توقيت القاهرة المحلي 21:37:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السيسى» يستغيث بوزير الخارجية

  مصر اليوم -

«السيسى» يستغيث بوزير الخارجية

عمار علي حسن

جاءنى صوته مخنوقاً، يكاد يبكى، ولا يحجزه سوى كبرياء رجل، رمته الظروف القاسية على باب سفارتنا فى الرياض، هو وأكثر من عشرين رفيقا، لا حول له ولا طول، ولا قوة ولا نصير، بعد أن رضى من الغنيمة بالإياب. اسمه ممدوح السيسى، مواطن مصرى، من طين بلدنا، محتجز فى السعودية، من بين «المخالفين لأنظمة الإقامة» من عمالنا هناك. اتصل بى يوم السبت طالباً منى أن أساعده، وكل من معه، على العودة سريعا إلى أرض الوطن، وراح يشكو من سوء المعاملة من أعضاء السلك الدبلوماسى والقنصلى فى الرياض. قال إنهم يبيتون فى حديقة بمدينة «حائل» يأكلهم الصقيع، وإن قلوب بعض المصريين هناك رقت لهم، حين عرضت قناة «الفراعين» الفضائية طرفا من مأساتهم، فجاء من تطوع باصطحاب بعضهم ليقيم معه فى بيته إلى حين انجلاء الغمة. لكن أغلبهم بقى فى العراء، يعانى البرد والغربة وتجاهل من يجب عليهم أن يمدوا إليهم يد المساعدة، من أعضاء بعثتنا الدبلوماسية هناك. قال إن نائب القنصل أخبرهم بأن عليهم أن يبحثوا عن عمل إلى حين تنتهى الإجراءات، وأنه كلف مقاولا مصريا يعمل بالسعودية أن يساعدهم، ثم يكمل: لا نريد البحث عن عمل، جوازات سفرنا مع الكفيل، ولا نريد أن نتحول إلى متسولين ونكون عالة على الناس هنا، وكل ما نريده هو العودة إلى بلدنا. أنهى مكالمته سريعا، وتركنى بلا معلومات دقيقة وعميقة عن هذه المشكلة، فاتصلت به أستكمل الأمر وأستجليه، ولجأت أيضا إلى ما نُشر عنه، ففجعتنى ضآلته؛ فالإعلام المرئى يتجاهلهم، والصحافة لم تلتفت إليهم بالقدر الكافى حتى الآن. لكننى وجدت تصريحا فى صحيفة «الوطن» منسوبا إلى عادل حنفى، الذى يوصف بـ«الناشط بمجال حقوق العاملين بالخارج»، يقول فيه: «إن القنصلية المصرية العامة بالرياض قد أعلنت بدء إصدار تأشيرات الخروج النهائى إلى المصريين المخالفين لأنظمة الإقامة وفقا لقواعد محددة.. وإن الإجراءات ستحل أزمة كبيرة فى ترحيل باقى مخالفى الإقامة، الذين بدأوا بالفعل التوافد على إدارة الوافدين لترحيلهم؛ كى يتم الترحيل فى اليوم نفسه بعد سداد المخالفة المستحقة، وإن هذه الإجراءات جاءت نتيجة اللقاء الذى أجراه السفير المصرى عفيفى عبدالوهاب والقنصل العام حسام عيسى مع الأمير خالد بن بندر، أمير منطقة الرياض». لكن إلى حين تأخذ هذه الاتفاقات طريقها إلى التطبيق الفعلى والحاسم، هل سنترك إخواننا هناك بلا مأوى؟ هذا سؤال موجه إلى وزير الخارجية السفير نبيل فهمى. ومثله موجه إلى الدكتور أحمد البرعى، وزير التضامن الاجتماعى، الذى زار الرياض قبل يومين فى إطار حشده موافقة عربية على ترشيحه «مدير منظمة العمل العربية»، والتقى سفيرنا هناك ووزير العمل السعودى المهندس عادل فقيه، فهل جاء على باله أيضا أن يسأل السفير أو الوزير عن مصير هؤلاء، أم نسى فى زحمة انشغاله بالمنصب الكبير؟ إن المصريين ظلوا سبعة آلاف سنة لا يتركون بلدهم، ويفتحون أذرعهم لكل الغرباء، لكن فى العقود الأخيرة أورثنا تراخى الإرادة وسوء الإدارة عوزا وحاجة، فساح أهلنا فى مناكب الأرض سعيا وراء الرزق، ولا نزال نحلم باليوم الذى نطلق فيه طاقات بلدنا الكامنة، فنعود من جديد ملتصقين به، لا نبرحه، وتشتد سواعدنا كى تبنيه على النحو الذى نحلم به، وليس ذلك على الله ببعيد. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السيسى» يستغيث بوزير الخارجية «السيسى» يستغيث بوزير الخارجية



GMT 21:30 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 21:26 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

عيد تحرير سيناء!

GMT 21:25 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

حل الدولتين؟

GMT 21:24 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

للأحزان مواسم

GMT 20:15 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بعد 200 يوم.. حرب بلا رؤية

GMT 20:14 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

«باش جراح» المحروسة

GMT 19:37 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

مصر والكويت.. انقشاع الغبار

GMT 19:35 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

بين أفول نظام دولي وميلاد آخر.. سنوات صعبة

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 18:07 2022 الخميس ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"لامبورغيني" تفتتح صالة مؤقّتة في الدوحة حتى منتصف ديسمبر

GMT 11:02 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

دور الاستثمار العقاري الخارجي في التنمية الاقتصادية

GMT 11:19 2017 الإثنين ,04 كانون الأول / ديسمبر

دار "اسكادا" تعلن عن عطرها الجديد "سيلبريت ناو"

GMT 23:36 2017 السبت ,21 كانون الثاني / يناير

هدى حسين تسعى للخروج عن الموضوعات المكرّرة

GMT 18:23 2022 الثلاثاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ممارسة الرياضة صباحًا هي الأفضل لصحة القلب والأوعية الدموية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon