توقيت القاهرة المحلي 04:09:20 آخر تحديث
  مصر اليوم -

دولة حسين يعقوب

  مصر اليوم -

دولة حسين يعقوب

د. وحيد عبدالمجيد

أثار صعود الشيخ حسين يعقوب منبر أحد المساجد بعد أن منع خطيب وزارة الأوقاف من أداء عمله قلقاً فى الأوساط التى تخشى توسع نفوذ السلفيين الأكثر تشدداً. وعبر بعض القلقين عن انزعاجهم من ثقب ضيق هو أن سلوك الشيخ يعقوب ينال من الدولة التى إما أن تكون أو لا تكون. ومن الطبيعى أن نحرص على أن تكون مصر دولة. ولكن المهم هو أية دولة هذه التى نريدها أن تكون. فالدول أشكال وألوان. وكان واضحاً أن بعض القلقين يقصدون الدولة الوطنية الحديثة التى يُفترض أن تكون السيادة فيها للشعب وليس لأية فئة أو جماعة. ولكن مقصد بعض آخر منهم اقتصر على الدولة التى تفرض إرادتها، بغض النظر عن طبيعة هذه الدولة. ولا يضير هؤلاء أن يسلك الشيخ يعقوب أو غيره مثل هذا السلوك لو أنه محل رضا سلطة الدولة. وفى مصر بالفعل أصحاب مصالح أقوياء متجبرون يضعون مصالحهم فوق الدولة ويفرضون ارادتهم عليها دون أن يثير ذلك انزعاج من أقلقهم سلوك الشيخ يعقوب. غير أنه ما كان لهؤلاء أن يقلقوا لو أنهم أدركوا أن الشيخ يعقوب يعبر عن التوجهات الراهنة لحكومة الدولة التى يخشون, مثله مثل غيره من الشيوخ المتشددين. ومن الدلائل على ذلك اسراع حزب النور إلى تأييد “الفرمان” الحكومى بمصادرة فيلم “حلاوة روح” بالمخالفة للدستور الذى لا يجيز مثل هذه المصادرة إلا بحكم قضائى وعبر دعوى تُرفع من خلال النيابة العامة وليس بطريقة الحسبة التى ينادى بها يعقوب وتطبقها الحكومة بنفسها خارج القضاء. ويعنى ذلك أن حكومة “دولتنا” تطبق ما سعى ممثلو السلفيين فى الجمعية التأسيسية التى وضعت مشروع دستور 2012 إلى فرضه، وهو أن تلتزم الدولة برعاية الأخلاق وحمايتها0 فكانت إحدى معارك ذلك الدستور هى معركة حدود سلطة الدولة، وهل تمتد هذه السلطة إلى مراقبة أخلاق الناس والتدخل فى حياتهم الخاصة وترعى بالتالى الجماعات التى تدعى أنها تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، بحيث يصبح أمثال الشيخ يعقوب ضمن أدواتها لفرض “سلطتها الأخلاقية”؟ والحال أن حكومة الدولة التى يقول الدستور المختفى ان حكمها مدنى تنوب عن الشيخ يعقوب وأمثاله وتحقق لهم ما سعا اليه ، فلماذا يقلق البعض اذن على الدولة لأنه صعد المنبر دون إذن منها؟ "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دولة حسين يعقوب دولة حسين يعقوب



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon