توقيت القاهرة المحلي 18:00:56 آخر تحديث
  مصر اليوم -

حوار مع السيسى (1)

  مصر اليوم -

حوار مع السيسى 1

عمار علي حسن

فى شهر يونيو 2011 كنت عائدا من جولة فى الصعيد برفقة الدكتور عبدالجليل مصطفى المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والأستاذ أحمد طه النقر المتحدث الإعلامى باسمها حين رن هاتفى المحمول وبانت على شاشته أرقام غير معهودة بالنسبة لى، ضغطت الزر، فجاءنى صوت محايد يقول: - مساء الخير. - مساء النور. - أنا اللواء محمد العصار. ثم ضرب لى موعدا للقائه بفندق «تريامف» عند السابعة من مساء اليوم التالى. كان القطار يمرق بين خضار المنيا المفروش على ضفتى الطريق وادعا لا يدرى شيئا عن خواطرى المضطربة وحيرتى من الأسئلة التى تتراكم فى رأسى حول أداء العسكر، فانتقلت إلى مقعد الدكتور عبدالجليل وتناقشنا فى أمر هذا اللقاء، واتفقنا على ما يجب قوله، حتى نرضى ضمائرنا. حتى هذه اللحظة لم يكن أى منا قد وقف وقوفا تاما على «نية العسكر» وكانت الأدبيات السياسية تتحدث بإفراط عن «حماية الثورة» و«الشراكة» وكان شعار «الجيش والشعب إيد واحدة» يطارد الجميع بلا هوادة، لا سيما فى ظل شيوعه وذيوعه على المستوى الشعبى بشكل جعله أقرب إلى «القاعدة» التى لا تقبل الجدل. ذهبت للقاء لأجد كلا من الدكتور حسام عيسى والأستاذ محمد المخزنجى هناك ولحقت بنا الإعلامية ريم ماجد. وكان هذا يتم ضمن لقاءات مستمرة مع الكتاب والمثقفين والنشطاء السياسيين. وبمجرد أن رآنى أحدهم وهو الفريق عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع (اللواء السيسى رئيس جهاز المخابرات العسكرية وقتها) ابتسم وقال: - قبل كل شىء، سنسلم الحكم للمدنيين. وكأنه أراد أن يقول لى فى هذه اللحظة إننى أتابع ما تكتب وما تقول، إذ كنت أصرخ فى كل مكان مطالبا بسرعة تسليم الحكم للمدنيين وإبعاد الجيش عن مستنقع السياسة. وبدأ اللقاء باستعراض السيسى لدور القوات المسلحة فى الثورة والظروف التى تمر بها البلاد. فلما انتهى بدأت تعليقاتنا بنقد واضح من قبل الدكتور حسام لإدارة المجلس العسكرى للمرحلة الانتقالية من مختلف الجوانب، وواصلت أنا النقد هذا وزاد معى حدة، لا سيما أن العصار والسيسى عمدا إلى إخفاء الحديث عن «الشرعية» وقالا إن الثورة لديها «الرؤية» ونحن لدينا «القدرة» وفاضا فى الكلام عن «الشراكة»، فضحكنا لقولهما وتذكرنا التعبير الدارج على ألسنة العوام عن «الشريك المخالف»، وتكلمنا عن «الشرعية الثورية» التى حرصا هما على ألا يقتربا منها. وانصبت الانتقادات يومها على عدم اتخاذ المجلس العسكرى خطوات جادة فى سبيل هدم نظام مبارك وتهيئة المناخ لبناء نظام جديد استجابة لرغبة الشعب، صاحب الحق الأصيل فى هذه الثورة. وقدمنا اقتراحات عديدة جزئية فى هذا الشأن انصبت حول اتخاذ قرارات لصالح الفقراء، وإعادة تسعير الأراضى التى حصل عليها الفاسدون فى عهد مبارك ووضع حصيلتها فى صندوق لتشغيل الشباب، والإسراع فى محاكمة رموز النظام البائد، وحل المجالس الشعبية المحلية المزورة، وتطهير وزارة الداخلية، بغية استعادة الأمن فى أسرع وقت ممكن. وكنت قد صغت هذه المطالب فى ورقة، وكانت تشمل باختصار: إقالة حكومة شرف وتشكيل حكومة ثورية لإنقاذ الوطن، وإجراءات فورية تضمن تسليم السلطة للمدنيين، واستكمال تطهير النظام السياسى، واتخاذ إجراءات لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وإقامة محاكمات عادلة وعلنية لقتلة الثوار، وسرعة تطهير جهاز الشرطة من العناصر الفاسدة، وإلغاء قانون تجريم التظاهر والاعتصام، وكذلك إحالة المدنيين إلى المحاكم العسكرية. وتمسكت يومها بأن أقرأ ما فى ورقتى من مطالب أمام الحضور. ونكمل غدا إن شاء الله نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار مع السيسى 1 حوار مع السيسى 1



GMT 04:11 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

. وماذا عن حجر رشيد؟!

GMT 04:10 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

استغِلوا «تغطية الجنازات» لإنقاذ المهنة

GMT 04:09 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

«عدّّى النهار والمغربية جايَّه»

GMT 04:06 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

حرب غزة في نادي الجزيرة!

GMT 04:04 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

ليس دفاعًا عن الفراعنة!

GMT 04:02 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

الضفة الغربية

GMT 04:00 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

رأس نعمت شفيق

نجوى كرم تتألق في إطلالات باللون الأحمر القوي

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:59 2024 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس
  مصر اليوم - أفضل أنواع الستائر الصيفية لإبعاد حرارة الشمس

GMT 22:56 2018 الثلاثاء ,24 إبريل / نيسان

إيدين دغيكو يصنع التاريخ مع روما

GMT 18:14 2018 الثلاثاء ,13 شباط / فبراير

محمد هاني يتعرض لكدمة قوية في الركبة

GMT 02:04 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

اللقطات الأولى لتصادم 4 سيارات أعلى كوبري أكتوبر

GMT 16:20 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

مقتل 3 مواطنين وإصابة 4آخرين في حادث تصادم في المعادي

GMT 07:05 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

أجمل ديناصور في العالم بألوان مثل طائر الطنان

GMT 06:33 2018 الثلاثاء ,09 كانون الثاني / يناير

تعرف على أسعار الحديد في الأسواق المصرية الثلاثاء

GMT 21:12 2017 الجمعة ,29 كانون الأول / ديسمبر

الأهلي يعترف بتلقي مؤمن زكريا لعرض إماراتي

GMT 00:34 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

أبرز النصائح الخاصة بإدخال اللون الذهبي إلى الديكور

GMT 12:51 2017 الأربعاء ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد ناجي يمنح محمد الشناوي وعدًا بالانضمام للمنتخب

GMT 14:37 2017 السبت ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الإعدام شنقًا لـ7 من أعضاء خلية "داعش" في مطروح
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon