توقيت القاهرة المحلي 13:54:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

خليفة عمار الشريعى (1-2)

  مصر اليوم -

خليفة عمار الشريعى 12

عمار على حسن

فى الذكرى الأولى لرحيل الموسيقار الكبير عمار الشريعى، تذهب آذاننا ووجداننا بحثاً عمن يمكن أن يأتى بعده، ويكون فى مثل حاله من التحدى العجيب والرهيب للإعاقة، والقدرة الفائقة على صناعة موسيقى ساحرة أخّاذة. هنا يتحدث كثيرون عن ياسر عبدالرحمن، الذى يحفر لنفسه اسماً قوياً فى فضاء النغم الرائق الرائع، لكن حالته وهيئته غير تلك التى كان عليها الشريعى، الذى لم يعطِ دروساً فى تذوق الموسيقى فقط إنما أيضاً فى قهر الصعب، وتحويل الانكسار إلى انتصار. جال بصرى فى كل من يؤلفون الموسيقى الآن فى مصر وحط على رجل بسيط وجرىء فى آن، متواضع وطموح وجموح فى الوقت نفسه، يعرفه كثيرون ككاتب مقالات، وعرفه أهل الحى الذى يقطن فيه بوصفه الرجل الكفيف الذى قرر أن يخوض قبل ثورة يناير تجربة انتخابات مجلس الشورى سنة 2007 ضد أباطرة الحزب الوطنى المنحل، وخرج منها بحكايات تثير فى من يسمع روايته لها ضحكاً يفضى إلى البكاء. ومع هذين الفريقين هناك من يعرفونه كموسيقى مميز، لا يزال يؤمن بأن الفرصة الحقيقية التى ينتظرها فى هذا المجال لم تأته بعد. وهو واحد من ثلاثة أكفاء أشقاء، كافح أبوهم وأمهم حتى نالوا أعلى الدرجات العلمية. أتحدث هنا عن الدكتور طارق عباس، الذى اقتربت منه قبل الثورة فى تجربة فريدة وعابرة، جعلتنى أنصت إلى ألحان لا تزال راسخة فى وجدانى، مستقرة فى يقينى، أستدعيها أحياناً وأتوه معها قليلاً فينعم بها وجدانى، وأراها برهاناً ناصعاً على أن لدى الرجل بحراً مطموراً من الموسيقى العذبة سيفيض يوماً، ويصل إلى كل الآذان. كنت أيامها بصدد تقديم برنامج على قناة «دريم» عنوانه «مشاوير» فكرته هى إجراء حوار عميق مع شخصيات مصرية وعربية بارزة، فى الفكر والحركة، يجمع مزيجاً من السيرة الذاتية أو الحياتية والمنتج الفكرى لها. وكان رأى المخرج السينمائى الكبير الأستاذ عبداللطيف زكى أن يكون «تتر» البرنامج مصحوباً بأغنية شعرية، قمت بتأليفها، اتكاء على أننى قرضت الشعر فى ميعة الصبا قبل أن تأخذنى منه القصة والرواية. وكتبت قصيدة كان مطلعها: «أيام ورايا والحلم قدّامى وقلبى مشدود على وتر السنين». وأرسلتها على «البريد الإلكترونى» إلى الدكتور طارق، وبعد أيام طلب منى أن نتقابل ليُسمعنى ما لحّن، وذهبت إلى بيته فى إمبابة، بصحبة الأستاذ عبداللطيف. جلسنا فى صالة شقته البسيطة، ننصت إلى غنائه، ومعه ابنته الموهوبة فى الرسم وذات الصوت العذب فى آن. كانا يصدحان معاً، واهتز قلبى، وهامت نفسى لموسيقى عميقة أصيلة، فرُحت أغنى معهما. لكن البرنامج لم يُبثّ إثر قيام الثورة. قبل هذا بشهور قليلة شرّفنى د. طارق بالغناء فى الحفل الذى أقيم بنقابة الصحفيين بمناسبة فوزى بجائزة الشيخ زايد للكتاب فى فرع التنمية وبناء الدولة، ويومها خطف إعجاب كل الحاضرين. ونكمل غداً أن شاء الله. الوطن

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

خليفة عمار الشريعى 12 خليفة عمار الشريعى 12



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 13:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا
  مصر اليوم - مقتل مراسل عسكري لصحيفة روسية في أوكرانيا

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon