توقيت القاهرة المحلي 17:39:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سبل تعزيز «الوحدة الوطنية»

  مصر اليوم -

سبل تعزيز «الوحدة الوطنية»

عمار علي حسن

قبل ثورة يناير كان أغلب المسلمين، لا سيما من عوام الناس، يعتقدون أن المسيحيين فى مصر يستقوون بالغرب وخاصة أمريكا نتيجة بعض الأوهام التى كان يصدّرها الساذجون من بين أقباط المهجر، وكان المسيحيون يعتقدون أن أغلب المسلمين يميلون إلى الفكر الإخوانى والسلفى لكنهم يخشون أمن الدولة. وبعد الثورة وجد المسلمون أن أمريكا تدعم الإخوان، وليس المسيحيين، وآمن المسيحيون أن الأغلبية الكاسحة من المسلمين ترفض إزهاق أرواحهم وحرق كنائسهم ونهب ممتلكاتهم، وأن نيلهم لحقوقهم يكون بالنضال مع إخوانهم من المسلمين على أرضية وطنية. وبهذا ساهمت ثورة انطلقت عقب حادث كنيسة القديسين المروع، والذى كاد أن يفتح نار الفتنة الطائفية على مصراعيه، فى تعزيز «الوحدة الوطنية» مثلما سبق أن فعلت ثورة 19. وحتى لا تضيع هذه الفرصة التاريخية العظيمة فى تحقيق هذا الهدف المهم لا بد أن نجعلها عملاً دائماً وليس مجرد لحظة عاطفية سرعان ما تتبخر، مثلما تبخرت لحظة ثورة 19 وظللنا عقوداً من الزمن نتباكى عليها، ونستدعيها عند كل صدام طائفى ونحن نمصمص شفاهنا فى أسى. فى حقيقة الأمر فهناك أكثر من وسيلة يمكن استخدامها فى تعزيز التعايش بين المصريين جميعاً، يمكن ذكرها على النحو التالى: 1- التعليم: وذلك بتضمين المناهج التعليمية ما يحض على التعايش، ويحرص عليه، وتنقيتها مما قد يقود إلى كراهية طرف لآخر؛ فإذا كان التعليم فى مصر يتم على ركائز ثلاث هى «تعلم لتعرف» و«تعلم لتعمل» و«تعلم لتكون» فيجب أن نعزز من وجود الركيزة الرابعة وهى «تعلم لتتعايش». 2- الإعلام: وهو وسيلة مهمة، لو استُخدمت على الوجه الأكمل، ومن دون انفعال ولا افتعال، فإن بوسعها أن تقلل من أى احتقانات، وترسخ فى عقول الناس ونفوسهم قيم التسامح والاعتراف بالآخر واحترامه. 3- المنتج الثقافى، الذى يجب أن يحوى كل ثقافة الأمة المصرية، عبر التاريخ، فى جميع الأنواع الأدبية والفنون بمختلف ألوانها. 4- منظومة القوانين: أى وجود حزمة من التشريعات التى تقنن التعايش، وتحدد مرجعية عامة له، يلتزم بها الجميع. 5- المشروعات القومية، التى يجب أن تستوعب جميع المصريين، من دون تفرقة، وتوجه طاقاتهم إلى عمل وطنى مفيد، بدلاً من الفراغ الذى يزيد الشقة بين الناس، ويرفع درجة الطاقة الغضبية لديهم. 6- الجهاز البيروقراطى، الذى إن وجدت معايير سليمة للتعيين والترقى فيه، رُفع الظلم عن كثيرين سواء من المسيحيين أو حتى من فقراء المسلمين ومهمشيهم، وزال سبب مهم لاحتقان مسيحيى مصر. 7- المجتمع الأهلى، والذى يمكنه حال وجود جمعيات خيرية دينية مشتركة بين المسلمين والمسيحيين أن يزيد من أواصر التعايش بين الجانبين. 8- علماء الدين من الجانبين، والذين بوسعهم، إن خلصت النوايا وصحَّ الفهم، أن يحضوا المصريين على التعايش، ويبينوا لهم ضروراته، وأصوله فى الشرائع السماوية ذاتها. نقلاً عن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سبل تعزيز «الوحدة الوطنية» سبل تعزيز «الوحدة الوطنية»



GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

GMT 04:11 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

عامٌ يبدو أنه لن يكون الأخير

GMT 04:05 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الدعم المصري السخي

GMT 04:01 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

للعبادة معنى أشمل

GMT 03:57 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في الهوا سوا

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 08:00 2024 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

القمر في منزلك الثامن يدفعك لتحقق مكاسب وفوائد

GMT 11:11 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

قمة "كوكب واحد" تكرس ماكرون رئيسًا لـ"معركة المناخ"

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 16:21 2021 الجمعة ,11 حزيران / يونيو

ليفربول يودع جورجينيو فينالدوم برسالة مؤثرة

GMT 10:19 2018 الأحد ,21 كانون الثاني / يناير

3 قلوب ينبض بها عطر "أورا" الجديد من "موغلر"

GMT 09:59 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

مجدي بدران ينصح مرضى حساسية الأنف بعدم الخروج من المنزل

GMT 03:10 2017 الثلاثاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

صناعة الجلود في المغرب أصالة تبقى مع مرور السنوات
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon