توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كيري في عمان ... الأسـرى وتمديد المفاوضات

  مصر اليوم -

كيري في عمان  الأسـرى وتمديد المفاوضات

عريب الرنتاوي

لن نعرف قبل أن يصبح هذا المقال بين يدي القراء الأعزاء، ما الذي جاء بالسيد جون كيري على عجل، وما الذي حدا به لاقتطاع وقت ثمن من أجندته المزدحمة بالاستحقاقات الروسية والأوكرانية والكورية والإيرانية والسورية، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ومهاتفة نتنياهو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، حول آخر المستجدات المتصلة بمهمته وبـ “اتفاق الإطار” الذي يسعى في “استنباطه” من بين خطوط التماس صعبة ومعقدة، التي تفصل ما بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. نعرف أن المهلة الزمنية لمهمة الرجل شارفت على الانتهاء، من دون أن يتوصل إلى “اتفاق صلب” لتمديدها، مع أن تمديد المهمة، بات أمراً مرجحاً، حيث البحث يدور حول الشروط والشروط المقابلة لهذا التمديد، وليس حول فكرة التمديد ذاتها، بخلاف ما كان يُقال ويُزعم، وأن الرجل يريد أن ينتزع هذه الورقة من الجانبين قبل أن يفوت الأوان، ويشرعا في تنفيذ إجراءاتهما “أحادية الجانب”، مع إن إسرائيل لم تتوقف عن ممارساتها العدوانية والاستيطانية، أحادية الجانب بطبعها وطبيعتها، ولو للحظة واحدة، قبل المفاوضات وبعدها. ونعرف أيضاً، أن الرجل أخفق حتى الآن على الأقل، في تجسير الفجوات الواسعة التي تباعد ما بين الفريقين، وتقريباً حول جميع ملفات الحل النهائي، من الحدود والترتيبات الأمنية، إلى القدس والاستيطان، وليس انتهاء باللاجئين و”يهودية الدولة” والمياه والسيادة إلى غير ما هنالك من عناوين. ونعرف فوق هذا وذاك، أن مناخات التصعيد في العلاقات بين الطرفين المصطرعين، تصاعدت في الآونة الأخيرة، ميدانياً وسياسياً، فمهمة الوزير كيري لم توقف الشهية التوسعية الاستيطانية لإسرائيل، ولم تمنع الدولة العبرية من مواصلة عمليات التهويد الزاحف في القدس والمقدسات، كما أنها لو توقف آلة القتل الإسرائيلية عن استهداف المدنيين الأبرياء، ودائماً بنفس الحجج والذرائع، وفي الضفة الغربية المحتلة كما في قطاع غزة المحاصر. آخر فصول التصعيد في الموقف الإسرائيلي، جاءت على ألسنة كبار المسؤولين الإسرائيليين، الذين ذهب كثيرون منهم إلى إعلان رفضهم إطلاق الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين، بعضهم وضع شروطاً مسبقة لفعل ذلك، لكأنه يريد أن يبيع الفلسطينيين البضاعة ذاتها مرتين، مع كل الاحترام والتقدير للأسرى والمعتقلين، وهذا دائب إسرائيل على أية حال ... تنتزع التنازلات من الجانب الفلسطيني، مقابل وعود واستحقاقات لا تلتزم بها ولا تفي بتعهدات تنفيذها، وحين تجد نفسها مرغمة على الوفاء ببعضها، تطالب بأثمان إضافية، لكأن ما سبق دفعه من أثمان بات في باب تحصيل الحاصل، و”يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد”. هذا التصعيد السياسي الإسرائيلي، الذي جاء مباشرة بعد قمة أوباما – نتنياهو في واشنطن قبل عدة أسابيع، تزامن مع تصعيد ميداني على الأرض، تمثل في اجتياح مخيمي جنين وعايدة، وتشديد القبضة الأمنية على القدس والضفة، وتصعيد العمليات العسكرية في قطاع غزة، وإحكام الحصار والإغلاقات. في مثل هذه المناخات المشحونة، والباعثة على انعدام الثقة بفرص مهمة كيري في النجاح، وعلى وقع عقارب الساعة التي تكاد تلامس اليوم الأخير لمهمة الوزير الأمريكي، يأتي جون كيري في مسعى لإنقاذ مهمته، والأهم في مسعى لتمديد المهل الزمنية الممنوحة له، فليس من الجائز لا أمريكياً ولا دولياً وإقليمياً، ولا فلسطينياً وإسرائيلياً، إعلان فشل الوزير الأمريكي، فإعلان كهذا سيطرح وبقوة سؤال: ماذا عن سيناريو اليوم التالي؟ نحن إذاّ، بإزاء مهمة طوارئ، أو زيارة عاجلة يقوم بها كيري لإنقاذ مهمته، في ربع الساعة الأخير ... فإذا كانت قمتا أوباما – نتنياهو، وأوباما عباس في واشنطن، لم تنجحا في التوصل إلى “اتفاق الإطار” المنشود، فهل ستنجح زيارة خاطفة إلى عمان، محشورة بين جداول أعمال مزدحمة، في إحراز الاختراق المطلوب؟ ... وعن أي اختراق نتحدث، وهل يتصل الأمر بتمديد المفاوضات أم بصوغ خلاصاتها الختامية؟ أغلب الظن، أن المسألة تتصل بتمديد المفاوضات، وتيسير إطلاق سراح آخر دفعة من المعتقلين المقررة يوم بعد غدٍ السبت أو الأحد الذي سيليه، فيما لم يتبق من مهمة كيري سوى أسابيع أربعة، يعرف القاصي والداني، أنها أضيق من أن تكفي لجسر الفجوات وتحقيق الاختراق. وسوف نرى قريباً، على أي أساس سوف يتم التمديد للمفاوضات، وما الذي سيحصل عليه الفلسطينيون في المقابل، وفي ظني أن الأمر لن يتعدى مرة أخرى، إطلاق سراح دفعة جديدة من الأسرى، أما الاستيطان، فلم تنفع كل الضغوط الفلسطينية والإقليمية والدولية حتى في وقفه، بل رأينا كيف تسارعت وتيرته في أشهر المفاوضات الثمانية الفائتة، وإن غداً لناظره قريب.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيري في عمان  الأسـرى وتمديد المفاوضات كيري في عمان  الأسـرى وتمديد المفاوضات



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon