة مفاجئة وحاسمة ضد السلطة السياسية تؤدى إلى الإطاحة بها، قد يقوم بها ثوريون أو غير ثوريين يسعون إلى القفز على الحكم دون أن تكون لديهم رغبة فى إحداث تغيير سياسى واجتماعى، وقد يعمل الانقلابيون على جلب التغيير للحصول على رضاء الجماهير، بعد أن يتمكنوا من الاستيلاء على مفاتيح القوة داخل الدولة، ويمكن أن يستخدموا عنفا واسعا وحادا لتحقيق هذا، وقد لا يستخدمون العنف لأنهم ينجحون فى إجراء جراحة سياسية نظيفة. وفى الغالب الأعم فإن العسكريين عندما يقومون بانقلاب يستولون على السلطة المدنية، ويظلون فيها مدة طويلة. وفى بعض الأحيان يعودون سريعا إلى ثكناتهم، لكن بعد أن يتخلصوا من الزعماء السياسيين الذين انقلبوا عليهم. وأحيانا يكون قطاع من الجيش ضد الانقلاب فيقاوم الانقلابيين، وهنا قد ينفتح الباب واسعا أمام حرب أهلية. والحرب الشاملة هى عنف مفرط وقاس وواسع أو صراع مسلح أو موقف اجتماعى يشهد ارتكاب عنف شديد وحاد عبر مواجهة مسلحة، ويتضمن التعبئة القصوى لكل الموارد التى تمتلكها الدولة، ويفتح بابا لتعرض المدنيين ومؤسسات البلد الاقتصادية لهجمات العدو، وتتدرج الحروب عموما من الحرب التقليدية الإقليمية أو الدولية إلى الحرب النووية التى باتت أمرا محتملا بعد امتلاك دول عدة للسلاح النووى. ومصطلح الحرب يعنى فى القانون الدولى، الصراع المسلح بين دولتين أو أكثر، تسعى كل منهما إلى فرض سيطرتها على الأخرى بالانتقاص من سيادتها. (ونكمل غدا إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى العنف 46 فى معنى العنف 46



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon