توقيت القاهرة المحلي 08:25:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة» (1-2)

  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة» 12

مصر اليوم

  بذل الروائى المصرى صبحى موسى جهداً بالغاً فى مطالعة مراجع ومصادر عدة كى يسجل سيرة تنظيم القاعدة وقادته، من جذوره إلى بذوره، فى عمل روائى أعطاه عنوان «أساطير رجل الثلاثاء»، والذى يمثل فى حد ذاته لافتة دالة أو «جملة مفتاحية» لفهم العمل، فنحن أمام صناعة أسطورة دينية تم توظيفها لخدمة سياسات دولية، بطلها «رجل الثلاثاء» وهو اليوم الذى كانت تتم فيه الاجتماعات الدورية لمؤسس جماعة الإخوان مع أتباعه، واستمر هذا تقليداً لدى الجماعة العجوز التى خرجت الجماعات والتنظيمات السياسية ذات الإسناد الإسلامى من تحت إبطها، أو وُلدت على كفّيها. تنطلق على التوازى، فى ثنايا الرواية، رحلة ثلاثة رجال، الأول ثرى سعودى من أصل يمنى، يبدو وكأنه ابن لادن، والثانى فلسطينى جاء إلى مصر وانضم لجماعة الإخوان أيام البنا وكأنه عبدالله عزام، والثالث باكستانى من بين «الطالبانيين»، بينما تحتل المرأة دوراً ثانوياً، فهى إما زوجة متبرمة أو أم شكاءة بكاءة، لكنها ليست فاعلة فى معنى هذه الرواية ومبناها، وهو ما لا يتجاوز واقعاً يقول بوضوح إن قصة «الأفغان العرب» أو «المجاهدين» وكذلك «القاعديين» هى حكاية رجال حملوا أفكاراً متطرفة فى رؤوسهم وبنادق على أكتافهم. وهذا التطابق الشديد بين الواقع الذى جرى وبين ما يقتضيه عمل روائى من عدم الاكتفاء بكونه مجرد مرآة عاكسة للوقائع والأحداث حاول الكاتب أن يردمه بسرد تفاصيل للمعارك والعودة إلى التراث للاقتباس والاقتطاف كى يخدم خيط السرد ويثريه، وتمكّن بمهارة شديدة أن يحول ما يمكن أن يكون حاشية مستدعاة من بطن التاريخ القديم إلى متن متماهٍ فى الحاضر عبر سطور الرواية. ورغم أن المؤلف شاعر معروف لديه خمسة دواوين، إلا أن زخم المعلومات التى احتشدت أمامه ورغبته فى رسم ملامح كاملة وربما أمينة لتنظيم القاعدة وأشباهه جعلت اللغة فى الغالب الأعم ذات طابع تقريرى مباشر ومحايد، تصل إلى المعنى من أقرب طريق، متجنبة إعطاء صور جمالية ومفارقات وشحنات عاطفية، ومبتعدة أيضاً عن الإغراق فى رصد التفاعلات الإنسانية الطبيعية بين الأبطال والموزعة بين حركات الأجساد ولغة المشاعر، لتصبح العلاقة بينهم ذات طابع آلى تهبط وتصعد لتخدم القصة الرئيسية المعانقة للواقع، أو الملتصقة به. ليس معنى هذا أن الكاتب لم يفصح عن ذائقته الشعرية أبداً، بل جاد بها فى مواضع قليلة، ليس عن عجز، إنما لأنه قرر منذ اللحظة الأولى أن يستخدم اللغة فى خدمة راوٍ عليم بكل شىء، مولع بالتفاصيل التى تحملها الأخبار والتقارير السياسية والكتب الفقهية والسيَر، لينتج رواية تراوح بين «المعرفية» و«التاريخية» و«التسجيلية» وتصبح، من دون مبالغة، مرجعاً فى تتبع سيرة القاعدة، ولا ينقصها حتى تحقق ذلك تحقيقاً كاملاً سوى وضع الأسماء الحقيقية مكان الأسماء المستعارة لأبطالها، ثم إعادة قراءتها لفهم كيف فكر قطاع من المتطرفين الإسلاميين، وكيف تحركوا فى الزمان والمكان ليصنعوا ظاهرتهم التى تشغل العالم منذ عقود. وما يعزز مسار البرهنة على هذا التطابق أو التماهى أن الرواية حفلت بالأسماء الحقيقية لقادة المجاهدين الأفغان وقيادات من جماعة الإخوان وساسة سعوديين ومصريين وسودانيين وروس وشخصيات دينية بارزة وقيادات حركية فى تنظيم القاعدة، وبذلك انتهجت طريقة مختلفة عن روايات أخرى عالجت الظاهرة ذاتها مثل رواية «أبو عمر المصرى» لعز الدين شكرى، و«القوس والفراشة» لمحمد الأشعرى.   (ونكمل غدا إن شاء الله)  نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية عن «تنظيم القاعدة» 12 رواية عن «تنظيم القاعدة» 12



GMT 23:33 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الجولة السادسة

GMT 23:32 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

ابن حسن الصباح

GMT 23:28 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

فى كتاب الكرة المصرية «فصل كرواتيا»!

GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

الملكة رانيا تُعيد ارتداء إطلالة بعد تسع سنوات تعكس ثقتها وأناقتها

القاهرة - مصر اليوم

GMT 09:41 2019 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

"قطة تركيّة" تخوض مواجهة استثنائية مع 6 كلاب

GMT 09:12 2020 الثلاثاء ,07 إبريل / نيسان

هاشتاج مصر تقود العالم يتصدر تويتر

GMT 12:10 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رفيق علي أحمد ينضم إلى فريق عمل مسلسل "عروس بيروت"

GMT 03:39 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

مادلين طبر تؤكد أن عدم الإنجاب هي أكبر غلطة في حياتها

GMT 18:39 2020 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

التفاصيل الكاملة لحريق شقة الفنانة نادية سلامة.

GMT 05:47 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

تعرف على سعر الجنيه المصري مقابل الدينار الاردني الأحد
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon