توقيت القاهرة المحلي 22:53:28 آخر تحديث
  مصر اليوم -

قيس العزاوى

  مصر اليوم -

قيس العزاوى

مصطفى الفقي

لا أكتب عنه لمجرد أنه المندوب الدائم لـ«العراق» لدى «جامعة الدول العربية»، ولكن لأننى أراه مثقفاً كبيراً ومفكراً مرموقاً امتدت حياته الدراسية من «مصر» إلى «فرنسا»، حيث كانت مكتبته العامرة فى «باريس» منتدى ثقافياً للعرب وملتقى للفكر يسعى إليه الراغبون فى الحوار الجاد والنقاش الموضوعى، ولقد مضى الرجل على نفس المسار فى «القاهرة» بعد «باريس»، فأنشأ صالوناً ثقافياً رفيعاً، جعل مقره فى «دار العراق» «بالزمالك»، داخل ذلك القصر الرائع الذى اشتراه «نورى السعيد» «رئيس وزراء العراق الأسبق»، الذى كان من أبرز السياسيين العرب فى العصر الملكى لبلاده، وقد مضى «قيس العزاوى» ليجعل من ذلك الصالون مناراً متوهجاً. يضم الأدباء والشعراء والمفكرين وكبار المثقفين، بل الدبلوماسيين والسياسيين أيضاً، برئاسة الدكتور «يحيى الجمل» «نائب رئيس الوزراء الأسبق»، وقد شرفنى السفير «قيس العزاوى» باختيارى عضواً فى مجلس إدارة الصالون، إلى جانب أسماء لامعة، مثل الدكتور «جابر عصفور»، والدكتور «صلاح فضل»، وسفير «لبنان» المفكر والمؤرخ «خالد زيادة»، فضلاً عن سفير «موريتانيا»، الذى كان «رئيس وزراء» بلاده ويغادر «القاهرة» هذه الأيام ليكون مندوباً دائماً لدى «الأمم المتحدة» فى «نيويورك»، يضاف إلى تلك المجموعة ملك العود العربى الموسيقار العراقى «نصير شمة»، بالإضافة إلى الإعلامى الدولى المثقف «محمد الخولى»، ولقد احتفلنا مع السفير «قيس العزاوى»، فى حضور وزير خارجية بلاده الدبلوماسى اللامع الصديق «هوشيار زيبارى»، بافتتاح مقر المندوبية العراقية بعد التجديدات التى طرأت على ذلك المبنى الرائع على ضفاف نيل «القاهرة»، ولقد حرص السفير «قيس العزاوى» على أن تكون هناك بصمات جدارية فى المبنى بعد تجديده، تكون انعكاساً لتاريخ «بلاد الرافدين» «بلد الرشيد» وعاصمتها «بغداد» «قلعة الأسود»، إذ إن إسهام «العراق» فى الحضارة العربية الإسلامية يفوق سواها، خصوصاً أثناء ازدهار «العصر العباسى» بأمجاده الباقية وتراثه الأصيل، ولقد تمكن «قيس العزاوى» من أن يظهر الوجه العربى لأمتنا، وأن يؤلف بين القوميات والأعراق والأديان والطوائف فى سمو ورفعة تثير الإعجاب، بل تدعو إلى الانبهار، وعندما بدأت فترة خدمة السفير «قيس العزاوى» تقترب من التقاعد، سعى وفد من «الصالون الثقافى» لزيارة «بغداد»، ملتمسين التمديد لذلك السفير اللامع، امتداداً لتمثيله المشرف لبلاده لدى «جامعة الدول العربية» فى «قاهرة المعز»، حيث ليالى الثقافة والفكر، بل الطرب أيضاً، وإذا غادر السفير «قيس العزاوى» منصبه الرسمى، إلا أننى واثق أن دوره فى الصالون الذى أنشأه لن ينتهى، كما أن صداقاته العربية وصلاته الثقافية لن تتوقف، فالرجل صاحب عزيمة، كما أن له إرادة قوية، فضلاً عن أدب جم وهدوء واضح وصبر لا ينتهى، ولقد اقترن السفير «قيس العزاوى» بسيدة فرنسية راقية تفهمت جيداً روح العرب وشخصية المسلمين، فأصبحت سنداً لزوجها مع مسافة تحتفظ بها تجاه الجميع احتراماً ورقياً ودماثة خلق، وما أكثر الشخصيات الدولية التى استضافها ذلك الصالون المتميز فى السنوات الأخيرة! ولقد شاركت شخصياً فى تلبية الدعوة التى وجهها الرئيس التونسى «منصف المرزوقى» لصديقه السفير «قيس العزاوى»، رفيق النضال فى العاصمة الفرنسية من قبل، وأمضينا أياماً فى «تونس» أقام لنا فيها الرئيس التونسى مأدبة غذاء فى القصر الجمهورى، كما استقبلنا الشيخ «راشد الغنوشى» على مائدة غذاء فى اليوم التالى بمقر حزبه تقديراً للصالون وإنجازاته ومطبوعاته ومحاضراته وندواته وكل أمسياته.. تحية للصديق السفير «قيس العزاوى» مفكراً ومثقفاً، دبلوماسياً وسياسياً، عربياً له توجهاته الإنسانية وإسهاماته الدولية وبصماته القومية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قيس العزاوى قيس العزاوى



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon