توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة» ( 2-2)

  مصر اليوم -

رواية عن «تنظيم القاعدة»  22

مصر اليوم

  فى ضوء رواية «أساطير رجل الثلاثاء» لصبحى موسى قد يظن البعض أن سير الكاتب على خريطة الواقع سيجعل العمل سهلا، لأن من يعرف ما جرى لن يبذل جهدا فى قراءة الرواية، لكن فى الحقيقة فإننا نحتاج إلى يقظة تامة حين نطالع هذه الرواية، وربما تحتاج أيضاً إلى خلفية تراثية لتبيان مدى تواشج الاقتباسات من الكتب القديمة مع النص، أو مدى تأثير الماضى فى الحاضر بشكل طاغٍ. والجانب الفنى فى الرواية يظهر فى ثلاثة أمور، الأول هو المعمار أو البناء، حيث بدأ المؤلف قصة القاعدة من منتصفها، حيث ينتظر الشاب فى محطة قطار بباريس الثرى الرجل الفلسطينى المكلل بالجلال والمهابة، ثم يعود بنا مستخدما طريقة «الفلاش باك» فى تتبع الأصل العائلى للشاب والمنبع الأيديولوجى للرجل، لنجد أنفسنا فى اليمن ثم نجد وفى القاهرة، ويتبادل الشخصان الفصول الأولى للرواية، ثم يتوقف السرد عند نقطة الجهاد الأفغانى ضد السوفيت، لتتصاعد الأحداث رأسيا بما يتطابق مع الواقع وتصل إلى نهاية مفتوحة، يجسدها سؤال هو آخر جملة فى الرواية يقول: «إلى أين الرحيل؟» وهى نهاية مبررة إذ إن لحظة إتمام الكاتب عمله وهو يوم 28 سبتمبر 2008، لم يكن البطل الحقيقى للرواية وهو أسامة بن لادن قد قتل بعد، وكان العالم كله يتساءل وقتها: أين هو؟ وما مصيره؟ وهل موجود حقا على قيد الحياة أم قضى نحبه؟ أما الأمر الثانى فهو وصف الكاتب للمعارك الطاحنة التى دارت على أرض أفعانستان، وما ظهر فيها من بطولات وأساطير وآمال وآلام. ومع أنه لم يعش هذه التجربة، وكتب عن شىء لا يعرفه جيدا، فإنه أعاد صياغة ما قرأه فى هذا المضمار بشكل فنى، لتبقى مشاهد الحرب هى الأكثر إنسانية فى الرواية برمتها. والثالث هو محاولات الكاتب المتجددة فى صناعة «التشويق» حتى لا يشعر القارئ بالملل أو ينصرف عن عمل قد يعرف نهايته بعد أن يمضى فيه قليلا. ولهذا جاءت الرواية عبارة عن مقاطع صغيرة متلاحقة، بعضها ينتهى بطريقة ملغزة تثير الحيرة، أو توقظ الرغبة فى معرفة الآتى، أو تمهد لما يأتى بعدها فى إحكام. إننا مع «أساطير رجل الثلاثاء» أمام رواية «سياسية» باقتدار، لم تتدفق السياسة فيها إلى النص عن غير قصد، كما يحدث عند كثير من الأدباء، بل هناك عمدية ظاهرة لطرح قضية سياسية عبر عمل روائى، فالفكرة السياسية تلعب هنا الدور الغالب أو التحكمى، ولذا أصبح على الكاتب طيلة الوقت أن يجعل من فكرته تلك مادة حية تتحرك داخل العمل الروائى، من خلال الشخصيات، على هيئة أفعال وتضحيات، وأن يظهر العلاقة بين النظرية والتجربة، أو بين الأيديولوجيا والعواطف التى يحاول أن يقدمها، دون أن يجعل أطروحته المجردة تفسد الناحية الفنية للرواية وتقضى على حيويتها وعذوبتها وانتمائها إلى عالم الأدب وليس إلى الكتابة السياسية التى تتوسل بالسرد، وهو ما نجح فيه باقتدار.  نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رواية عن «تنظيم القاعدة»  22 رواية عن «تنظيم القاعدة»  22



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon