توقيت القاهرة المحلي 01:49:55 آخر تحديث
  مصر اليوم -

مرسى اللادستورى

  مصر اليوم -

مرسى اللادستورى

عمار علي حسن

خرج الدكتور مرسى على الدستور والقانون ثلاث مرات، وسكت عن انتهاكه مثلها، وحين قلَّده بعض الناس، عاد ليطالبهم بـ«احترام القانون» ويحذرهم من «خرقه»، رغم أنه يخرق الدستور فى قراره الأخير بفرض حظر الطوارئ فى مدن القناة. فالمادة (١٤٨) من الدستور، الذى انفردت بوضعه جماعة مرسى وأتباعها، تنص على ما يلى: «يعلن رئيس الجمهورية، بعد أخذ رأى الحكومة، حالة الطوارئ؛ على النحو الذى ينظمه القانون؛ ويجب عرض هذا الإعلان على مجلس النواب خلال الأيام السبعة التالية. وإذا حدث الإعلان فى غير دور الانعقاد وجبت دعوة المجلس للانعقاد فوراً للعرض عليه، وفى حالة حل المجلس يعرض الأمر على مجلس الشورى؛ وذلك كله بمراعاة المدة المنصوص عليها فى الفقرة السابقة. وتجب موافقة أغلبية عدد أعضاء كل من المجلسين على إعلان حالة الطوارئ، ويكون إعلانها لمدة محددة لا تجاوز ستة أشهر، لا تمد إلا لمدة أخرى مماثلة بعد موافقة الشعب فى استفتاء عام. ولا يجوز حل مجلس النواب أثناء سريان حالة الطوارئ». فهل راعى «مرسى» فى قراره هذا ما ورد فى المادة السابقة: الإجابة (لا)، وهذا مثير للضحك بقدر ما هو مثير للغثيان، وكيف يمكنه أن يفعل هذا وهو الذى أفرط فى التشكيك فى أحكام القضاء. منذ سنين سمعت «مرسى»، وقت أن كان مجرد عضو فى جماعة الإخوان التى يصفها نظام المخلوع بـ«المحظورة» بلا رئاسة حزب ولا رئاسة جمهورية، يستشهد ببيت الشعر الذى يقول: «إذا كان رب البيت بالدف ضارباً .. فشيمة أهل البيت كلهم الرقص». كالعادة يردد «مرسى» آيات وأحاديث وأشعاراً وحكماً وأقوالاً مأثورة وأمثالاً لكنها تغادر لسانه وتذوب فى الهواء، لا أمعن النظر فيها قبل أن ينطق بها، ولا تدبر صداها الذى يرن ويطن فى أذنه. يفترض أن «مرسى» يتبوأ الآن أعلى «منصب سياسى» فى البلاد، لكنه يتصرف وكأنه حديث عهد بالسياسة، حيث ينصرف ذهنه إلى الحلول الأمنية، ويتوهم أن فيها الرد الشافى الكافى، وينسى الحلول السياسية، لأنه يعرف ابتداء أنها ستتطلب التراجع عن كل الكوارث التى ارتكبها وفى مطلعها «إقرار» دستور «الغريانى»، والحنث بالعهد الذى قطعه على نفسه حين قال غير مرة: «لن أسمح إلا بدستور توافقى». كان بوسع «مرسى» أن يكون «بطلاً قومياً» فى لحظة ضيعها، لأنه بلا خبرة ولا خيال ولا إخلاص إلا لمشروع جماعته، ألا وهى: لحظة تسلمه مسودة الدستور من «الغريانى»، لو شكر وقتها «اللجنة التأسيسية» على ما بذلته من جهد، ثم أكد أنه وعد، ووعد الحر دين عليه، بأنه لن يرضى إلا بدستور توافقى، ثم طلب من اللجنة أن تستدعى ممثلين للمعترضين على بعض مواد الدستور، وتستمع إليهم، وتعمل معهم على تغيير المواد الخلافية، ثم يشكل الطرفان معاً لجنة من الخبراء والفقهاء الدستوريين الحقيقيين لإعداد صياغة نهائية، بدلاً من هذه الصياغة الركيكة المضحكة فى الكثير من المواد. لكن يبدو أن «مرسى» لا يتصور أن مهمته هى إدارة الدولة وليس مساعدة جماعته للسيطرة عليها، ومن أجل هذا ينتهك الدستور والقانون بلا تردد، ويبدو أن لديه فتاوى أو آراء فقهية لتبرير كل شىء، الحنث فى القسم، وعدم الإيفاء بالعهد، والتلاعب والمخاتلة. إننى بقدر ما أدين انتهاك أى فرد فى هذا البلد، صغر أو كبر، للقانون، بقدر ما أدين «مرسى»، وأضاعف له الإدانة، لأنه يجب أن يكون القدوة والمثل. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسى اللادستورى مرسى اللادستورى



GMT 01:49 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

ازدواجية ليست مفاجئة... ومستمرة

GMT 01:02 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

«رد الرد» الإسرائيلي؟؟

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

«بخ» !!

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الطريق إلى الجحيم!

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

مأساة السودان

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

حرب أوكرانيا... واحتمال انتصار الصين!

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

7 ساعات إلى إسرائيل!

GMT 00:00 2024 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

«اللامعقول» يكسب

نوال الزغبي تستعرض أناقتها بإطلالات ساحرة

بيروت ـ مصر اليوم

GMT 11:27 2024 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع
  مصر اليوم - ألوان الطبيعة أبرز اتجاهات الديكور هذا الربيع

GMT 22:27 2019 الخميس ,04 تموز / يوليو

وزيرة الصحة المصرية تعلن فحص 89 ألفا و287 امرأة

GMT 02:59 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

الفساتين الحمراء موضة صيف 2019 لإطلالة لا تُنسى

GMT 19:54 2019 الإثنين ,24 حزيران / يونيو

كوت ديفوار يزاحم المغرب في صدارة مجموعته

GMT 10:16 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

حاذر ارتكاب الأخطاء والوقوع ضحيّة بعض المغرضين

GMT 10:50 2019 الخميس ,28 شباط / فبراير

تفاصيل اللحظات الأخيرة قبل حادث محطة مصر

GMT 10:17 2018 الإثنين ,17 كانون الأول / ديسمبر

4 أعراض تحذيرية للإصابة بأزمة ارتفاع ضغط الدم

GMT 19:40 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

فوز صعب يقود دورتموند للابتعاد بصدارة الدوري الألماني

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة سهلة لتحضير مرق الدجاج والبازيلا بالكاري

GMT 19:57 2018 الإثنين ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

جون انطوي يقود هجوم "المقاصة" أمام "بيراميدز"

GMT 15:16 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

"السيسي" يرتدي ملابس عسكرية أثناء تفقد القواعد الجوية

GMT 21:20 2018 السبت ,15 أيلول / سبتمبر

مراهق بريطانى يقطع رأس زوجة أبيه بالسيف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon