توقيت القاهرة المحلي 13:53:39 آخر تحديث
  مصر اليوم -

فى معنى القيادة (1 - 4)

  مصر اليوم -

فى معنى القيادة 1  4

عمار علي حسن

القيادة ضرورة لأى مؤسسة أو منظمة، صغرت أم كبرت، لأنها توِّحد الجهود وتوجهها نحو تحقيق الأهداف. والقيادة موجودة فى أى مجتمع، بدائى أم حديث، ووجود قيادة من عدمه أو إمكانيات القائد وقدراته تحدث فرقاً جوهرياً فى حياة الجماعة الإنسانية، إذ إن المشكلات التى تواجهها تفرض حلولاً متعددة ومعقدة، والاهتداء إلى أفضل الحلول وأنسبها، ثم إنجازها على أرض الواقع، وهذه مسئولية القائد قبل غيره. ونظراً لأهميتها فقد اهتمت علوم عدة بدراستها من زوايا أو منظورات مختلفة مثل علم النفس وعلم الاجتماع، لا سيما فى فروع النفس الاجتماعى، وعلم الاجتماع السياسى وعلم الإدارة وعلم الأنثربولوجيا. ولا يمكن أن تكون هناك قيادة بلا أتباع، يظهر القائد من خلالهم ملكات التأثير والنفوذ والقدرة والزعامة والسلطة، ويقومون هم بإبداء القبول والرضا عن القائد، والموافقة على أقواله وأفعاله، فى ظل درجة معينة من تفضيله على غيره فى تبوؤ موقع القيادة والقيام بمتطلباتها. فالقائد هو شخص يحتل موقعاً بارزاً ويمارس دوراً محورياً بالنسبة لتابعيه، وله باع طويل من النفوذ بينهم والسيطرة عليهم. والقيادة هى ممارسة السلطة والتأثير فى نطاق علاقة اجتماعية معينة، وتكون لفرد فى الجماعة أو أكثر، يحوزون القدر الأكبر فى تسيير الأنشطة والتحكم فى المعلومات واتخاذ القرارات. وحضور الجماعة أو الأتباع حول القائد حدا بـ«هارولد لاسويل» إلى أن يعرف القائد السياسى على أنه «فرد يحول مشكلاته الذاتية إلى قضايا عامة»، وهو ما توصل إليه «إريك إريكسون» حين صوره بأنه «شخص يجد حلاً لمشكلاته الخاصة عبر تغيير الأوضاع الاجتماعية بشكل كبير». والقيادة صعبة وليست غريزة عامة بين الناس، ولا يتصدى لها إلا من يقدر عليها. فالقائد عليه مسئوليات والتزامات حيال الجماعة التى سيَّدته أو المؤسسة التى رفعته، قد تمكنه من أن يعيش حياة طبيعية كالأفراد العاديين، وأن يتحمل النقد اللاذع لأقواله وأفعاله من دون تبرُّم، وأن يعتبر هذا حقاً لأتباعه، إن كان قائداً ديمقراطياً. ولذا يفضل البعض عدم التصدى للعمل العام خوفاً من النقد أو المساءلة أو ارتباك العيش والجور على الحياة الشخصية. وقد تكون القيادة حاجة نفسية عند بعض الشعوب، أو لدى شعوب فى بعض الظروف، حيث يتماهى الناس فى شخص الزعيم، يصدقونه ويتبعون خطاه. ويختلف نوع التماهى أو سببه أو تبريره من مجتمع إلى آخر، ففى المجتمعات الإقطاعية ينظر إلى القائد باعتباره «السيد المطاع»، وفى المجتمعات الحديثة يرونه إما واحداً منهم، ينتمى إلى خلفيتهم الاجتماعية ويؤمن بأشواقهم إلى العيش الكريم ويحمل مطالبهم ويسهر من أجل تحقيقها، أو أنه شخص ذكى بارع فى فعل كل ما يجلب لهم منفعة. وهناك أسباب يمكن أن تؤدى إلى ظهور القائد فى أى مكان وأى زمان، أولها توافر السمات النفسية عند شخص معين تجعله يتقدم على ما عداه، وتجعل الآخرين يتقبلون تقدمهم عليهم، وتلفت انتباه من يهتمون بالبحث عن قائد فيكتشفونها ويرعونها فتنمو مع الأيام، وتصقلها الخبرات، ويصير صاحبها قائداً بالفعل. وثانيها هو توافر ظروف معينة تصنع القائد، ومع تغير الظروف وتبدل الأحوال واختلاف المجتمعات تتعدد القيادات، فلكل موقف قائده، ولكل ظرف رَجله الكبير. وثالثها يدمج بين الاثنين، ويرى أن القيادة هى حصيلة تفاعل بين أطراف ثلاثة، الشخص بما لديه من سمات فائقة، والموقف الذى يساعد شخصاً ما على البروز، وخصائص الجماعة البشرية والآليات التى تعتمد عليها فى الوصول إلى الأهداف التى تصبو إليها. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى معنى القيادة 1  4 فى معنى القيادة 1  4



GMT 05:20 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

في الحنين إلى صدّام

GMT 05:17 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

تذبذب أسعار النفط مع استمرار حروب الشرق الأوسط

GMT 05:14 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

مصر في وسط العاصفة الإقليمية!

GMT 05:12 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

«داعش» في موزمبيق: ضمير غائب في أفريقيا؟!

GMT 05:08 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دراما عظيمة... لكن من يتجرّأ؟

GMT 05:06 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

الهرم والمهووسون بالشهرة!

GMT 05:02 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ما بعد الرد الإيراني

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

دبة النملة

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 12:05 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

«تلايا الليل» تضيء مسرح المجمع الثقافي

GMT 09:21 2019 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

طريقة إعداد وتحضيركيك الأكلير بالشوكولاتة

GMT 12:50 2019 الجمعة ,22 شباط / فبراير

إيمري يرفض التفريط في هدف سان جيرمان

GMT 10:35 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

ديكورات مطابخ عصرية باستخدام الخشب مع اللون الأسود

GMT 08:34 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

اليابان تدرس استخدام "الثلج الناري" لحلّ أزمة الطاقة

GMT 16:21 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيفا" يؤكّد أن إجراءات التحقيق مع "تشيلسي" مازالت مُستمرة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon