توقيت القاهرة المحلي 00:28:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«على قديمه

  مصر اليوم -

«على قديمه

د. وحيد عبدالمجيد

خذ الحكمة من أفواه أبسط البسطاء. فالفطرة السليمة على بساطتها أفضل من العلم حتى إذا بلغ أعلى مراتبه حين يقترن بجمود ذهنى أو مصالح سياسية أو أطماع خاصة. ومن أهم العبارات التى يرددها كثير من المصريين البسطاء الآن وتنطوى على حكمة حقيقية عبارة «لسة على قديمه». وهى تعنى أن شيئاً لم يتغير فى مصر بعد ثورتين ملأت الملايين فيهما الميادين، وأن الجمود الذهنى والأساليب التقليدية مازالت سائدة فى إدارة شئون البلاد. ويظهر ذلك مجدداً فى طريقة تشكيل حكومة المهندس إبراهيم محلب التى تُعتبر جديدة زمنيا ولكنها قديمة موضوعياً لأنها شُكلت «على قديمه». فإذا قارنا مشهد تشكيل هذه الحكومة بنظيره حين تولى د. حازم الببلاوى هذا التشكيل قبل ما يقرب من ثمانية أشهر، وراجعنا مشاهد تشكيل الحكومات السابقة عليهما، سنجد أننا إزاء مشهد واحد فى الواقع يتكرر ويُعاد إنتاجه مع اختلاف شخص رئيس الحكومة وبعض الأشخاص الذين يلتقى بهم لينضموا إلى هذه الحكومة. فلا برنامج يتم اختيار الوزراء على أساسه، ولا حتى خطة عمل تمثل معياراً لاختيار الشخص القادر على تنفيذ المهام المحددة لوزارته فى هذه الخطة ويقبل بها ابتداء. فعندما تكون هناك خطة، يتحدث رئيس الحكومة مع الوزير المرشح فى مهام محددة لابد أن تؤديها الوزارة التى سيكلف بها. فقد يكون لهذا الشخص رأى آخر فى المهام التى سيكون عليه القيام بها، وقد يعترض على المنهج المتضمن فيما يعرضه عليه رئيس الحكومة من مهام، فيعتذر لأنه لا يستطيع أن ينفذ ما لا يقتنع به. وقد يوافق المرشح على المهام المطلوبة من وزارته، ولكن نقاش رئيس الحكومة معه ربما يكشف أنه ليس مؤهلاً بما يكفى للنهوض بها. فلا معنى لاختيار وزراء لا يعرف أى منهم المهام المحددة المطلوبة من وزارته فى إطار خطة يتكامل فيها دوره مع زملائه فى مجلس وزراء يفترض أن يكون فريق عمل. ولأننا مازلنا نشكل الحكومات «على قديمه»، تبدأ كل حكومة عملها بشكل عشوائى وتصبح وزاراتها جزراً منعزلة عن بعضها. ولا نجاة لمصر إلا حين نغير هذه الطريقة القديمة التى تجعل عملية تشكل الحكومة أقرب ما تكون إلى تحضير الأشياح! نقلاً عن "الأهرام"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«على قديمه «على قديمه



GMT 21:26 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الذكاء الاصطناعي.. آلة الزيف الانتخابي

GMT 21:24 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

فلسطين بين دماء الشهداء وأنصار السلام

GMT 21:06 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الشكلانية والتثعبن

GMT 19:52 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

في حب العمدة صلاح السعدني

GMT 19:50 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

‎فيتو أمريكى ضد الدولة الفلسطينية.. لا جديد

GMT 04:56 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

المستفيد الأول إسرائيل لا إيران

GMT 04:15 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

الغضب الساطع آتٍ..

GMT 04:13 2024 الجمعة ,19 إبريل / نيسان

جبر الخواطر.. وطحنها!

بلقيس بإطلالة جديدة جذّابة تجمع بين البساطة والفخامة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:31 2020 الأربعاء ,30 كانون الأول / ديسمبر

آندي روبرتسون يخوض لقائه الـ150 مع ليفربول أمام نيوكاسل

GMT 06:47 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بعد نهاية الجولة الـ 13

GMT 02:10 2020 الخميس ,10 كانون الأول / ديسمبر

7 أسباب تؤدي لجفاف البشرة أبرزهم الطقس والتقدم في العمر

GMT 22:29 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

أحمد موسى يعلق على خروج الزمالك من كأس مصر

GMT 11:02 2020 الجمعة ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرّف على أعراض التهاب الحلق وأسباب الخلط بينه وبين كورونا

GMT 03:10 2020 الأربعاء ,21 تشرين الأول / أكتوبر

زيادة في الطلب على العقارات بالمناطق الساحلية المصرية

GMT 22:14 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

بورصة بيروت تغلق التعاملات على انخفاض
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon