توقيت القاهرة المحلي 13:53:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كنز الطرق الصوفية المنسى (١-٢)

  مصر اليوم -

كنز الطرق الصوفية المنسى ١٢

عمار علي حسن

قبل خمسة عشر عاماً قابلت فى القاهرة باحثة أمريكية تعد رسالة للدكتوراه عن ظاهرة «موائد الرحمن» الرمضانية. وقبل سنوات تعرفت على باحث فرنسى يعد أطروحة مماثلة عن «الحدائق العامة فى القاهرة». وعلى مدار مسيرتى العلمية والبحثية طالعت العديد من الدراسات التى تهتم بظواهر وأشكال اجتماعية صغيرة، وتخرج منها بنتائج غاية فى الدقة والرصانة. وتذكّرت فى كل هذا ما تعلمناه من أساتذتنا الكبار من أن النظريات الكبرى خرجت من رحم التجارب الحياتية أو الميدانية الصغيرة. وحلّت كل هذه المعانى فى رأسى مرة واحدة وأنا أتابع ما كانت تتناقله صحف القاهرة قبل سنوات عن قيام السفير الأمريكى الأسبق فى مصر بالذهاب سنوياً إلى مولد أحد أقطاب الصوفية وهو «السيد أحمد البدوى» الذى يقام بمدينة طنطا فى قلب الدلتا. وقلت وقتها إن السفير الأمريكى يريد أمرين؛ الأول هو التقرب إلى المصريين فى إطار سياسة تحسين صورة أمريكا، والثانى هو اختبار الاستراتيجية الأمريكية التى تريد أن تعتمد التصوف طريقاً للإسلام بديلاً من التنظيمات والجماعات السياسية ذات الإسناد الإسلامى، استناداً إلى قدرة الصوفية التركية على استيعاب قيم الحداثة والعلمانية، وهو المسار الذى تخلت عنه واشنطن فيما بعد، وراحت تتعاون مع جماعة الإخوان لتحقق الهدف ذاته، سواء باستيعاب التنظيمات الإرهابية واحتوائها، أو بتأمين مصالح أمريكا فى الشرق الأوسط. لكن برق فى خاطرى أمر مهم على ضفاف هذا التحليل السياسى السريع، وهو سؤال عما فعلنا نحن فى معاهدنا وجامعاتنا لدراسة تجربة «التصوف» من الناحيتين الاجتماعية والسياسية، بعد أن أضحت الطرق الصوفية ظاهرة اجتماعية لا يمكن إهمالها. وقلت فى نفسى: رغم اهتمام الأدباء والفلاسفة بالصوفية والمتصوفة إلا أن حقل الدراسات الاجتماعية ومنها السياسية لا يزال يحتاج إلى بذل جهد أكثر لوضع هذه الظاهرة تحت مجهر البحث. عندها دار سؤال آخر فى ذهنى مفاده: أى المداخل والاقترابات العلمية يمكن التعامل بها مع الصوفية بعد أن فارقت صوامعها وأصبحت ظاهرة اجتماعية أقرب فى كثير من الأحيان إلى الفلكلور منها إلى الدين؟ ووجدت إجابات عديدة، إذ يمكن دراسة الطرق الصوفية كأحد روافد التيار الإسلامى على اعتبار أن المتصوفين ينادون بتطبيق الشريعة الإسلامية مثل مختلف الجماعات التى ترفع الإسلام شعاراً سياسياً لها، ويمكن دراستها على الوجه الآخر كتنظيم مضاد للحركة الإسلامية المتصارعة على السلطة من منطلق رفضها لأطروحات الراديكاليين بل ووصفها بالتطرف ونعتها بالإرهاب. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كنز الطرق الصوفية المنسى ١٢ كنز الطرق الصوفية المنسى ١٢



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon