توقيت القاهرة المحلي 13:25:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

كأنها لم تكن !

  مصر اليوم -

كأنها لم تكن

د. وحيد عبدالمجيد

لم يكن متوقعاً أن تسفر القمة العربية الخامسة والعشرون فى الكويت عن نتيجة بشأن أى من البنود المدرجة على جدول أعمالها. فلم تعد طريقة تنظيم اجتماعات القمة ملائمة لهذا العصر وقضاياه الأكثر تعقيداً.  وقد تقادمت هذه الطريقة التى لم تتغير على مدى أربعين عاماً منذ أن استضافت القاهرة القمة الأولى عام 1964. ولذلك فقدت الشعوب العربية الاهتمام بهذه الاجتماعات، التى كانت تتطلع إليها فى عقدها الأول. ولم يعد أحد يعلق آمالاً عليها. وصار أقصى ما يمكن التطلع إليه خلال العقدين الأخيرين هو أن تمر أعمال القمة بسلام فلا تزيد الطين العربى بلة. كان هذا هو الحال قبل أن تضطرب الأوضاع فى المنطقة العربية وتشتعل الصراعات فى داخل بعض دولها على نحو يثير أسئلة كثيرة عن مستقبلها ومخاوف أكثر على مصيرها. ومع ذلك، لم يحدث أى تغيير فى طريقة تنظيم القمة. فمازال اجتماع لوزراء الخارجية يسبقها ليضع، أو يعيد وضع, جدول أعمال مكررة معظم بنوده، ويعد أو يعيد إنتاج بيان يغلب عليه الطابع الإنشائى. ويجتمع القادة أو من ينوبون عنهم بعد ذلك فى جلسة عامة مفتوحة يلقون فيها كلمات روتينية، ثم فى جلسة أو جلستين مغلقتين لإقرار البيان المعد سلفاً مع إدخال تعديلات طفيفة عليه أحياناً. وتنفض إثر ذلك القمة التى يصعب أن نجد لها من اسمها نصيبا. فلن تكون هذه القمة قمة بالفعل، لابد من بداية جديدة وآلية تنظيمية مختلفة تتيح إجراء حوار جاد فى جلسات جماعية وأخرى ثنائية وثلاثية بعيداً عن الإعلام من أجل تقريب وجهات النظر فى القضايا التى تحتمل ذلك قبل أن يبدأ الاجتماع الرسمى. فهذه القمة هى الفرصة الوحيدة لإجراء حوار بين القادة العرب كل عام. ولا يصح إهدارها بالطريقة التى تحدث الآن، حيث يذهب معظم القادة إلى القمة ويعودون دون أن يتبادلوا سوى كلمات قليلة. ولذلك لم تأت قمة الكويت وكأنها لم تعقد أصلا رغم الأخطار التى تهدد مستقبل الأمة بدءا بالأزمة السورية وتداعياتها فى الدول المجاورة، و انتهاء بالإرهاب الذى دخل مرحلة جديدة بعيد القمة السابقة، مرورا بسياسات دول الجوار الإقليمى (إيران وتركيا وإثيوبيا) وممارسات إسرائيل المطمئنة لتصفية القضية الفلسطينية التى كانت هى الدافع الأول وراء فكرة القمة إذا كان قد بقى لنا شىء من ذاكرة تاريخية. نقلاً عن جريدة "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كأنها لم تكن كأنها لم تكن



GMT 04:09 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

شكراً إيران

GMT 04:06 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

عودة إلى «حرب الظل» بين إسرائيل وإيران!

GMT 04:03 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

نيران المنطقة ومحاولة بعث التثوير

GMT 04:00 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«منبر جدة» والتوافق السوداني المفقود

GMT 03:50 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

ليبيا وتداول السلطة بين المبعوثين فقط

GMT 03:48 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

الأردن من أيلول الأسود لليوم

GMT 03:33 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

اكتشافات أثرية تحت المياه بالسعودية

GMT 03:21 2024 الخميس ,25 إبريل / نيسان

«الإبادة» ليست أسمى

GMT 20:02 2024 الأربعاء ,24 إبريل / نيسان

أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم "عصابة المكس"
  مصر اليوم - أحمد السقا أولي مفاجأت فيلم عصابة المكس

GMT 20:53 2018 الأربعاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

أجاج يؤكد أن السيارات الكهربائية ستتفوق على فورمولا 1

GMT 02:41 2016 الأحد ,15 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 15:53 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

إقبال على مشاهدة فيلم "Underwater" فى دور العرض المصرية

GMT 15:43 2019 الإثنين ,22 إبريل / نيسان

مجلس المصري يغري لاعبيه لتحقيق الفوز على الأهلي

GMT 14:25 2019 الخميس ,03 كانون الثاني / يناير

دراسة جديدة تُوصي بالنوم للتخلّص مِن الدهون الزائدة

GMT 17:44 2018 الإثنين ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ريال مدريد يستغل الخلاف بين نجمي باريس سان جيرمان

GMT 03:56 2018 الجمعة ,19 كانون الثاني / يناير

عبدالله الشمسي يبتكر تطبيقًا طبيًا لمساعدة المرضى

GMT 14:00 2018 السبت ,13 كانون الثاني / يناير

أودي تطرح أفخم سياراتها بمظهر أنيق وعصري

GMT 17:49 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

مدير المنتخب الوطني إيهاب لهيطة يؤجل عودته من روسيا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon