توقيت القاهرة المحلي 04:42:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

محلب .. والحب المفقود

  مصر اليوم -

محلب  والحب المفقود

د. وحيد عبدالمجيد

من أهم ما نُسب إلى رئيس الوزراء الجديد المهندس إبراهيم محلب حول تجربته فى مشاورات تشكيل الحكومة قوله إن هذه المشاورات كشفت أن «البلد ضاع منها الحب» وفق ما نُقل عنه. وليس فى هذا الكلام اكتشاف جديد، ولذلك نأمل أن يكون اهتمام رئيس الوزراء به, فى بداية مهمته التى نتمنى له التوفيق فيها، مقترنا برؤية لمعالجة الأسباب التى أدت إلى وضع يشبه بل لعله أخطر مما قصده الفيلسوف الإنجليزى هوبز حين طرح فكرة «حرب الكل ضد الكل» فى المجتمع. فقد تحول المجتمع إلى «ساحة حرب» يحاول كل مصرى أن يحقق هدفه فيها على حساب مواطنين آخرين بأى وسيلة مشروعة أو غير مشروعة نتيجة سياسات اقتصادية واجتماعية وأمنية اتبعها نظاما الرئيسين الأسبقين السادات ومبارك، ويُعاد إنتاج الكثير منها الآن. فعندما تفتح السياسات العامة أبواب الفساد والوساطة والمحسوبية وتعتمد على الولاء وليس الكفاءة، وتؤدى إلى تناقضات طبقية صارخة، وترتبط بتمييز بين المواطنين بينما ينص الدستور على مساواتهم فيه، يحدث تغير تدريجى ينسق القيم السائدة. ولذلك أخذت أسوأ القيم فى الانتشار منذ منتصف سبعينيات القرن الماضى بدءاً بأخطر رسالة يمكن أن تصل إلى المواطن من خلال سياسة دولته بل عبر خطاب رئاسى شبه مباشر وهى أن باب الإثراء صار مفتوحاً بلا ضوابط قانونية أو أخلاقية. وكانت نتيجة هذا التحول أن المجتمع صار محكوماً بعدد من أسوأ القيم وأكثرها خطراً مثل الفهلوة والسمسرة فى كل شىء والطمع والخوف والكراهية. وعلى مدى نحو أربعة عقود من الزمن، تغير المجتمع الذى عاش فيه المصريون قبلها، واختلفت القيم وأنماط العلاقات الاجتماعية التى تشكلت منذ دخول مصر العصر الحديث فى بداية القرن التاسع عشر وحتى ستينيات القرن الماضى. وهذا هو ما ينبغى أن يعرفه المهندس محلب. فالمشكلة تعود إلى سياسات أكسبت المجتمع طابعه المؤلم الراهن، وليس إلى سوء أخلاق أو قلة تربية. وفى إمكان رئيس الوزراء أن يبدأ فى تصحيح ما أفسدته السياسات المتبعة منذ أربعة عقود إذا شرع فى تغيير هذه السياسات وهذا أحد الشروط اللازمة لبناء مصر جديدة. نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محلب  والحب المفقود محلب  والحب المفقود



GMT 03:13 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

تواصل جاهلي

GMT 03:10 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

«عاشوراء» إيرانية في سماء إسرائيل

GMT 03:04 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

الحلّاق الإيراني ورقبة السلطان

GMT 02:57 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

هل تمنع أميركا حرباً إقليمية؟

GMT 02:54 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

إيران وإسرائيل ونهاية اللعبة الخطرة

GMT 02:52 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

مَن صاحب هوية القاهرة البصرية؟

GMT 02:47 2024 السبت ,20 إبريل / نيسان

كتاب لم يتم

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon