توقيت القاهرة المحلي 10:37:34 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«خيانة» الثورة!

  مصر اليوم -

«خيانة» الثورة

د. وحيد عبدالمجيد

أصبح الاتهام بالخيانة سهلاً فى الشهور الأخيرة. وعندما ينتشر هذا الاتهام فى أى بلد لا يقل أثره عن انتشار النار فى الهشيم. ولا يجاريه فى الخطر الذى يترتب عليه إلا استسهال الاتهام بالكفر. فالتخوين والتكفير هما المصدر الأول لإشعال النار فى أى مجتمع. لذلك فالغريب أن يكون استسهال الاتهام بالخيانة سائدا فى أوساط بعض أصحاب الخطاب الذى يرفض التكفير و يبدو مفرطاً فى حرصه على الوطن، ومزايداً على غيره فى إيمانه بالدولة الوطنية. فلا يستقيم أن تحب الوطن و تشعل فيه النار فى آن معاً. فإذا كان من يستسهل اتهام غيره بالكفر يشعل النار فى الوطن دون أن يناقض نفسه، لأنه لا يؤمن بهذا الوطن أصلاً ويعتبره قطعة أرض ينبغى إلحاقها بكيان أوسع، فالغريب أن يفعل مثله من يزعمون غيرة مفرطة على الوطن بل بحجة الدفاع عنه فى مواجهة من «يخونونه»! من سوء حظ الوطن أن تقترن كسر شوكة من يحترفون التكفير بقفز من يستسهلون التخوين إلى صدارة المشهد السياسى والإعلامى ليثيروا صخباً منافياً للعقل، ويمثل خطراً عليه ويشعلوا النار فى هذا الوطن. فقد أعمتهم غريزة الانتقام من ثورة 25 يناير، فما عادوا يرون عواقب افراطهم فى الانتقام، ولا باتوا قادرين على ملاحظة أنهم يقدمون خدمات جليلة لجماعة «الإخوان» التى يتخذونها منصة لإطلاق نيران اتهاماتهم وممارسة غرائز انتقامهم. لكن الأغرب والأكثر إثارة للعجب أن يلتحق بهم بعض المثقفين الذين انقلبوا على أنفسهم وتاريخهم، وصاروا رديفاً لـ«كتيبة» التخوين فى الساحة السياسية والإعلامية، بما يقدمونه من غطاء للحملة على الثورة دون قصد منهم أو من معظمهم. ولأن تعبير الخيانة مرفوض ومرذول حين يُستخدم خارج سياقه القانونى القضائى المنضبط، لا يجوز القول إن هؤلاء المثقفين «يخونون» الثورة التى كان بعضهم فى صفوفها الأولى مهما بلغ الأذى الذى يلحقونه بها، ومن ثم بمستقبل الوطن. فلا محل الآن لمقولات ارتبطت بعصور سابقة مثل قول الزعيم والمفكر الاشتراكى فلاديمير لينين إن (المثقفين هم أقرب الناس إلى خيانة الثورة)، حين نبّه إلى أن «خيانتهم» حين تحدث هى الأخطر لأنهم أقدر الناس على تبرير هذه «الخيانة». "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«خيانة» الثورة «خيانة» الثورة



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 15:00 2021 الخميس ,04 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 02:46 2017 السبت ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم تشيلسي يرفض دعوة ساوثجيت لوديتي ألمانيا والبرازيل

GMT 03:35 2017 الجمعة ,09 حزيران / يونيو

سهر الصايغ تعرب عن سعادتها بنجاح مسلسل "الزيبق"

GMT 13:23 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

التنورة المحايدة تعطيك المجال الأوسع لإطلالة مختلفة

GMT 12:43 2021 الإثنين ,13 أيلول / سبتمبر

سيرين عبد النور تأسر القلوب بجمبسوت أنيق

GMT 00:46 2021 الثلاثاء ,03 آب / أغسطس

الحكومة تنتهي من مناقشة قانون رعاية المسنين

GMT 11:57 2021 الخميس ,10 حزيران / يونيو

مالك إنتر ميامي متفائل بتعاقد فريقه مع ميسي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon