توقيت القاهرة المحلي 09:29:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جائزة للتسريبات؟

  مصر اليوم -

جائزة للتسريبات

د. وحيد عبدالمجيد

يثير حصول صحفيتى «واشنطن بوست» الأمريكية و«جارديان» البريطانية على جائزة «بوليتزر» العريقة للصحافة قبل أيام تكريما لهما, بسبب نشرهما وثائق سرية سربَّها المستشار السابق فى وكالة الأمن القومى الأمريكى إدوار ستودن, التساؤل عن الفرق بين هذا النوع من التسريبات الصحفية وما يفعله بعض وسائل الإعلام المصرية ويدخل فى إطار انتهاك أخلاقيات الإعلام والقواعد المتعارف عليها فى مواثيق الشرف التى تتضمن هذه الأخلاقيات. فهذه وتلك تسريبات تم نشرها أو بثها بمنأى عن القواعد التى تنظَّم تداول المعلومات. ولكن المسافة شاسعة بين الحالتين. وهى لا تقتصر على الفرق بين تسريب وثائق أراد أصحابها إخفاءها وعدم إطلاع أحد عليها، وبين تسجيل أحاديث فى جلسات خاصة أو مكالمات هاتفية دون علم المسجل لهم وخارج إطار القانون ثم إعطاء التسجيلات إلى وسائل إعلام مختارة من أجل بثها بدون أساس قانونى أيضاً. كما أن الفرق كبير بين النشر لمصلحة عامة واضحة هى فضح برامج تجسس واسعة النطاق على ملايين الأشخاص بمن فيهم رؤساء دول وحكومات من ناحية، والبث لتحقيق مصلحة خاصة تتمثل فى الإساءة إلى بعض الأشخاص ومحاولة تشويههم نتيجة خلاف سياسى معهم من ناحية ثانية. والفرق هائل أيضا بين تسريبات تهدف إلى وضع حد لطغيان مؤسسة أمنية بحجم وكالة الأمن القومى التى تضم جميع أجهزة الأمن والاستخبارات الأمريكية، وأخرى تعبر عن تغول جهاز أمن ليس فقط على حرية الأفراد ولكن أيضاً على خصوصياتهم التى يحميها القانون ويعاقب على انتهاكها. وقل مثل ذلك عن الفرق بين من سرَّب وثائق بهدف حماية العالم من طغيان السلطات الأمنية الأمريكية بكل ما يتضمنه ذلك من تضحية، ومن سرَّب تسجيلات لمصلحة جهاز أمنى يريد معاقبة أشخاص أو الانتقام منهم. لذلك كله, وغيره مما لا يتسع المجال له, تدخل التسريبات التى نشرتها «واشنطن بوست» و«جارديان» فى إطار الأعمال الصحفية التاريخية التى تواجه الطغيان والفساد، بعكس تلك التى بثتها وسائل إعلام مصرية. "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جائزة للتسريبات جائزة للتسريبات



GMT 05:21 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

سوف يكون يوماً فظيعاً

GMT 05:15 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مِحنُ الهلال الخصيب وفِتَنه

GMT 05:12 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

لا حل في السودان إلا بالعودة إلى «منبر جدة»

GMT 05:07 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

مؤتمر باريس السوداني... رسائل متناقضة

GMT 05:05 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الهجرات في أوروبا... حول سياسات الاندماج

GMT 05:00 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

الأولوية لا تزال لأهل غزة في محنتهم

GMT 04:59 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

«دقوا الشماسي م الضحى لحد التماسي»

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:49 2024 الخميس ,18 إبريل / نيسان

نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ
  مصر اليوم - نصائح لاختيار العطر المثالي لمنزلكِ

GMT 00:48 2020 الخميس ,28 أيار / مايو

محمد رمضان يتصدر مؤشرات محرك البحث "غوغل"

GMT 23:26 2020 الجمعة ,17 إبريل / نيسان

السنغال تُسجل 21 إصابة جديدة بفيروس كورونا

GMT 11:27 2020 الإثنين ,02 آذار/ مارس

مجلة دبلوماسية تهدى درع تكريم لسارة السهيل

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

خطوات تضمن لكٍ الحصول على بشرة صافية خالية من الشعر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon