توقيت القاهرة المحلي 13:52:52 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ثورة المظاليم؟

  مصر اليوم -

ثورة المظاليم

د. وحيد عبدالمجيد

عندما اختار مواطن مصرى اشتد عليه الظلم مقر نقابة الصحفيين لإشعال النار فى نفسه، كان يوجه رسالة يخطئ من يتجاهلها،  ناهيك عن أن يرفض استقبالها. وقل مثل ذلك من مصرى آخر لم تمنعه كرامته من محاولة تقبيل قدم رئيس الوزراء إبراهيم محلب أثناء زيارته مستشفى التأمين الصحى بالجيزة قبل أيام ومطالبته وهو يبكى التوسط له لكى يحصل على علاجه من هيئة التأمين. يومان فقط فصلا بين الحدثين اللذين وجها رسالتين عاجلتين تعتبر كل منهما أكثر خطراً من الأخرى. فعندما يشعل شخص النار فى نفسه فى مكان يختاره، يكون لهذا المكان مغزى ومعنى. وحين يكون هذا المكان هو نقابة الصحفيين، يصبح مقصد هذا الشخص هو التنبيه إلى أن صوت المصريين لا يصل حتى الآن إلى من ينبغى أن يبلغهم، وأن الإعلام الذى توسع نطاقه وصارت فضائياته كالهم على القلب لم يصبح بعد وسيلة اتصال تنقل هموم المظلومين، وأنه مازال يتعامل مع هذه الهموم بطريقة طقوسية وفولكلورية درج عليها منذ عقود، وإن اختلف شكلها وطابعها. أما عندما تهون كرامة الإنسان إلى الحد الذى يدفعه إلى محاولة تقبيل قدم وليس فقط يد رئيس الوزراء بعد ثورتين كانت الكرامة الإنسانية هدفاً معلناً لأولاهما ومضمراً فى ثانيتهما، فهذه رسالة تفيد أن فى مصر من لم يعد لديهم ما يفقدونه بما فى ذلك كرامتهم التى حلموا قبل ثلاث سنوات فقط بأنها ستُحترم بعد طول احتقار. وفى الرسالتين، اللتين يوجه المصريون عشرات مثلهما وربما أكثر خطراً منهما كل يوم، ما يدفع إلى التعامل بأقصى قدر من الجدية مع المدى الذى بلغه الظلم الاجتماعى الآخذ فى ازدياد، بخلاف ما كان مفترضاً وهو أن يتناقص بعد انفجار ثورتين فى غضون 30 شهراً. وربما لا يعرف من لا يهتمون بدراسة الأبعاد النفسية فى المجتمعات التى تثور شعوبها أن ازدياد نسبة المصريين الذين تهون عليهم حياتهم أو كرامتهم يضع المجتمع على حافة هاوية يمكن أن ينزلق فيها إذا لم تؤخذ تداعيات الظلم الاجتماعى ورسائل المظاليم بالجدية الواجبة. فليتنا ننتبه الآن وليس غداً، لأن الوقوف عند حافة الهاوية لا يترك مجالاً لانتظار. فلننتبه حتى لا يضع المظاليم الموجة القادمة للثورة. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ثورة المظاليم ثورة المظاليم



GMT 07:55 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

رائحة الديمقراطية!

GMT 07:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

نصرة.. ونعمة.. وصدفة

GMT 07:49 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

صراع النجوم.. ومن (يشيل الليلة)!!

GMT 07:46 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

من حكايا دفتر المحبة.. التى لا تسقط (٤)

GMT 07:42 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

الصفحات الصفراء

GMT 03:54 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

عاربون مستعربون: لورانس العرب والصحراء

GMT 03:51 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

هل من أمل في مفاوضات سودانية؟

GMT 03:47 2024 الخميس ,28 آذار/ مارس

سلِّموا السلاح يَسلم الجنوب!

الملكة رانيا بإطلالات شرقية ساحرة تناسب شهر رمضان

عمان ـ مصر اليوم

GMT 16:39 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل انواع "الأرضيات الصلبة" في الديكور المنزلي

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

نادين نجيم تتألق في حفلة Bulgari Festa في دبي

GMT 14:32 2017 الثلاثاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

الآثار تصدر الجزء الأول من سلسلة الكتب عن مقابر وادي الملكات

GMT 10:34 2017 الأحد ,23 إبريل / نيسان

نيرمين الفقي تنشر صورة جريئة تكشف عن مفاتنها

GMT 15:16 2017 الخميس ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

المنتخب الوطني يرتدي الزي الجديد في تصفيات أمم أفريقيا

GMT 08:14 2017 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"فيندي" تغزو عالم التزلج على الجليد بمجموعة فريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon