توقيت القاهرة المحلي 11:16:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

  مصر اليوم -

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى

عمار علي حسن

هو أكبر تنظيم فى مصر، يملأ عيون العابرين والجالسين على المقاهى فى مساحة النور التى يلقيها النهار فى وجه الليل، ينفثون همومهم فى الأراجيل المتراصة، مسلات صغيرة للمصريين المعاصرين. تنظيم يأتى فى موعده، ولا يخلف أبدا وعدا، يتقاطر فى الشوارع الخلفية، كحبات المسبحة القديمة، ثم يتكور على نفسه، ليصنع حشده الخاص جدا، حول قدور معدنية ضخمة، يتصاعد البخار اللاهب من فوهاتها، التى تندس فيها يد معروقة قوية، تدور منتظمة كبندول الساعة، وسريعة كمحرك سيارة أجرة، لرجل جاء فى غبش الفجر ينتظر زبائنه الجوعى فى بقعة محشورة بين البنايات، تتلاصق فيها الأجساد التى تسعى إلى الرزق فى البكور. يتناثر الحشد، ويتجمع على طاولات قديمة، يرعى السوس فى سيقانها بهدوء عجيب، وتمتد الأيدى إلى «صحون» صغيرة من الألومنيوم الرخيص، ثم تلقى فى الأفواه ما يقيم الأود، ويعين على استمرار الأجساد المكدودة تتحرك فى فراغات لا تنتهى. معهم وقفت كثيرا، وكتبت ذات مرة على هامش من الجريدة المفرودة أمامى فوق الطاولة، قبل أن تحل اللقيمات فى فمى، وأنا أراقب رجلا نحيلا، ينتظر صحنه فى لهفة، ويكاد أن يمد يده فى صحون الجالسين بجانبه: «فى بطنه أحجار جافة حطب مسنون عويل وجنون يضربه يمينا ويسارا فتتساقط أنات الليل من خشب وحديد وبقايا صديد لتنام فى عرض شوارع لا تعرف أبدا أن الرجل الجالس جنبى يصرخ صمتا ليس مريضا وليس غريبا وليس شريدا لكنه فقط جائع». هذا هو «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى فى بلدى، الذى ينساه الذين يجلسون فى كراسى السلطة الوثيرة وحلفاؤهم من رجال المال والأعمال الفاسدين والمخربين والمنافقين، وليس تنظيم فتيات الإخوان وطفلاتهم، اللاتى يلقى بهن قادة الجماعة فى وجه العاصفة، ويقفون عند لحظة حكم قضائى، أضنانا جميعا، ولا يبرحونها عند تعديل الحكم أو تخفيفه، فيفرحون كما فرحنا، لأنهم مصرون على المتاجرة بكل شىء، الدم والعرض، وحتى الوطن، وإلا ما كانوا انتظروا حتى يرفع شيخهم أردوغان يده بالأربعة كى يقلدوه كالببغاوات. وهذا ليس بمستغرب على أتباع «السمع والطاعة» الذين يريدون خطف لحظة 7 الصبح من أبطالها الحقيقيين كما خطفوا الثورة وكانوا يسعون إلى خطف الوطن كله. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«تنظيم 7 الصبح» الحقيقى «تنظيم 7 الصبح» الحقيقى



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 02:02 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

الملكي يتقدم 1-0 قبل نهاية الشوط الأول ضد ألكويانو

GMT 10:15 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

للمرة الثانية أسبوع الموضة في لندن على الإنترنت كلياً

GMT 14:16 2021 الأحد ,03 كانون الثاني / يناير

الحكم في طعن مرتضى منصور على حل مجلس الزمالك

GMT 09:20 2020 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

طريقة لتبييض الأسنان ولإزالة الجير دون الذهاب للطبيب

GMT 08:52 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه المصري اليوم السبت

GMT 02:02 2020 الأربعاء ,14 تشرين الأول / أكتوبر

مصر على أتم الاستعداد لمواجهة أى موجة ثانية لفيروس كورونا

GMT 09:09 2020 الأحد ,11 تشرين الأول / أكتوبر

حسام حسني يؤكد لو تم علاج ترامب في مصر لكان شفائه أسرع

GMT 14:47 2020 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

أستون فيلا يعلن عن تعاقده مع أغلى صفقة في تاريخه
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon